الواجهةمجرد رأي

 أيها الجديديون ..المرجو التصدي لطمس تراث شاطئ المدينة

 

أبو نضال

عودة الى اتفاقية تأهيل حديقة محمد الخامس بالجديدة  المبرمة بين المجلس الإقليمي للجديدة و الجماعة الترابية للجديدة تحت اشراف عمالة إقليم الجديدة و التي نشرت على صفحات موقع الجديدة نيوز كمقال راي . و الذي جلب مجموعة من ردود الفعل من أهمها مقال الدكتور طالب الذي نشر هو الاخر بالموقع كما خطه صاحبه دون زيادة او نقصان . و باقي التعليقات صبت كلها في ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي للمدينة .

فاذا كانت وزارة الثقافة قد تصدت لطمس معالم واجهة فندقي فرنسا  و  المغرب  و تصدت لهدم بناية « أوطيل دو بوست » أو (عمارة كوهين)Immeuble Meir Cohen et Cie  فاليوم هي امام امتحان عسير للتصدي لطمس معلم شاطئ الجديدة كما تركه المستعمر . و الذي يعتبر تراثا يزخر به هذا الشاطئ عن غيره من شواطئ المملكة.

ففندقي المغرب و فرنسا تم اقتناءهما  من طرف احد المنعشين العقاريين  لإنشاء  بناية سكنية . الشيء الذي حدا بجمعيات المجتمع المدني معززة بالصحافة المحلية و المدافعين عن التراث الى  التصدي لعملية هدم الأسوار الخارجية لهذه البناية التي تشكل ارثا حضاريا و معماريا يجب الحفاظ عليه و ليس طمسه. من جانبها و زارة الثقافة سجلت  البناية في عداد الآثار كبناية تاريخية في شهر ديسمبر 2017، بناء على طلب من جمعيات المجتمع المدني بالجديدة في ديسمبر 2014 .و عليه لا يمكن لأي كان ان يغير معالم الواجهة.

اما البناية المسماة « أوطيل دو بوست » أو (عمارة كوهين)Immeuble Meir Cohen et Cie . و هنا افتح القوس و استأذن الأستاذ الجلالي ظريف للأخذ من مقاله عن هذه البناية (يقول  الأستاذ ظريف .بانها  شيدت بين سنتي 1912 و1914 من طرف ورثة التاجر مايير كوهين مكان عقار كان يسمى « هْري كَرَّارَا » اشتراه الورثة سنة 1911 من المالكين فيليو و هيم كرارا . و وضع تصاميم البناية المهندس السويسري أوﯕوست إرنيسْت ﯕولاي الذي طبق على الواجهة الرئيسة المطلة على شارع الحنصالي (سابقا ساحة أشجار الزيزفون ثم ساحة جوزيف برودو) أسلوبا هندسيا يرتكز على الانتقائية التي ميزت أعماله . و تعرضت البناية للإهمال وعدم الصيانة والترميم. و في سنة 2019، وبدريعة أنها آيلة للسقوط وتشكل خطرا على المارة، جاء امر الهدم لكن تنديد واحتجاج المجتمع المدني والصحافة  حال دون ذلك. حيث تم  تقييد البناية في عدد الآثار كبناية تاريخية في 2022 بناء على طلب من جمعية ذاكرة دكالة للحفاظ على التراث .

البنايتين سواء العمارة كوهين او فندق البريد كادت تكون من الماضي الذي اندثر كما اندثر الكازينو و اندثرت مجموعة من المعالم بحديقة محمد الخامس  و اندثر (ميني كولف – MINI GOLF) لولى تصدي المجتمع المدني او الجمعيات المحافظة على التراث . و لربما سيندثر مقر المصالح البلدية الذي بدأت اثار الإهمال تسري على وقوفه الى ان يصير خرابا . و هو نفس الشيء الذي ينطبق على الجمعية الثقافية المطلة على شارع نابل و التي كانت قنصلية فرنسية في وقت من الأوقات. و شطر من قباضة الحنصالي الذي اهمل كثيرا و سيشكل خطر على المارة مستقبلا علما ان البناية مسجلة كتراث لا مادي.

نحن اليوم امام كارثة ستاتي على تراث ميز شاطئ الجديدة عن غيره من الشواطئ بإزالة اكشاك السياحة و إزالة منصة مقهى نجمة المحيط بدعوى حل مشكل السير و الجولان وسط المدينة . لكن المطلوب هو دراسة توسيع شارع محمد السادس و هذا ممكن . أما الشاطئ فيتطلب العناية بإضافة مرافق صحية جديدة . و بمنع صب مياه الامطار  الملوثة فيه. و بتهييئ فندق دكالة ليصير  مكانا لركن سيارات المصطافين و الذي سيدر دخلا سنويا على مالية الجماعة عوض تركه للجانحين يعبثون فيه.

المطلوب هو المحافظة على  الاكشاك و ترميمها كلما تطلب الامر ذلك عوض التفكير في هدمها بدعوى احداث طريق شاطئي الذي لن يكون حلا لمشكل السير و الجولان . المطلوب هو ترك المصطاف يتجول راجلا على الشاطئ عوض خنقه بالسيارات و سمومها الملوثة للبيئة ،لان المدينة الجيدة تصمم بحيث تدفعك للمشي فيها لا لركوب السيارة(المهندس المعماري البريطاني نورمان فوستر). المطلوب هو إعادة فتح بعض المرافق التي اندثرت كالمركز التجاري و مستودع حفظ حاجيات المصطافين (Vestiaire) ، و ملعب الكرة الطائرة  و و و . المطلوب هو إعادة احياء مقهى نجمة المحيط عوض هدم منصتها .

و لكل هذا ادعو كل قاطني الجديدة و الجمعيات المهتمة بالتراث و الصحافة الى التصدي لطمس هذه المعالم و سنصل الى الغاية المنشودة بتسجيلها في عداد الاثار و التراث اللامادي . و على وزارة الثقافة ان تشارك في هذا العمل .  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى