مجرد رأي

بالجديدة… أسئلة مُلحّة تبحث عن إجابات

كلما غادرنا الجديدة نحو مدن أخرى داخل وطننا، نشعر بشيء من الخجل، وشيء من الحسرة.
نسأل أنفسنا: لماذا تتقدم المدن الأخرى بينما مدينتنا تدور في نفس الدائرة؟
لماذا تبدو “الجديدة” قديمة في كل شيء، رغم أنها تملك من المؤهلات ما يجعلها منارة على الساحل المغربي؟

مدينة بتاريخ غني، وساحل جميل، وموقع استراتيجي، وشباب طموح… لكنها تعيش على الهامش.

نتجول في مدن أخرى، فنجد ساحات أنيقة، وحدائق تتحدث بالألوان، ونوافير تبعث الحياة. نعود إلى مدينتنا، فنصطدم بمرافق متهالكة، صناديق قمامة صدئة، وحدائق تُهان بدل أن تُصان.
هل من المنطقي أن تظل الشواطئ التي كان يجب أن تكون جواهر سياحية، مصائد للنفايات ومصدرًا للروائح الكريهة؟ هل يُعقل أن يضطر الناس لقضاء حاجتهم في مداخل العمارات أو خلف الأشجار، لأن لا أحد فكر في بناء مراحيض عامة نظيفة ومحترمة؟

نتساءل… لماذا لا نكرم شهداءنا بتسمية الشوارع بأسمائهم؟ لماذا تقف العمارات الآيلة للسقوط وكأنها شاهد على عجز جماعي؟ لماذا تحولت “الجديدة” إلى مدينة لا تجد من يُدافع عن جمالها، عن ذاكرتها، عن كرامتها؟

المشكل ليس في غياب القوانين.
لدينا قوانين. لدينا مجلس بلدي. لدينا موظفون.
لكن لدينا أيضًا تراخي، تغاضٍ، وربما مصالح شخصية ضيقة تتحكم في مصير مدينة بأكملها.

فأين الخلل؟
هل هو في المسؤول؟ في المواطن؟ في غياب الضمير الجماعي؟ أم في ثقافة “هادشي اللي كاين” التي قتلت الطموح؟

أسئلة نطرحها اليوم، لا من باب التشكي، بل من باب الغيرة.
أسئلة تبحث عن إجابات منطقية، عملية، لا شعارات موسمية.
أسئلة لا تنتظر مهرجانات تجميلية، بل أفعالًا تصنع الفارق.

نحن لا نطلب معجزة. نطلب فقط أن تكون “الجديدة”… جديدة.
بكرامة سكانها، بجمال أحيائها، بنظافة ساحلها، وبتخطيط يحترم الزمن والمستقبل.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى