العبثية تفوز بجائزة نوبل للأدب

الدكتور عادل العشابي يكتب:
أعلنت الأكاديمية السويدية الخميس 09 أكتوبر 2025 منح جائزة نوبل للأدب للروائي المجري ” لاسلو كراسنوهركاي “
وُلِد ” لاسلو كراسنوهركاي ” في غيولا سنة 1954 ، وانطلقت مسيرته الروائية مع ” ساتانتاغو” سنة 1985 ، والتي حولت سنة 1994 إلى فيلم سينمائي تجاوزت مدته 7 ساعات .
وصدر له بعد ذلك رواية “حزن المقاومة” سنة 1989 ، والتي استلهم منها فيلم ” تناغمات فيركمايستر” سنة 2000.
ثم صدرت له رواية “حرب وحرب ” سنة 1999 ، قبل أن ينال جائزة مان بوكر الدولية سنة 2015 ، والجائزة الوطنية الأمريكية للأدب المترجم سنة 2019
عالمه مفعم بالعدمية والانهيار والتفكك . عالم ينهار أخلاقيا ومعرفيا ، ويسير ببطئ نحو نهاية بلا معنى ولا خلاص . شخصياته تدور في دوامة انتظار بلا جدوى.
ورغم أن عبثيته تختلف من حيث الطبيعة والموقف الفلسفي عن عبثية ألبير كامو ، الذي سبق أن فاز بنفس الجائزة سنة 1957 ، إلا أنها إعادة إنتاج لها ، بما يجعلها مرحلة متقدمة في الشكل والمضمون .
فجمله طويلة بلا انقطاع ، إلى حد يشبه المتاهة التي يضيع فيها المعنى . و وعيه بالعبثية يظهر شخصياته مصرة على البحث عن النظام في عالم لا نظام فيه ، وعلى انتظار الخلاص في عالم مستنزف .
تقوم الفلسفة العبثية أساسا على مغالطة أنطولوجية تفترض أن العالم بلا معنى ، في خلط منهجي بين انعدام المعنى وعدم الشعور بالمعنى . الأمر الذي يجعل العبثية تجربة ذاتية قابلة للتغير بتغيير زواية النظر ، أكثر منها حكما موضوعيا .
وخطورتها ليس فقط في مدى صحتها ودقتها فلسفيا ومنهجيا، وإنما أيضا وبالأساس في هدمها للمرجعية الغائية ، بما يؤثر على صورة الخير كنظام معياري للأخلاق ، و تصور الدين كرؤية تأويلية للعالم مولدة المعنى .
وعليه فإن جائزة نوبل للأدب هذه السنة تطرح سؤالاً عميقا عن الرسالة التي توصلها باختيار العبثية نموذجا للتتويج.
الفائز بجائزة نوبل للاداب لسنة 2025





