أزلو محمد يكتب:وقفة تضامنية في أزمور”رسالة دعم لغزة الجريحة”

في مشهد يعكس روح التضامن الإنساني والالتزام بالقضايا العادلة، خرجت ساكنة مدينة أزمور، وكعادتهم كل يوم جمعة منذ السابع من أكتوبر 2023، في وقفة تضامنية دعمًا لإخوانهم في غزة. هذه الوقفة التي باتت تقليدًا أسبوعيًا تعبر عن وجدان شعبي حيّ، يستجيب لنداء الضمير الإنساني وينبض بقيم الأخوة والتآزر.
تجمّع المشاركون في ساحة مقابلة للحديقة العمومية، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالعدوان المستمر على غزة، وتدعو إلى رفع الحصار وإغاثة المتضررين. الهتافات التي علت في أرجاء المكان لم تكن مجرد كلمات، بل كانت صرخة تعبّر عن معاناة شعب يرزح تحت وطأة الظلم والحصار، وتؤكد أن قضية فلسطين ليست مجرد قضية شعب واحد، بل هي قضية أمة بأكملها.
إن هذه الوقفة الأسبوعية في أزمور ليست إلا نموذجًا صغيرًا لما يجري في العديد من المدن المغربية والعربية، حيث يبرز الحس الشعبي المشترك في مناصرة المظلومين. وفي أزمور تحديدًا، يضفي طابع المدينة التاريخي والروح الجماعية لسكانها بعدًا وجدانيًا خاصًا لهذه الوقفات. فالمشاركة لا تقتصر على فئة أو عمر معين؛ بل تجمع مختلف الشرائح الاجتماعية من شباب وشيوخ، رجال ونساء، في صورة تعكس وحدة الهدف والمصير.
منذ السابع من أكتوبر 2023، والتصعيد في غزة يزداد حدة، حيث تعاني المدينة المحاصرة من قصف متواصل يطال الأبرياء، ويدمر البنية التحتية، ويجعل الحياة اليومية أقرب إلى المستحيل. في خضم هذا المشهد المأساوي، تبقى مثل هذه الوقفات التضامنية رسالة أمل لأولئك الذين يعانون في صمت. فهي تؤكد أن العالم لم ينسهم، وأن أصوات الشعوب ما تزال تعلو في وجه الظلم.
في الختام، تبقى هذه الوقفات الأسبوعية في أزمور وغيرها من المدن المغربية شهادة على أن القضية الفلسطينية متجذرة في وجدان الشعوب، وأن العدوان مهما طال، لن يتمكن من إسكات أصوات الحرية والكرامة. إنها لحظة تذكير بأن الشعوب قادرة على حمل مشاعل التضامن، وأن الأمل في غد أفضل لا يزال حيًا، طالما أن هناك من يقف، بصدق وإيمان، إلى جانب المظلومين.