حي النور بأزمور… الحي المنسي على هامش الخريطة التنموية
مراسلة: بوشعيب منتاجي

رغم ما تنفرد به مدينة أزمور من مؤهلات طبيعية وتاريخية نادرة، من نهر وشواطئ وغابة ومعالم أثرية مصنفة دوليًا، فإن واقعها اليوم لا يعكس هذه الصورة المشرقة. بل يمكن القول إن المدينة تموت ببطء، ويكاد زوارها لا يرون إلا ظلًّا باهتًا لما كان يمكن أن تكون عليه، في ظل تدبير بلدي لا يرقى إلى حجم انتظارات ساكنة عطشى للتنمية.
أحد أبرز الأمثلة على هذا التدهور، ما يعيشه حي النور، أو ما كان يُعرف سابقًا بـ “حي دراعو”. فرغم مرور السنوات، لا يزال هذا الحي يعيش عزلة تامة، في غياب تام لأي تدخل جاد من طرف الجهات المسؤولة، التي اختارت الاكتفاء بالخطابات الرنانة دون أن تترجمها على أرض الواقع.
المعاناة هنا لا تقف عند حدود التهميش، بل تتعداها إلى فقدان أرواح بشرية نتيجة الإهمال. الطريق الوطنية رقم 1 التي تفصل الحي عن وسط المدينة تحوّلت إلى فخّ قاتل، حصد أرواحًا بريئة في حوادث متكررة، بسبب غياب ممر آمن للمشاة، وانعدام علامات التشوير، وتجاهل تام من طرف شرطة المرور التي كان يمكن لتواجدها أن يردع المتهورين.
ولعل المطلب الأكثر إلحاحًا اليوم، هو إنشاء قنطرة أو ممر علوي يضمن للساكنة عبورًا آمنًا، قبل أن نُفجع بفقدان المزيد من الأرواح. هذا دون أن ننسى ظاهرة الظلام الدامس الذي يخيم على الحي ليلاً، وكأنّه يعيش في حداد دائم، ما يزيد من شعور السكان بالعزلة والنسيان.
في المقابل، يواصل المجلس الجماعي لأزمور صمته، وسط مؤشرات واضحة على فشل تدبيري شامل، وتوتر في العلاقة مع باقي الفاعلين على الصعيد الإقليمي. وبين هذا وذاك، تبقى ساكنة حي النور وحيدة في مواجهة مصيرها، في مشهد يعكس غياب الحد الأدنى من الإنصاف والعدالة المجالية.
المسؤولية اليوم مشتركة. وإن لم يتم تدارك الوضع بسرعة، فإن الأرواح التي تُزهق لن تكون آخر الخسائر التي يدفع ثمنها هذا الحي المنسي