افتحوا الإعلام كفى من تدوير الوجوه الباليةو الفاشلة

بقلم: عزيز الدروش محلل وفاعل سياسي
المعركة اليوم اسمها كسب ثقة جيل Z
إذا كانت الدولة المغربية جادة في كسب معركة جيل Z الجيل الذي خرج إلى الشارع مطالباً بالكرامة والعدالة الاجتماعية والمحاسبة فعليها أن تبدأ من منصة الوعي والإعلام …
فجيل Z لم يعد يثق في خطابات سياسية تُبث من أفواه نفس الأشخاص الذين خدعوا الشعب لعقود بل يريد وجوهاً جديدة نزيهة شجاعة تتحدث لغته وتفهم همومه .
الإعلام العمومي والخاص رهين لوبيات المصالح :
فالمؤسف أن الإعلام العمومي والخاص في المغرب لا يزال في يد لوبيات سياسية واقتصادية تفرض نفس الوجوه الباهتة التي فقدت مصداقيتها وجوه تُستدعى كل مرة لتبرير الفشل لتلميع الصورة وللتطبيل لصناع القرار، بدل أن تمارس وظيفتها الحقيقية .
محاسبة السلطة وكشف الحقيقة :
ما معنى أن تُعاد نفس الشخصيات الفاشلة إلى البرامج والنقاشات .
ما معنى أن يتحول الإعلام إلى منبر للانتهازيين وتجار الدين والأزمات
أليس في هذا إهانة لعقل المغاربة واستخفاف بوعيهم .
كفى من تدوير النفايات السياسية
المغرب لا ينقصه الكفاءات ولا الأصوات الحرة، بل ينقصه القرار السياسي لفتح المجال أمامها .
جيل جديد من الباحثين والمفكرين
والمحللين والفاعلين الشباب ينتظر فرصته، لكن الأبواب مغلقة، لأن المنظومة ما زالت تعيد تدوير النفايات السياسية نفسها
زعماء خالدون لا يرحلون وجوه أبدية لا تُحاسب أصوات تتقن التملق والانبطاح، لكنها لا تملك لا فكرًا ولا رؤية ولا مشروعًا للوطن
الإعلام الحر هو بوابة الإصلاح
فتح الإعلام العمومي والخاص أمام الوجوه الجديدة ليس ترفاً ديمقراطياً، بل ضرورة وطنية
من دون إعلام نزيه ومسؤول لا يمكن أن نتحدث عن إصلاح ولا عن تنمية
كيف سنقنع الشباب بالانخراط في الشأن العام ونحن نقمع أصواتهم ونغلق أمامهم المنابر
كيف سنزرع الأمل في المستقبل ونحن نمنح الكلمة فقط لمن خان الأمانة
الإعلام هو الجبهة الأولى في معركة الوعي ومن يحتكره يحتكر الذاكرة والمستقبل
لقد آن الأوان لإطلاق ثورة إعلامية سلمية تُعيد المصداقية للمشهد وتفتح الباب أمام جيل جديد من المفكرين والمحللين الأحرار
الخلاصة: الوطن لا يُبنى بالمرتزقة بل بالأحرار
على صناع القرار أن يفهموا أن الزمن تغيّر وأن جيل Z لا يشاهد التلفاز ليصفق بل ليفضح ويحاسب ويسائل
افتحوا الإعلام وامنحوا الكلمة للأصوات التي تؤمن بالوطن لا بالمصالح
كفى من المسرحيات المكررة كفى من الكذب المقنع، وكفى من تدوير الوجوه البالية
فالوطن لا يُبنى بالمرتزقة بل بالأحرار
من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى
عزيز الدروش محلل وفاعل سياسي.





