أوهام الحلم الأوروبي: استيقظوا من سراب المحتالين
أوهام الحلم الأوروبي: استيقظوا من سراب المحتالين

تحرير ومتابعة/ سيداتي بيدا
في زمن يعج بالمآسي والانكسارات، حيث يلاحق الشباب والنساء الحلم الأوروبي بشغف وأمل، تظهر على الساحة ظاهرة فتاكة لا تقل خطورة عن مآسي الهجرة نفسها: تجار الحلم الأوروبي، المحتالون الذين يحولون طموح الأمل إلى فخ لا يُفر منه.
في مدن كالمغرب، وعلى رأسها كلميم، تتكرر قصص الخداع بطرق مختلفة، ففي ظلمة اليأس والبطالة، يبحث الكثيرون عن مفر، عن سلم يعلو بهم إلى الحياة الكريمة. هنا يتسلل هؤلاء المحتالون، يرتدون ثوب الوسطاء، ليغتالوا ليس فقط أموال الضحايا، بل كرامتهم وأحلامهم، ويحولوا مستقبلهم إلى رماد.
هذه عصابة مركبة من النوايا السيئة، تستغل الجهل والضعف الإنساني، تطلق شعارات وهمية، وتبيع أحلاماً كاذبة تغري الأرواح البريئة. إنهم يوزعون وعوداً بالهجرة إلى أوروبا، ومنها إلى إسبانيا، بطرق سرية ومكلفة، لكنها تنتهي دائماً بالخسارة والفشل. وهم ليسوا مجرد نصابين عاديين، بل تجار وهم محترفون، يزرعون اليأس لاقتناص الفرص.
الهجرة ليست جريمة، بل هي حق مشروع لكل إنسان يبحث عن استقرار وحياة كريمة، ولكن أن تُستغل هذه الحقوق الإنسانية من قبل سمسرة الوهم، فهذا يُعد جريمةً بحق الإنسانية ذاتها. إن ما يفعله هؤلاء المحتالون بحق الشباب والنساء، هو سلب الحقيقة وطمس الأمل، وتحويل أحلام الطموح إلى شقاء وألم.
بلداننا تحتاج إلى خطوات جريئة وحازمة:
– *توعية واسعة* لجميع الفئات حول مخاطر التعامل مع هؤلاء “وسطاء الوهم”.
– *تكثيف التدخلات الأمنية* لملاحقة كل من تسول له نفسه اللعب بمصائر الناس.
– *خلق بدائل اقتصادية حقيقية* من خلال دعم المشاريع وفرص الشغل للشباب، لتقليل دوافع الفرار والهجرة غير الشرعية.
– *تحصين المجتمع نفسياً وثقافياً* عبر برامج تربوية تحفز على الصبر والأمل في المستقبل المحلي.
على الجميع أن يدرك أن البحر لا يحمل سوى الغرق والخذلان لمن لا يملك دراية وخبرة. وأن الكرامة لا تُشترى بعبور خطير إلى المجهول، بل تُبنى بالصبر والعمل والاعتماد على الذات.
في الختام، ندعو كل من يفكر في الرحيل عبر “طرق التدليس” إلى استيقاظ الفكرة ومراجعة الحسابات، لأن الحلم الأوروبي لن يكون إلا سراباً إذا كان في صحبة تجار الوهم، ولن يكون الواقع إلا ندماً وألماً لا يُحتمل.





