أزمور … مدينة الأضواء الكاشفة

بقلم محمد الغوفير
من المسؤول عن تخريب مدينة آزمور؟ و من له المصلحة في أن تبقى مدينة آزمور في هذا المستوى من التخلف و الإقصاء؟.
أسئلة كثيرة يطرحها المواطن الآزموري و هو يعيش واقعا متأزما محاطا بكل اشكال مظاهر التهميش و الإقصاء، يعيش مشاهدا يومية تستفزه و تجعله في توتر دائم و مستمر .
شباب عاطل يعيش على صفيح ساخن من الفقر و الحاجة، انهكته قساوة الأيام، يتعاطى كل أنواع المخدرات في محاولات بائسة لمقاومة مرارة العيش و ضغط الواقع الذي اجهز على كل انواع طموحه و أحلامه .
لقد عانت مدينة آزمور و مازالت تعاني من انتكاسة اجتماعية و اقتصادية و ثقافية و سياسية، كانت سببا في تراجع المدينة و تقهقرها، و هي تجر اليوم ورائها ويلات الفقر و البطالة و العطالة و التخلف .
و هذا الواقع المرير الذي تعيشه مدينة آزمور، انتج طوال عقود من الزمن، نخبة سياسية فاشلة شكلت الجزء الأهم من الأزمة، و هي غير قادرة على تدبير و تسيير الشأن المحلي و تحقيق تنمية مستدامة، وفق برنامج يستجيب لمتطلبات و حاجيات المدينة و المواطن .
و اليوم تعيش مدينة أزمور على ايقاع أزمة صامتة، صمت البركان الذي قد ينفجر في كل وقت و حين، كل شيء في تراجع دائم و مستمر، و يا ليته كان متوقفا ليبقى الحال على حاله .
الآفاق مغلقة و المستقبل مجهول، و كل هذا يقابله المسؤولون بسياسة الترقيع و للامبالات و حكمة ” كم من أشياء قضيناها بتركها” .
الشارع العام أصبح مجالا مفتوحا لكل مظاهر السيبة و التسيب و الجريمة، و هو مرآة حقيقية و عنوان عريض لفشل دريع لمسؤولين همهم الوحيد تحقيق الشهرة المغشوشة على حساب مصالح مدينة منكوبة!!! يختارون موقف المتفرج عوض الفاعل المتحرك، لا يعتاضون بتجربة قريبة، و لا تحركم حمية قبلية، يمشون تحت الظل إلى حين مرور الشمس الحارقة، نسوا بأنهم مسؤولون أمام الله و الوطن و الساكنة .