أخبار إقليم الجديدة

الجديدة تحت الضوء ..أمن استباقي… ومغرب في صدارة التحديات… برنامج حافل… ورسائل متعددة الأبعاد

 

 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تنظم المديرية العامة للأمن الوطني فعاليات الأبواب المفتوحة في نسختها الجديدة، وذلك ما بين 17 و24 ماي 2025، بمدينة الجديدة، وبالضبط في فضاء محمد السادس لأنشطة الفروسية، احتفالًا بالذكرى التاسعة والستين (69) لتأسيس جهاز الأمن الوطني، المؤسسة الوطنية العريقة التي تواصل أداء رسالتها النبيلة في خدمة الوطن والمواطن.

تندرج هذه التظاهرة كمحطة إشعاع وطني ومجتمعي في إطار استراتيجية الانفتاح التي تبنتها المديرية العامة للأمن الوطني منذ سنوات، والتي تهدف إلى تكريس نهج التواصل، وترسيخ مبدأ القرب من المواطن، وتعزيز الثقة بين المجتمع ومؤسساته الأمنية، عبر خلق فضاء تفاعلي مفتوح يُعرف عن كثب بأدوار ومهام رجال ونساء الأمن، ويكشف عن التضحيات اليومية التي يقدمها هذا الجهاز في سبيل حفظ الأمن والاستقرار.

تحت شعار: الاستقرار الأمني قاطرة التنمية وأساس جميع مظاهر التقدم والازدهار، تأتي هذه الدورة لتؤكد أن الأمن هو الأساس الصلب الذي تُبنى عليه كل الطموحات المجتمعية والتنموية، فلا مجال للتعليم الجاد، ولا للاستثمار الفعّال، ولا للتنمية البشرية أو الرياضية، دون أمن واستقرار يضمن السير العادي لمؤسسات الدولة ويكفل كرامة المواطن. 

في زمن تتطور فيه الجريمة بوتيرة سريعة، وتستعين بأحدث الوسائل التقنية والتكتيكية، لم يعد من الممكن الاكتفاء برد الفعل الأمني التقليدي. بل أصبح من الضروري اعتماد مقاربة استباقية قائمة على التحليل، والتوقع، والجاهزية التامة. وهذا بالضبط ما حققه المغرب خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكنت أجهزته الأمنية، وعلى رأسها المديرية العامة للأمن الوطني، من تطوير منظومة أمنية شاملة، تتسم بالنجاعة، والاحترافية، وسرعة التفاعل.

وقد أثبتت التجربة المغربية تفوقًا واضحًا في التصدي للجريمة المنظمة، والتطرف العنيف، وتهديدات الإرهاب العابر للحدود. بل أصبحت التجربة الأمنية المغربية مرجعًا عالميًا تتعاون معه كبرى الدول والمنظمات، في إطار تبادل الخبرات والتعاون الأمني الدولي. 

سيتم خلال فعاليات هذه الأبواب المفتوحة تنظيم سلسلة من العروض الميدانية، والأروقة التفاعلية، والورشات التوعوية لفائدة الزوار من جميع الفئات العمرية، ولا سيما الأطفال والشباب. وسيتعرف الزوار على عمل مختلف الفرق الأمنية، كفرقة التدخل السريع، والشرطة العلمية والتقنية، ووحدات الكشف عن المتفجرات، ووحدات السير والجولان، وفرقة الكلاب المدربة وغيرها.

كما ستُعرض تجهيزات حديثة تُظهر تطور البنية التحتية للمديرية العامة للأمن الوطني، ومدى مواكبتها للتحولات الرقمية في المجال الأمني، خاصة على مستوى أنظمة التعرف الذكي، ومنصات المراقبة الحضرية، والموارد البشرية المؤهلة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.  

من خلال هذه المبادرة، يشاد بالدور المجتمعي لجهاز الأمن حيث تُبرز المديرية العامة للأمن الوطني أن الأمن لم يعد مجرد سلطة زجرية، بل أصبح شريكًا رئيسيًا في التنمية، وفاعلًا اجتماعيًا وثقافيًا حاضرًا في كل محطات بناء الوطن. فقد بات رجل الأمن رمزًا للتضحية والنبل، يشتغل في صمت، ويواجه الخطر بروح المسؤولية ونكران الذات.

وبالقدر ذاته، تعكس هذه التظاهرة اهتمام المؤسسة الأمنية بتكريس ثقافة المواطنة، عبر فتح نقاش عمومي شفاف مع المواطن، وتعريفه بمجهودات الدولة في مجابهة التحديات الأمنية، وفي الوقت نفسه، زرع الوعي الأمني كقيمة مجتمعية تقوم على التعاون والتبليغ والانخراط الإيجابي.

واختيار مدينة الجديدة لاحتضان هذا الحدث الوطني الهام، ليس صدفة، بل اعتراف بدورها الثقافي والحضاري، وبموقعها الاستراتيجي في خريطة المغرب، فضلاً عن حيويتها المجتمعية وثراء نسيجها الجمعوي والتربوي. ومن المنتظر أن تستقطب هذه التظاهرة الآلاف من الزوار من داخل المدينة وخارجها، مما سيجعلها فرصة لتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية للمنطقة.

إن الأبواب المفتوحة للأمن الوطني ليست مجرد مناسبة احتفالية، بل هي دعوة صريحة لبناء جسور الثقة، وترسيخ الشعور بالأمن الجماعي، والاحتفاء بمؤسسة تسهر، ليل نهار، على أمن المغاربة وكرامتهم. إنها لحظة تأمل في حاضر آمن، واستشراف لمستقبل أكثر إشراقًا، في كنف قيادة ملكية حكيمة، تضع الأمن في صلب التنمية، وتجعل المواطن هو الهدف والغاية.

دام المغرب آمناً، مستقراً، شامخاً. وعاش الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى