أخبار دوليةالتاريخالواجهة

الأيقونة

بقلم أبو أيوب

    لا يجادل اثنان في الدور الذي لعبه الالكومانداتي فيديل كاسترو في المسيرة التحررية لشعوب دول أمريكا اللاثينية و الجنوبية , كما لا يجادل أحد أيضا في دوره المحوري في قضية فلسطين و قضايا العالم الثالث …

    لقب الالكومانداتي اقتسمه الرئيس الكوبي الراحل مع رفيقة الطبيب الأرجنتيني تشي غيفارا , فالأول خلده شعبه و لا زال ممثنا لما أنجزه من مشاريع تنموية , و على رأسها الإستثمار في العنصر البشري و تحفيز الشعب و إشراكه في الدفاع عن استقلالية قراره السيادي و حدود البلد , أما الثاني , رفيقه في طريق النضال , اغتالته المخابرات الأمريكية فدخل التاريخ كأيقونة تغنت بها شعوب العالم دون استثناء , و خلد إسمه في سامفونية موسيقية بأداء جميل انتشرت عبر العالم و عشقها الكثيرون .

    اليوم تحل ذكرى وفاة الزعيم الكوبي الأيقونة و الشخصية العالمية بشهادة أمريكا و الغرب معها … و هذه حقيقة لا يجحدها أحد بغض النظر عن الإعتقاد بفكر الراحل من عدمه , لكن تبقى الحقيقة المجسدة في بصمته التحررية على طول خريطة المنطقة , منطقة كانت تحسبها أمريكا حديقتها الخلفية , أو جمهوريات الموز كما كان يلقبها البعض , فتحرر الكثير منها من الجبروت الأمريكي ( نيكاراغوا/ فنزويلا/ بوليفيا مثال) .

    إستراتيجية الراحل في مواجهة الإستكبار العالمي ( أمريكا ..) , إرتكزت على قاعدتين اثنتين مكنتا كوبا من الصمود في وجه أقوى دولة في التاريخ ( بناء الإنسان/ تحصين الجبهة الداخلية) , و قد تأتى له هذا من خلال منظومة تعليمية و صحية فاقت مستوى كبريات الإقتصاديات العالمية .

    منظمة الصحة العالمية تصنف اليوم كوبا من الأوائل في التصنيف العالمي من حيث القطاع الصحي , أكثرية الأطقم الطبية المنتشرة عبر العالم هم أطباء كوبيون , انتهاجها سياسة الإرتكاز على القطاعي الفلاحي لتأمين الأمن الغذائي , إذ لا حرية لشعب يأكل من وراء البحار , مكنها من تحصين جبهتها الداخلية رغم المؤامرات ( خليج الخنازير/ الحصار الأمريكي لما يفوق 50 عاما مثال ) , ثم الحرص على عدم الإستدانة من صندوق النقد الدولي …

    عوامل اجتمعت في الزمكان الكوبي لتخلد ذكرى مبدع مسيرة الشعوب المستضعفة عبر العالم , عوامل حفزت شعوبا كثيرة على مناهضة الغطرسة الغربية و على رأسها دولة العم سام … تاريخ حافل أدخل الالكومانداتي موسوعة المشاهير من ماو و نهرو و غاندي و لومومبا و عبد الناصر و تيتو و مانديلا … و ليس انتهاء بأليندي ….

    زوار موقع الجديدة نيوز , هكذا هم العظماء عبر التاريخ … يخلفون ثروات فكرية و يزهدون في الماديات من أراضي و قصور و فيلات … عظماء لم يثبت في حقهم امتلاك أرصدة فاحترمهم الأعداء و خلدتهم شعوبهم ( كاسترو/ عبد الناصر مثال ) … فطوبى لهم و طوبى لشعوبهم …

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى