الواجهةمجرد رأي

الجهل والتطرف… بذور الظلام في حقول المعاناة

بقلم: سمير أشقر
في زوايا مجتمعاتنا، حيث تذبل الكرامة وتُخنق الأحلام، ينمو مرض خبيث اسمه الجهل، ويتكاثر دون مقاومة تُذكر، يغذّيه الفقر، ويُزهر في تربة الحرمان والتهميش. وحين يشتد عوده، يتلاقى مع شقيقه الأشد فتكًا: التطرف. هنا، لا نتحدث عن أناس ضلّوا طريقهم فقط، بل عن تحوّلات نفسية مرعبة، تنتج عنها كائنات بشرية فقدت إنسانيتها، وابتلعتهم الظلمة باسم أفكار مشوهة أو عقائد مغلوطة.
التطرف ليس ابن الدين، بل ابن الجهل.
والعنف ليس صنيعة الفقر وحده، بل نتيجة غياب الأمل.
حين يُحرم الإنسان من التعليم، من فرص العمل، من الإحساس بانتمائه وكرامته، يصبح فريسة سهلة لخطابات الحقد، وللوعود الزائفة التي تقدمها جماعات العنف. هؤلاء لا يولدون متطرفين، بل يُدفعون دفعًا إلى هوة التطرف، حين تُغلق في وجوههم أبواب الرحمة والتوازن.
وللأسف، فإن المجتمعات التي تهمل العقل، و يتجاهل فيها المثقفين، وتستهين بالتربية، إنما تُمهّد الطريق لنمو هذه الوحوش الأدميّة، التي تعبث بالأمن، وتلوّث الأديان، وتشوّه صورة الإنسان.
الحل ليس أمنيًا فقط، بل فكري وثقافي واجتماعي.
نحتاج إلى ثورة وعي. إلى نور يشق جدار الظلام. إلى تعليم يحرر، لا تلقين يقيّد. نحتاج إلى حكومات تنصف مواطنيها .
في زمن الأزمات، لا خيار لنا سوى أن نتمسك بالعلم، ونحارب الجهل، ونُعلي صوت التعايش، ونمنح الشباب ما يكفي من الأمل لئلا يلتقطهم الوحش الكامن في الزوايا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى