أخبار وطنيةالواجهةحقوق الإنسانفضاء الصحافة

أبو أيوب : “على خطى بلحة … فماذا تبقى من هيبة ؟”

بقلم أبو أيوب

    تقرير حقوقي دولي جديد برسم سنة 2020 صنف المغرب في المرتبة 133 على الصعيد العالمي في مجال حرية الرأي و التعبير و الحريات العامة . للإشارة ، المغرب سجل تراجعا مهولا في مجال حقوق الإنسان بعدما حقق مكتسبات بداية العهد الجديد ، وضع أجمعت عليه بعض المنظمات الحقوقية المغربية الى جانب منظمات دولية كمنظمة العفو الدولية و هيومان رايتس ووتش و غيرها من المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان عبر العالم .

    صحيح أن جل دول العالم بما فيها الدول الغربية تعرف تجاوزات بين الفينة و الأخرى ، أمريكا و ما عاشته أثناء فترة انتشار كورونا … مأساة الأمريكي جورج فلويد الذي مات خنقا بين أيدي الشرطة الأمريكية ( صيحته I can’t breath جابت كل دول العالم مثال ) ، فرنسا و قمعها لمجموعات السترات الصفراء و التصرف بوحشية مع المتظاهرين لم يسلم منهم حتى العجزة ، صور خلدتها كاميرات الصحافة و هواتف المواطنين و وسائل التواصل الإجتماعي على حد سواء .

    مشاهد مقززة اعتبرت حينها خرقا واضحا لميثاق الأمم المتحدة ، وفق منطوق المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي وقعت عليه هذه الدول و من ضمنها المغرب . إعلان يعترف بحق كل مواطن كيفما كان لونه و دينه و بلده ، بإعتناق أي فكر أو رأي و نشره بأي وسيلة كانت و بلا حدود …، لكن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينتهك في بعض المناسبات بذرائع و مسميات شتى ، و معها يبقى المارقون في منأى عن المسائلة و المتابعة بخاصة في الدول الفقيرة أو السائرة في طريق النمو ، و في بعض الأحيان يستغل الخرق لتصفية الحسابات مع المعارضين السياسيين ، أو لتكميم أصوات الصحافة المزعجة و الأقلام الحرة و بعض المثقفين .

    على سبيل المثال لا الحصر ، قضية إعتقال الدكتور و المؤرخ و الباحث الأكاديمي و الأستاذ الجامعي المعطي منجيب واحدة منها …، ٱعتقل بطريقة هوليوودية من داخل مطعم بالعاصمة الرباط و هو على كرسي متحرك ، ليحل ضيفا على سجن العرجات نواحي العاصمة في إنتظار محاكمته بتهمة تبييض أموال و تهرب ضريبي ….! ، بينما الحقيقة عكس ذلك ، مواقفه السياسية المنتقدة للنهج الرسمي للدولة و رفضه للعرض الذي قدم له بمغادرة المغرب ، فضلا عن مقال نشره تحت عنوان ( المملكة المغربية و الصراع على السلطة Kingdom of MORROCO and the strugle of power ) .

    على علاقة بموضوع الأكاديمي و المؤرخ المغربي المعتقل ، دعت 22 منظمة حقوقية تونسية الحكومة المغربية مطالبة إياها بالإفراج الفوري عن الموقوف على ذمة التحقيق ، و توفير كافة الشروط و الضمانات لمحاكمة عادلة …، و قد تنضم لها بتقديري منظمات حقوقية دولية لنفس الغرض في الأيام المقبلة ، حينها ستصوب المعاول لهد ما تبقى من هيبة البنيان المرصوص ، و معها يتعالى الصراخ الرسمي المندد بالتطاول ، و الشاجب للتحامل و محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لبلد ذو سيادة .
بلد كافل للحقوق بمنطوق الدستور و لا يتقبل دروسا من أحد ، كما جاءت على لسان رئيس الدبلوماسية المغربية بشأن قضيتي حراك الريف و البرلماني شعو ، عندما طالب المغرب من هولندا تسليم هذا الأخير لمحاكمته بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات . آنذاك ٱشترطت هولندا إرسال مراقبين دوليين لمتابعة أطوار المحاكمة ، خطوة رفضها المغرب جملة و تفصيلا فجاء الرد الهولندي بالإمتناع عن تسليم المشتبه به .

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى