تدهور الخدمات الصحية بمستشفى القرب ببوسكورة يثير استياء الساكنة
تدهور الخدمات الصحية بمستشفى القرب ببوسكورة يثير استياء الساكنة

قديري سليمان
كانت ساكنة بوسكورة والمناطق المجاورة لسنوات تعاني من غياب مؤسسة استشفائية قريبة تقدم خدمات طبية متعددة، ما دفع جمعيات المجتمع المدني وسكان المنطقة إلى رفع مطالبهم بضرورة إنشاء مستشفى يخفف من معاناتهم اليومية. وقد استجابت السلطات لهذه المطالب، وتم تشييد مستشفى القرب ببوسكورة، في خطوة كان يُفترض أن تشكل نقلة نوعية في المجال الصحي بالمنطقة.
غير أن الواقع خالف التوقعات. فالمستشفى، الذي يحمل اسم “مستشفى القرب متعدد التخصصات”، لا يعكس على أرض الواقع لا القرب ولا التعدد في الخدمات. إذ يشهد هذا المرفق الصحي نقصًا حادًا في الأطر الطبية والتقنية، فضلاً عن غياب التجهيزات الضرورية للتدخلات العلاجية الأساسية، ما يدفع المرضى إلى التنقل لمسافات طويلة نحو مستشفيات مدينة الدار البيضاء، مثل مستشفى ابن رشد أو مستشفى مولاي الحسن، لتلقي العلاجات الضرورية.
هذا الوضع يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى هذا المشروع الصحي، الذي وُصف منذ البداية بأنه “متعدد التخصصات”، في حين أن الواقع يكشف عن غياب التخصصات الحيوية. وهنا يبرز السؤال المحوري: أين تتجلى هذه التخصصات يا وزير الصحة؟
وفي ظل هذا التدهور المقلق، تطالب ساكنة بوسكورة بتدخل عاجل من وزير الصحة، من خلال القيام بزيارة ميدانية للمستشفى للوقوف على الخروقات والاختلالات، ولمعاينة الوضع المزري الذي يعيشه المرضى داخل هذا المرفق. فربما يكون من الأنسب تغيير اسم المؤسسة من “مستشفى القرب” إلى “مستشفى البعد”، بالنظر إلى افتقاره لأبسط مقومات القرب والتخصص.





