السيبة” تجتاح مدينة ازمور .. ومطالب لـ”الحموشي” بالتدخل

تعيش مدينة أزمور، خلال الأسابيع الأخيرة، على وقع انفلاتات أمنية مقلقة أثارت موجة استياء واسعة في صفوف الساكنة المحلية، التي باتت تعيش تحت ضغط الخوف اليومي، خصوصًا مع حلول الليل، حيث تنتشر الاعتداءات والسرقات وتُسجل مظاهر عنف غير مسبوقة في عدد من الأحياء.

وتفيد شهادات عدد من المواطنين بأن المدينة أصبحت، في بعض فتراتها، مسرحًا لأعمال شغب من قبيل إشعال العجلات المطاطية وسط الشارع العام، وتبادل التراشق بالحجارة بين مجموعات منحرفة، كما وقع مؤخرًا في محيط السوق التجاري “بيم” بشارع محمد الخامس، حيث وجد المواطنون أنفسهم محاصَرين وسط مشاهد فوضى خطيرة، دون تدخل أمني فعّال يذكر.

ورغم تواجد عناصر أمنية تباشر عملها في الدائرة المحلية، إلا أن قدراتها تبقى محدودة، سواء على مستوى العدد أو من حيث الإمكانيات اللوجستية، مما يضعها في موقف العاجز أمام حالات المطاردة أو التعامل مع مجرمين يستعملون الدراجات النارية للفرار بسرعة عبر الأزقة الضيقة، خصوصًا خلال الفترات الليلية.

ويتحدث سكان أحياء متعددة عن حالات تأخر استجابة لمكالمات الاستغاثة، بل إن بعضهم أكد أن صراخ المواطنين في وجه المجرمين لا يجد آذانًا صاغية في كثير من الأحيان، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى نجاعة المقاربة الأمنية الحالية، ومدى قدرة المصلحة الأمنية بأزمور على تأمين المدينة، خاصة ونحن على أبواب فصل الصيف الذي يعرف تزايد عدد الزوار وتوافد المصطافين.

كما حذّرت فعاليات مدنية من تبعات هذا الوضع المتدهور، ليس فقط على المستوى الأمني، بل كذلك على صورة المدينة كوجهة تراثية وسياحية، وعلى النسيج الاقتصادي الذي قد يتضرر بفعل عزوف الزوار في ظل مناخ يطبعه التسيّب وغياب الأمان.

وفي ظل هذا الوضع، أطلقت الساكنة المحلية وعدد من النشطاء المدنيين دعوة صريحة موجهة إلى المدير العام للأمن الوطني، السيد عبد اللطيف الحموشي، من أجل التدخل العاجل لتقوية التواجد الأمني بالمدينة، وتزويد مفوضية أزمور بالموارد البشرية والمعدات الكفيلة بضبط الوضع، واستعادة الطمأنينة التي غابت عن شوارع المدينة في الآونة الأخيرة.

أزمور اليوم تحتاج إلى أكثر من مجرد دوريات عابرة، إنها بحاجة إلى خطة أمنية محكمة، واستراتيجية ميدانية تستبق لا أن تتأخر، تردع الخارجين عن القانون، وتعيد الثقة للمواطن في مؤسساته الأمنية. فهل يصل صدى النداء إلى الرباط؟