أخبار دوليةفضاء الصحافةمجرد رأي

بينيدا.. جعل اللقاء بين فلسطين وإسبانيا ممكنا.

منقول
علي سعادة موقع عربي 21.
سياسي شيوعي إسباني، وقيادي عمالي ونقابي، يعد حاليا من أكثر النقاد للاتحاد الأوروبي وأمريكا، ولحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة.
لا يتوانى عن وصف موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن من غزة ودعمه غير المشروط لمجرم الحرب بنيامين بنتنياهو بأنه تواطؤ، على حد وصفه.
لم يكن يرى أن المسافة بين ملقاة وغزة والضفة الغربية بعيدة جدا لذلك كان ارتباطه بهما قد بدأ مع أول زيارة له لفلسطين قبل سنوات.
يتولى مانويل “مانو” بينيدا، المولود عام 1965 في مالقة جنوب إسبانيا، رئاسة العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الإسباني، انتخب عن ائتلاف “اليسار المتحد” في البرلمان الأوروبي عام 2019.
ورغم عضويته في البرلمان الأوروبي فقد اشتبك مع رئاسة البرلمان حين منع من ارتداء الكوفية الفلسطينية خلال جلسة البرلمان التي عقدت لبحث الأوضاع في غزة بعد قصف مستشفى المعمداني.

مانو بينيدا لم يسكت على تعدي رئاسة البرلمان على حقه في ارتداء الكوفية واعتبره من أعمال “الرقابة” و”الاعتداء على حرية التعبير”.
وأضاف بالنسبة لليساريين “الكوفية هي رمز ثقافي فلسطيني. إنها ليست دعاية، ولا تحمل أي علم”، وشدد على أنه “لا يوجد سبب أو قاعدة” تمنع عرض هذا الرمز.
وهاجم بينيدا رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس البرلمان، بسبب زيارتهما “التضامنية” إلى تل أبيب، وقال: “لقد كانت أورسولا فون دير لاين وروبرتا ميتسولا في تل أبيب، تدعمان دون قيد أو شرط نظام الإبادة الجماعية، الذي حول قطاع غزة إلى شيء يشبه إلى حد كبير الحي اليهودي في وارسو، ما أخضعه لحصار ترك فيه ليموت بدون ماء وكهرباء”.
وكشف بينيدا، الذي يرأس أيضا وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وفلسطين، أن “اللوبي الصهيوني ومخالبه يحاولون إسكات التضامن مع فلسطين، لكنهم لن ينجحوا”. كما يقول.
وهاجم بينيدا وسائل التواصل الاجتماعي التي تفرض رقابة على المحتوى الداعم لفلسطين قائلا : “الرقابة لا تقتصر على البرلمان الأوروبي فحسب. لقد حذف تويتر للتو اثنين من مقاطع الفيديو الخاصة بي، بما في ذلك المقطع الذي منعوا فيه من التدخل في البرلمان الأوروبي، وبقية فيديوهاتي موجودة على قناتي على التلغرام”.
بينيدا الذي لا يغيب ولو لساعة واحدة عن منصات التواصل وبشكل خاص على “أكس” يقول إن “الإبادة الجماعية لأهالي غزة لم تكن ممكنة إلا بسبب الرعاية التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للنظام الإرهابي الإسرائيلي وسط دعم مخزي من عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي يتم وضعها كشريك في الإبادة الجماعية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني”. بحسب قوله.
يحدد كلماته بدقة متناهية ويختار مصطلحاته بعناية فائقة “لا توجد حرب تتورط فيها الولايات المتحدة لا يكون خادمها الأوروبي جزءا منها” يضيف “لولا الولايات المتحدة لما تمكنت إسرائيل من الاستمرار حتى 10 دقائق”.
ومن بينها أن:” إسرائيل تقتل الأطفال والنساء والصحفيين، وكل ما تفعله اليوم في غزة هو جريمة حرب ومحرقة” بحق الشعب الفلسطيني.
لا يبدو بينيدا مقبولا لدولة الاحتلال حتى قبل العدوان على غزة، فقد منع هذا العام للمرة الثانية من التوجه إلى فلسطين على رأس وفد من البرلمان الأوروبي، في زيارة رسمية مقررة ضمن وفد مكون من 8 أعضاء من البرلمان الأوروبي، من أربع مجموعات برلمانية مختلفة.
بينيدا طلب من بقية أعضاء البرلمان الأوروبي مواصلة الزيارة مؤكدا أن “تواجد الوفد في فلسطين
في وقت كهذا، مع الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفا في السنوات الأخيرة، أمر ضروري”.
وفي العام الماضي منع بينيدا من زيارة فلسطين على رأس وفد من البرلمانيين الأوروبيين بعد مطالبته إجراء تحقيق عقب اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة أيار/مايو عام 2022، ما حدا بالوفد إلى إلغاء الزيارة.
وفسر مانو سبب منعه من زيارة فلسطين بالقول: “خلال مناقشاتي في جلسات البرلمان الأوروبي عبرت عن شجبي لمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة بدم بارد”، معتبرا أن من اقترفوا عملية الاغتيال يسعون إلى “دفن الشهود على عمليات القتل المستمر للمدنيين، ففي العام الماضي، قتل أكثر من 300 مدني فلسطيني من ضمنهم الكثير من الأطفال”.
وأضاف بالقول: “إسرائيل غير مرتاحة للبرلمان الأوروبي الذي استنكر عمليات الاستيطان غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقتل المدنيين المستمر والاعتقال التعسفي للأطفال أيضا” متهما الدولة العبرية بأنها “تمارس سياسة الفصل العنصري”.
واعتبر مانو بينيدا أنه زار الضفة الغربية من قبل ولم يواجه أي مشاكل، “لقد سافرت من قبل أيضا إلى غزة ومكثت هنالك لمرات عديدة”.
إنجاز مانو بينيدا الأكبر كان تقديمه ملفا كاملا للمحكمة الجنائية الدولية، يتضمن كافة انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة وخاصة في قطاع غزة المحاصر والمدمر، مؤكدا أنه “لا يمكن أن تمر الإبادة الجماعية لغزة دون عقاب” و”حان الوقت لنتنياهو وبقية شركائه أن يدفعوا ثمن جرائمهم”.
بينيدا صوت أوروبي حر، يقف مع رفاقه في البرلمان الأوروبي الأحرار إلى جانب غزة دون كلل أو ملل، ودون أن يحرف بوصلته عما يجري على الأرض من تطهير عرقي وحرب إبادة لا توصف بالكلمات.
كلماتهم ضوء يشع في نفق الحصار المميت على القطاع، وهي ضرورية لبقاء العالم يقظا وحتى تحرك ضمائر العالم.

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى