24 ساعةأخبارأخبار دوليةالواجهة

بيدرو سانشيز.. صوت إنساني من أوروبا لأطفال غزة، وأين أصوات العرب؟

بيدرو سانشيز.. صوت إنساني من أوروبا لأطفال غزة، وأين أصوات العرب؟

بقلم: سيداتي بيدا
عضو الاتحاد الدولي للصحافة العربية

في وقتٍ تتعالى فيه أصوات القنابل فوق رؤوس أطفال غزة، وتدفن جثامين الشهداء تحت الركام، يخرج من قلب أوروبا صوتٌ سياسي جريء لا يكتفي بإدانة العدوان، بل يتقدم بخطى واضحة نحو المواجهة السياسية مع آلة الإبادة الإسرائيلية.

إنه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي بات يُمثّل، في نظر كثيرين، ضميرًا حيًّا في جسد دولي ميت، تحوّل إلى شريك بالصمت أو بالتواطؤ.

في الوقت الذي اكتفت فيه معظم الحكومات الغربية والعربية كذلك ببيانات “قلق”، خرج سانشيز ليقول:

ما يحدث في غزة لا يمكن تبريره… وقد تكون هناك إبادة جماعية ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

هذا التصريح ليس عادياً. فزعيم أوروبي يتحدث بلهجة كهذه وهو يعلم تماماً أنه سيُتهم بـ”معاداة السامية” من قِبل إسرائيل، ويعلم أن ضغوطاً أميركية وأوروبية ستلاحقه ومع ذلك يصر على موقفه هو شخص يستحق الاحترام.

بل إن حكومته مضت خطوات أبعد، حين أعلنت نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميًا، وأيدت بقوة خطوات محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم، بينما وقف البعض الآخر في طابور الدفاع عن إسرائيل، أو التبرير، أو الصمت.

اللافت في خطاب سانشيز أنه لم يتحدث عن غزة بلغة المصالح أو التوازنات، بل تحدث عنها بلغة الأب، وقال:

“لا يمكن أن أرى هذا الكم من الأطفال يُقتلون يوميًا، وألتزم الصمت.”

وفي مشهد غير مألوف في أوروبا الرسمية، وقف سانشيز إلى جانب صور أطفال غزة، واعتبر أن “القتل الجماعي والتجويع والحصار سياسة لا تليق بالبشر”، لا بمجتمع يدّعي احترام القانون الدولي.

السؤال المؤلم الذي يطرحه كل فلسطيني اليوم:
لماذا تأتي الأصوات المناهضة للإبادة من مدريد، لا من القاهرة أو الرياض أو عمّان أو الدوحة؟ أين الغضب العربي؟ أين الشوارع التي كانت تمتلئ نصرةً لفلسطين؟ أين الفن، والإعلام، والتعليم، والخطاب الديني والوطني؟ أهي مشغولة بالترفيه، والاستهلاك، والتسطيح الثقافي؟

لقد باتت شعوبٌ أوروبية كإسبانيا، وآيسلندا، وإيرلندا، والنرويج، تُقدم مواقف إنسانية وشجاعة، فيما يعيش كثير من العرب في حالة من التيه الإعلامي والتخدير السياسي والتغييب الجماعي.

لقد آن الأوان أن تتحرك الشعوب العربية من جديد، وأن تستعيد روح القضية الفلسطينية ، وأن تتجاوز الانشغال بالتفاهات والتجزئة والانقسام، لتكون كما كانت دائمًا ظهرًا وسندًا لها .

إن أطفال غزة لا يسألون عن بيانات الشجب،بل عن افعال
. حملات ضغط
. تضامن اقتصادي
. تحرك سياسي
. دعم انساني حقيقي

وما لم تتحرك الشعوب فلن تتحرك الأنظمة

حين يتقدم زعيم اوروبي خطوة إلى الأمام يجب ان لا نتراجع خطوات إلى الخلف

وحين يخاطر سياسي اجنبي بمستقبله نصرة لغزة

فمن العار أن نظل نحن صامتين او منشغلين او متناسين.

من مدريد صدح وجاء الصوت فهل من مجيب في العواصم العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى