24 ساعةأخبار إقليم الجديدةالواجهةشؤون بيئية

حديث الأربعاء : أراضي صوديا بمنطقة الولجة كيف تحولت من فردوس أخضر إلى فيافي قاحلة

بقلم جمال وفدي

بدواوير سيدي آحميدة، الكواهي والتاكورانت بمنطقة الولجة توجد مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية تمتد على مرأى العين يطلق عليها السكان المحليون مسمّى “بلاد صوديا” …

هاته الأراضي الشاسعة -القاحلة غالبيتها إلاّ من حشائش ونباتات طفيلية وأشواك- كانت إلى عهد قريب تزخر بمختلف أنواع الزراعات التي تصدر للخارج أهمها الحوامض والبواكر وحتى الحبوب عندما كانت آستغلاليات فلاحية تابعة ل”صوديا”
فكيف آنقلبت الأحوال ومن هي “صوديا” هاته التي كانت تستغل كل تلك الأراضي ؟
تأسست شركة التنمية الفلاحية “صوديا” من طرف الدولة في أكتوبر 1972 لتسيير وإدارة الأملاك والعقارات الزراعية التي كان الآستعمار منحها للمُعمِّرين بعدما تم آسترجاعها وفق ضهائر في إطار مغربة الأراضي الفلاحية
وكانت صوديا تعتبر كيانا آقتصاديا مهما في البلاد نظرا للدور الرائد الذي لعبته في تطوير الزراعة بشكل عام والأشجار المثمرة على وجه الخصوص
الشركة كانت ذات رأس مال بلغ 672,5 مليون درهم وكانت تستغل مايقارب 49618 هكتار محفظة إضافة لأراضي أخرى عارية ولديها 198 وحدة إنتاج وكانت توجِّه مايفوق الخمسين بالمئة من منتوجاتها نحو التصدير وفاق حجم مبيعاتها 700 مليون درهم كما كانت توفر أكثر من 20 ألف منصب شغل …
الشركة سيتم تصفيتها فيما بعد بعدما وصلت لمنعطف خطير حيث تجاوزت ديونها المليار درهم ما جعل الأبناك تُجمد حساباتها والمورّدون يوقفون عمليات التسليم لتتعقد لديها كل الأمور !!!
وقبل التصفية تم كراء الأراضي التي كانت تستغلها للخواص عبر ثلاث مراحل وظلت هي المشرفة على التتبع والمراقبة لعمليات الكراء تلك إلى حين إحداث وكالة التنمية الفلاحية “لاضا” هاته الأخيرة التي أصبحت بعد ذلك هي المشرف على عمليات تتبع وآستغلال أراضي صوديا المكتراة والمسترجعة سابقا من أيدي المعمرين …
بمنطقة الولجة وبالضبط بجماعة سيدي علي بنحمدوش كان هناك العديد من المعمرين الذين يمتلكون آستغلاليات فلاحية وكانوا معروفون لدى الساكنة المحلية ببعض الأسماء كالكورصي، الشهيبة، الباطرون، كافا، مايّول، سانتيس، فورير، ودولاسوس …
وأغلب آستغلاليات أولئك المعمرين التي تم آسترجاعها مُنحت لشركة التنمية الفلاحية “صوديا” والتي ظلت تستغلها إلى أن أعلنت فشلها وأُعلن إفلاسها على الصعيد الوطني ليتم كراء أراضيها “بلاد صوديا” لمستثمرين خواص وتقارب مساحة تلك الأراضي الألف هكتار
عمليات الكراء طبعا جرت وفق طلبات عروض وحسب معايير وشروط محددة مسبقا أهمها آحترام دفتر التحملات بكل ما جاء فيه
لكن للأسف “بلاد صوديا” لايُستغل منها إلا النذر اليسير وغالبيتها خاوية على عروشها قاحلة جرداء كأن الخراب والدمار قد حلّا بها في آنتظار أن تجد تلك الأراضي المسترجعة من يترافع عنها عسى أن تسترجع بدورها رداءها الأخضر الذي كانت تكتسي في زمن مضى /.

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى