عالم السياسةمجرد رأي

الايرانوفوبيا فزاعة الغرب لترويض العرب .

بقلم ابو أيوب
بعض العربان المستعربة المؤمنون بعقيدة بنو القينقاع و شريعة بنو النضير ، و فلسفة بنو قريضة الخليج و حربائية بني كليب سامحهم الله ، همهم الوحيد تحويل بوصلة الصراع العربي الاسرائيلي خدمة جليلة للأخيرة ، الى صراع عربي ايراني امعانا منهم في زرع التفرقة بين السنة و الشيعة ، معتمدين في نهجهم هذا بشيطنة ايران حد الهوس بذريعة ، تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية ، و اخرى تحت يافطة نشرها للتشيع في الوطن العربي ، و كأني بدركي الخليج ايران الشاهنشاهية التي ربطوا معها علاقات مثينة لم تكن وقتذاك ذات اغلبية شيعية و اقلية سنية بمنطقة الاهواز جنوب غرب ايران !!. اغلبية و اقلية لا زالتا لحد الساعة تتعايشان بأمان مع مواطنيهم الشيعة باحترام كبير لمذهبيهما دون تذخل يذكر ، لهم مساجدهم و أئمتهم و فقهائهم….
أثناء حكم الشاه كانت الدول العربية بالخليج مدينة لايران ممتنة بما تؤمنه لها من حماية ، لكن ليس ضد اسرائيل في عز الصراع العربي بفلسطين ، بل لم تشارك جيوشها في اي حرب مع اسرائيل باستثناء بعض فتات التمويل للحرب و الشعارات الفضفاضة المشنفة للاسماع ( كلنا فداء لفلسطين مثال) ، و ليس ضد الاتحاد السوفياتي آنذاك الذي لم يسعى يوما لغزو الدولة العربية ، و بحكم موالاتهم لايران الشاهنشاهية التي لقبته امريكا بدركي الخليج ، و ارتباطهم الخنوع الركوع المنبطح للمنظومة الغربية الفاقد لاستقلاليته القرار السياسي ، انخرطوا تمويلا و تجييشا لمشاعر العالمين السني و الشيعي على حد سواء ، في الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي و الشرقي على الرغم بأن لا ناقة لهم و لا جمل .
شيطنوا الاتحاد السوفياتي بالرغم من دعمه دول الطوق العربية بالسلاح و العتاد و الخبراء… ( مصر و سوريا و العراق) ، بذريعة محاربة المد الشيوعي جاعلين من انفسهم اوصياء ، و حاربوه بافغانستان عندما اعلنوا الجهاد و ارسلوا جحافل المجاهدين العرب و الافغان…. في الوقت الذي كانت البوصلة هي فلسطين اولى القبلتين و ثالث الحرمين و لا شيئ سواها….، لكنهم فضلوا عنها سلاحا يطلق للخلف خدمة لبني عمومتهم سفرديم الشرق و اشكناز الغرب….، فأشهروا الوجوه دون اقنعة بين قائل بالهلال الشيعي و قائل بارهابية المقاومة الفلسطينية في محاولة يائسة للشيطنة :
* سنة 2006 في عز الحرب الاسرائيلية و حزب الله اللبناني ، نعثوه بالارهاب و المقامر المغامر بأمن و استقرار المنطقة ( وزير خارجية السعودية ) ، بل مولوا حرب اسرائيل كما فعلوا ابان الحرب الامريكية على العراق من قبل ، و الحرب على سوريا و ليبيا بالامس القريب ، و عندما اهدى زعيم حزب الله الانتصار للمسلمين سنة و شيعة ، وصفوه بخادم الاجندات الايرانية تماشيا مع الرغبات الامريكية الاسرائيلية و الغربية عموما ….
* سنة 2015 وجهوا اسلحتهم صوب نحور اليمنيين أصل العرب ، بذريعة انقلاب الحوثيين على الشرعية و استيلائهم على العاصمة صنعاء ….فاعلنوا الحرب على اليمن السعيد تحت مسمى قوات التحالف العبربي عفوا العربي ، و عندما استغاث اهل اليمن تحت القصف بايران التي لبت النداء ، قالوا بالحوثي الشيعي خادم ايران الطيع المطواع ،متوعدين بالمزيد من النسف و التدمير و الدمار….و قد صدقوا بالفعل ما عاهدوا امريكا و اسرائيل عليه ، ثم قالوا بالتدخل الايراني بينهما هم الذين بادروا .
و عندما شعروا باستحالة النصر اكتشفوا متأخرين ، زجهم في حرب طاحنة خاسرة اثرت سلبا على امن و استقرار شعوبهم ركنوا و هادنوا كانها سحابة صيف عابرة ….وقتذاك لم يعيروا اي اهتمام بما اعلنه زعيم ايران خامنئي عن تمريغ انوفهم في تراب اليمن ، لكن بوصول المسيرات الى الرياض و جدة و الامارات ، و الصواريخ الى انابيب النفط و مصافي ارامكو ….تيقنوا بان اللعبة ليست لعب عيال و اطفال…بل فخ استدرجوا اليه لاستنزاف قدراتهم المالية ( اقتناء السلاح الامريكي و الذخائر ….) ، و صرف انظارهم باطلاق اياديهم في اليمن ، عن ابرام الاتفاق النووي مع ايران دون استشارتهم و في غفلة منهم ( خطوة على شكل تعويض ) .
* التكرار يعلم الحمار و حمرنا لم يأخذوا العبرة و لا استوعبوا الدروس ، نفس النهج و الاسلوب الذي ألفوه خدمة للمصالح الامريكية نعيش فصوله اليوم من خلال معجزة طوفان الاقصى ، التسونامي الذي ضرب اسرائيل و زعزع امريكا و افزع اوروبا ، افقدهم صوابهم و اصابهم بالهذيان هائمين تائهين حيارى ، فاهتزت عروشهم من حيث لا يعلمون ، مشاهد آلاف الصواريخ تتهاطل على تجمعات ابناء العمومة من سام اخو حام اججت حنقهم
مشاهد سيطرة مئات المقاومين على المستوطنات و القواعد العسكرية جننت جنونهم ، مشاهد العشرات من اسرى الحرب سبب لهم الغثيان ، و بدل الافتخار بالاسطورة و القدوة انهالوا عليها شتما و تبخيسا و انتقاصا من رمزية ما حدث و لا زالت فصوله جارية ، بين قائل باستدراج لفخ نصب لحماس ، و واصف لها و من ورائها باقي الفصائل بالارهاب ، بالله عليكم خبروني متى كان الساعي لاحقاق حقوقه ارهابيا ؟ أو لم يكن الأحرى بهم تزكية ما يجري و التعاطف مع من يقوم به ، او التزام الصمت في احسن الاحوال احتراسا من تداعيات القادم ؟
* الملاحظ اللافت للانتباه في كل ما جرى و يجري من حروب امريكية بدعم غربي عبر العالم ، سواء بامريكا اللاثينية او بالوطن العربي ، او بضلوعها في الحروب العربية الاسرائيلية ….هناك بصمة ايرانية داعمة مساندة ….و ان كل من يعادي السياسات الامريكية و الغربية عموما تدعمه ايران ، سواء بالمال او السلاح او الخبرات القتالية و التدريب ، فينزويلا و كوبا و العراق و سوريا و لبنان و فلسطين و اليمن ، دعم و مساندة طال القارة السمراء بدول الساحل و الصحراء ، حيث سلمت صواريخ و مسيرات و انظمة تشويش و رادارات لكل من بوركينافاصو و النيجر و مالي ….
و بالرغم من عدم ثبوث ضلوعها في عمليات ارهابية ، نعثها بعض العربان العاربة المستعربة بالارهاب ، محاولين شيطنتها رغم تميز علاقاتهم معها لكنهم خسئوا ” دولة الامارات مثال” ، اتهام جبان لا لشئ سوى لدعمها قضايا الشعوب التواقة للتحرر من الهيمنة الغربية ، الشعوب الساعية الى فرض ارادتها و الحفاظ على استقلالية قرارها السياسي السيادي…من جهة اولى ، و تبريرا لاخفاقاتهم في التحرر من الرق و العبودية كنهج حياة و نظام دولة بني على هذا الاساس ، و قد صدق من قال ( لو امطرت السماء حرية لرأيت العبيد يحملون المظلات ) .
خلاصة القول ، الايرانوفوبيا عرت عورات البعض و كشفت خيانة البعض الآخر من حمرنا الخليجية و العربية ( خونة القضية الفلسطينية) ، مع استثناء سلطنة عمان و موقف مفتيها و السعودية بدرجة اقل ، كما ساهمت في توثيق عرى السنة و الشيعة باليمن و العراق و لبنان و سوريا ، فضلا عن حرصها الدؤوب لتحسين علاقاتها بالقطب السني السعودي ، و تسليحها للفلسطينيين بغزة و الضفة الغربية باعتبارهم مسلمين ، كما سجل التاريخ افتتاح اول سفارة لدولة فلسطين بالعاصمة طهران مكان السفارة الاسرائيلية بعد سقوط النظام الشاهنشاهي نهاية سبعينيات القرن الماضي ، وقتها استدرجت امريكا عراق صدام لحرب طاحنة مع ايران ، بتمويل خليجي استمرت لحوالي عشر سنوات و انتهت باستنزاف البلدين نزولا عند رغبات الغرب و خططه و ما تقتضيه مصالحه ….
صانع السجاد هذا بقدر ما عودنا على التضامن مع القضايا العادلة و حق الشعوب المستضعفة في تقرير مصيرها ، بقدر ما كشف لنا مدى احترام الغرب لمخترع الشطرنج و صانع الكافيار ، في المقابل ازاح الستار كاشفا عن استهزاء و استصغار الدول العربية الوظيفية على الرغم من خدماتها و مطواعيتها لمخططاته بالمنطقة العربية و بفلسطين خاصة ….فرحم مظفر حين أنشد ( القدس عروس عروبتكم اهلا اهلا….فلم سلمتموها لزناة الليل….و سحبتم خناجركم و تنافختم شرفا لصرخاتها ….و صرختم فيها ان تسكت صونا للعرض ….فما اشرفكم اولاد ا.ل.ق.ح.ب.ة هل تسكت مغتصبة ….خلوها دامية في الشمس ….ستشد ظفائرها و ستغرز اظافرها في اعينكم ….انتم مغتصبي….حملتم اسلحة للخلف …) ، و لا زال حال البعض منهم على حاله ، حالمون تائهون بين تل ابيب و واشنطن و كأنهم عابروا سبيل…او سياحا زوارا في معترك مسرح السياسة العالمي ….
* القشة التي قسمت ظهر البعير العبري بفلسطين ، جرأة في التحدي بنبرة عالية ، استعداد لا متناهي بالتضحية نصرة للقضية وفاءا للشهداء ، حنكة في التخطيط و دقة في التنفيذ ، نجاع في الخداع و اسبقية في المباغثة ، عزم على الاستمرار على نفس النهج ، التمكن من التقنيات الحديثة في صناعة السلاح ، استغلال مكامن الضعف و الخلل للعدو و توظيفها ايجابيا في سير المعارك ….كل هذا النجاح تأتى ببصمة ايرانية اسوة بما حدث بالعراق و ما جرى بلبنان و ما عاشه اليمن و سوريا من فصول دموية ارهابية رهينة اوامر امريكية ….و القادم افزع و افضع ….و ما ينتظر اسرائيل زوالها ان هي اقدمت على تنفيذ وعيدها بغزو غزة ، هذا ما جاء على لسان بايدن و اكثر من سيناتور و نائب امريكي من عتاة الصهيونية المسيحية …و ان غدا لناظره قريب في ظل ترقب مفاجئات اكثر من سارة ، مفاجئات سوف تثلج صدور المسلمين سنة و شيعة…، فهل علمتم الآن لماذا حاولوا شيطنة ايران و لماذا يحترمونها في نفس الوقت ؟

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى