مجتمع

يوميات مطبع بئيس وإعلامي خسيس

 

يوميات مطبع بئيس
وإعلامي خسيس
1/ من أنا؟

✍️ بقلم #رشوان_الزبلاني

بكل تكبر واستعلاء اسمي #رشوان_الزبلاني، وقبل البدء في تقديم يومياتي، أحب أن أعرفكم باسمي ونفسي وصفات تميزني:

أعلم أنني سأكون ثقيلا على قلوبكم.. عبئا على نفوسكم.. ومقززا في كلامي.. ووقحا في أسلوبي .. مغرورا في تعاملي .. وستعرفون سبب ذلك .. استحملوني رغم أنوفكم .. لأني سأقدم لكم اعترافات مهمة وخطيرة .. لن يجرأ أحد غيري على سردها .. فلا أحد يملك مثل سماجتي ووقاحتي ..

فعن كوني رشوان، فلأني أعشق الرشاوى وأتعيش بها.. ولا أتحرك أو أتكلم أو أُدوِّن إلا بشرط تسلمها.. فأنا صحفي مرتش ولا فخر ..

وأما عن كوني الزبلاني، فلأني أنتمي إلى زبالة إعلامية كبيرة ومرموقة، ونشأتي الفكرية كانت في أعرق مزابل الفكر والثقافة، ناهيك عن تكويني وتربيتي وأخلاقي ذات المصادر المعروفة في قطاع الزبالة بالقرب من أخطر المطارح عفونة وقذارة وتلوثا .. وأسكن وأعمل في أدنس أحياء الزبالة المعروفة في الأمبراطورية الإعلامية المتسخة أخلاقا وفكرا .. ومأكلي ومشربي وملبسي من أنتن الأسواق المتعفنة، وأعلم أن نهايتي الحتمية إلى مزبلة التاريخ .. ذلك لا يهمني.. وأنا مستعد لذلك .. بل أفتخر بذلك .. فهل يفر الذباب من المزابل؟ وهل يهرب الخنفساء من روث البهائم؟ وهل تتحاشى الصراصير مجاري المياه العفنة؟ فالمزابل مراتعنا، وروث البهائم ملاجئنا، ومجاري المياه القذرة مساكننا .. فلا تلومونا..

أعشق الإعلام بجنون، لأنه وسيلة استرزاق سهلة وسريعة.. وليس أي إعلام، إنه الإعلام المتسخ القائم على الفضح والتشهير ومتابعة عورات ومساوئ المفكرين والسياسيين والمعارضين على وجه الخصوص، وإذا لم تكن عندهم مساوء وسقطات .. أقوم رفقة فريق مختص باختلاقها وصنعها قصد التشهير وتشويه سمعة بعض الشخصيات المرموقة والمغضوب عليها، وذلك تلبية لوحشيتي الكامنة في روحي الخبيثة، وخدمة لأجهزة معينة .. ولا أبالي بالضرر الحتمي الذي أتسبب فيه لتلك الضحية، بل إن ذلك مبعث استمتاعي ونشوتي ..

الإعلام بالنسبة إلي وسيلة للانتقام، وسيلة للكذب، وسيلة للتشويه والتشهير .. في إطار من التملق الرسمي، مع لعق أحذية من يستخدمني .. ولا مشكلة عندي أن أكون مُسَخرا حقيرا ضد شخص محترم .. لمجرد أنه محترم .. فأنا أكره الاحترام ..

ولي كره متأصل لقيم حرية التعبير والديمقراطية .. ولا أومن بشيء يسمى الكرامة والعدالة الاجتماعية .. أنا وقح للغاية في التعبير عن رفضي لكل تلك الخرافات والترهات التي تسبب لي ضجيجا في أذني وصداعا في رأسي لحظة سماعها .. أنا سليط اللسان، وقح جدا في سب وشتم شخصيات محترمة، وأتفنن في ذلك بكل خسة وقذارة ..

أمارس السخرية بالناس بأبشع الطرق التي لا تخطر على بال أحد .. وأتقن فن التهكم واستصغار الناس، بينما لي احترام خاص وكبير لكل شخصية تافهة وساقطة، ولا أدخر وسعا في سبيل ترميزها ومساعدتها على الشهرة والنجومية، مع علمي أن ما تقدمه من محتوى إعلامي أو فني تافه وساقط ومدمر .. بل إني أسعد بذلك وأتحمس في نشره على أوسع نطاق ..

أنا لا أعبأ بأخلاق المهنة، ولا بالضمير ، ولا بالقيم .. ذلك يزعجني، ويحول دون متعتي في ممارسة الابتذال الإعلامي .. والاستهتار بالناس والقيم الاجتماعية .. ذلك تضييق فظيع على حريتي في احتقار الناس والتلاعب بعقولهم ..

بكل وقاحة وخسة أقول لكم: أنا مطبع صهيوني، أنتمي إلى عشيرة «كلنا إسرائيليون»، لا يهمني موقف الشعب المغربي من انتمائي لزمرة الخونة والمطبعين، وأنا أحزن عندما أرى جنديا صهيونيا مصابا، وأتألم بشدة عندما أشاهد نفوقهم .. ذلك منظر مفجع بالنسبة إلي، أما صفارات الإنذار التي تقرع في المدن الإسرائيلية فإنها تجعلني في حالة فزع ورعب، كأنني أعيش معهم وبينهم، خشية على أرواح أحبائي وأصدقائي الصهاينة المستوطنين الذين رجعوا إلى وطنهم الموعود تنفيذا لتعاليم التلمود المقدسة..

تبا للتنظيم الإرهابي المسمى حmاs الذي يقتل أصدقائي بكل وحشية، وجوههم القبيحة المختبئة تحت الأقنعة والكوفية تشبه وجوه مصاصي الماء ذوي الأنياب الطويلة المفترسة.. أو هم على أشكال الزومبي المرعبة، أتخيل دماء الإسرائيليين الأبرياء تتقاطر على أنيابهم ومن أفواههم .. منظر مروع فعلا .. لذلك فهم يستحقون ما يلاقونه من تدمير وتقتيل وتنكيل على يد أبطالنا من أفراد الجيش الإسرائيلي العظيم، يجب القضاء على كل الإرهابيين، ومن يدعمهم في قطاع غزة، ذلك الشعب المتوحش يجب أن يبقى تحت الحصار، ويبقى القطاع كله بلا ماء ولا كهرباء ولا كساء ولا دواء.. حتى يبقى شعب إسرائيل الطيب والوديع آمنا ومطمئنا في مستوطناته .. بل يجب طرد وتهجير كل الغزاويين من دورهم ومنازلهم وأحيائهم حماية لشعب إسرائيل.. هذا هو العدل.. هذا هو الصواب .. أنا أؤيد التطهير العرقي والتهجير الجماعي لسكان غزة، إذا لم يكن في صحراء سيناء، فإلى البحر .. حتى ننتهي من ضجيجهم ووجودهم المزعج..

أنا مطبع بوجه مكشوف، بضمير ميت، وبكل ما يحمل ذلك من وقاحة وبؤس..
أنا إعلامي خسيس وحقير .. هذه أوصاف لا تزعجني.. بل تطربني وتسعدني ..
هذا أنا .. ثقيلا على قلوبكم ..

(يتبع) رأيي في وفاة بعض أفراد عائلة الصحفي وائل الدحدوح

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى