
كتب جهاد أبو العيس
..خلاصات صريحة جدا.. سؤال وجواب حول جدوى تظاهرات غزة :
هل استمرار المظاهرات يمكن أن يقنع الإسرائيلي بتوقف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء المأساة ؟ الجواب لا / الدليل:
الإسرائيلي لا يريد وقف الحرب بوجود التظاهرات وعدم وجودها، لأن توقف الحرب سيسقط حكومة نتنياهو( سموترتش اشترط للبقاء استمرار الحرب) بالتالي استمرار الحرب مرتبط ببقاء حكومة نتنياهو بالسلطة، ( أغلب الشهداء اليوم جزء كبير منهم من بيت لاهيا التي خرج فيها بهض التظاهرات ) .
– هل تسليم الأسرى جميعا سيؤدي لتوقف الحرب ؟ لا / الدليل:
تم عرض الافراج عن كل الأسرى بعد شهرين من العدوان.. الاحتلال رفض.. وتم توقيع اتفاق لإخراجهم جميعا بالتفاوض.. وتم فعلا إخراج معظمهم.. وتبقى القليل منهم وكان سهلا إخراجهم بالمفاوضات.. من الذي أوقف الصفقة؟ من الذي استأنف الحرب؟ من الذي تنكر وتراجع ؟ القصة كشفت أن ارتباط الافراج عن آخرهم سيصطدم بشرط الانسحاب من غزة ووقف الحرب وبدء الإعمار.. هذا دفع نتنياهو لوقف إرجاعهم.
– هل تسليم المقاومة سلاحها وإدارتها لغزة والانسحاب كليا من المشهد وخروج قادتها من غزة سينهي الحرب وتصبح غزة بلاد الأحلام؟ لا / الدليل:
لا يوجد في الضفة والقدس مقاومة ولا صواريخ ولا أنفاق ولا حكومة لحماس، بل هناك سلطة تنسق أمنيا مع الاحتلال، وسلطة تنازلت عن 78% من أرض فلسطين واعترفت بإسرائيل، وتركت السلاح منذ 33 عاما وجرّمت من يحمله في وجه الاحتلال، ومع ذلك قتل الاحتلال منذ 7 أكتوبر ألف شهيد في الضفة، وهدم منذ 7 أكتوبر أكثر من 200 منزل، واعتقل 6000 أسير، ووسع الاحتلال الاستيطان من 200 ألف مستوطن قبل توقيع اتفاق أوسلو في الضفة عام 1993 إلى 800 ألف مستوطن اليوم.. إذن القصة ليست وجود المقاومة في غزة أو عدم وجودها.
– هل الإسرائيلي يقتلنا في غزة بسبب وجود حماس؟ ولو لم تكن حماس في غزة لكنا في أمان فعلا ؟ هل ما يقوم به بسبب عملية السابع من أكتوبر ؟ لا / الدليل :
الاحتلال عندما احتل فلسطين عام 1948 ( احتل 78% من مجموع مساحة فلسطين) لم تكن حماس موجودة، ولم تقم الجيوش العربية بعملية السابع من أكتوبر ضد الإسرائيليين، ومع ذلك ارتكب الاحتلال مجازر كثيرة لطرد السكان الآمنين دون وجود مقاومة أو رد على ( السابع من أكتوبر)، ارتكبوا مجازر فظيعة جدا مثل مجزرة دير ياسين/ الطنطورة/ قبية/ كفر قاسم/ الرملة / الدوايمة ..الخ، وهّجر 800 ألف فلسطيني وسلب ممتلكاتهم وأرضهم، ثم احتل الضفة الغربية عام 1967 دون وجود حماس او بسبب حماس ( لم تقم الجيوش العربية التي كانت في الضفة بعملية السابع من اكتوبر ضد الاحتلال حتى يرد الاحتلال باحتلال الضفة)، وتشريد مئات الآلاف / أيضا احتل سيناء والجولان في حرب حزيران ( لم يقم المصريون ولا السوريون بعملية سابع من اكتوبر حتى يرد الاحتلال على ذلك باحتلال سيناء والجولان ) .
– هل يحاصرنا الاحتلال في غزة منذ 18 عاما، ويقصفنا بسبب صواريخ المقاومة التي تطلق عليه؟ لا / الدليل:
سلطة رام الله تعتقل وتقتل المقاومين في الضفة وتنسق أمنيا مع الاحتلال، ولا تطلق صواريخ بل تقتل من يقوم بذلك، ومع ذلك حاصر الاحتلال المقاطعة وقتل عرفات بالسم، واليوم يحاصر أموال السلطة ويحاصر تحركات 3 ملايين فلسطيني في الضفة، ( هناك 800 حاجز بالضفة الغربية)، ويشكل أسرى الضفة والقدس نحو 95% من مجموع الأسرى في سجون الاحتلال، وقتل منذ السابع من اكتوبر نحو ألف شهيد ( 226 شهيد منهم منذ بداية عام 2023 وقبل 7 أكتوبر بيوم)، إذن القصة ليست صواريخ المقاومة.
أيضا قصف الاحتلال مفاعل تموز العراقي عام 1981 في عهد صدام، لم يطلق صدام حينها صواريخ على الاحتلال، وقصف الاحتلال عام 2012 مصنع اليرموك للذخائر في الخرطوم، دون أن يطلق السودان صواريخ على الاحتلال، واليوم تقصف سوريا بصورة شبه يوميا بعد انتصار الثورة وهناك أكثر من 25 شهيدا سوريا بسبب الغارات الإسرائيلية، دون أن تطلق سوريا الجديدة صاروخ واحد على الاحتلال.. إذن القصة ليست صواريخ المقاومة.
– هل العرب والعجم والعالم والشعوب والأمم ومجرة درب التبانة لديهم مشروع جاهز لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال والحرب في غزة والضفة، موافق عليه نتنياهو وموافق عليه ترمب وموافق عليه القادة العرب وقادة الغرب والصين وروسيا وجزر القمر وموريشيوس، والكل ينتظر فقط فقط فقط خروج حماس من المشهد، لتطبيقه في اليوم التالي ؟؟ يعني كل شيء جاهز ونتنياهو حامل قلمه للتوقيع ومشاريع الإعمار وتسلم فلسطين المحررة جاهزة فقط ما يؤخرهم قبول حماس بالخروج من المشهد؟ هل المسألة كذلك؟؟ لا .. الدليل : اسرائيل ترفض كل المقترحات والقرارات الدولية.. رفضت المبادرة العربية التي تقدمت بها السعودية للسلام عام 2002 في بيروت رغم تنازل المبادرة عن 78 % من أرض فلسطين.. رفضت تطبيق إتفاق اوسلو رغم اعتراف عرفات بالاحتلال..
– هل قبول حماس تسليم ملف غزة للحالة الرسمية العربية والدولية والخروج من غزة نهائيا يقادتها وسلاحها، سيحفظ دماء الفلسطينيين وحقوقهم بالدولة وتقرير المصير ويجعل غزة سنغافورة الشرق الأوسط ؟ لا / الدليل:
قدم العالم (عربا وعجما) عام 1982 لمنظمة التحرير ضمانات في بيروت لحفظ دماء الفلسطينيين في المخيمات، مقابل الخروج النهائي لأبو عمار والفدائيين من لبنان لتونس ودول أخرى، صدق ياسر عرفات الضمانات، وبعد خروج المسلحين إلى تونس، ارتكب الاحتلال مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت، وبدء بعدها قتل الفلسطينيين على الهوية.. أيضا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991، كان لدى أوكرانيا 5000 سلاح نووي، وكانت القواعد العسكرية تحتوي على صواريخ بعيدة المدى تحمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية نووية، كل منها أقوى بكثير من القنبلة الأميركية التي دمرت هيروشيما في اليابان، قبلت أوكرانيا الضمانات الأمريكية بحمايتها مقابل التخلي عن هذا السلاح، اليوم أنظروا لحال أوكرانيا .
– هل دعم سلطة رام الله وبعض إعلام الدول العربية لفكرة التظاهرات في غزة، سينهي مأساة الناس ؟ لا/ الدليل:
الدول التي تغطي التظاهرات إعلاميا لا تريد مصلحة الشعب الفلسطيني، هي فقط لديها خصومة مع فكرة المقاومة، وهي من تجرم التظاهر نصرة لغزة، وهي ذاتها تعتقل من يرفع علم فلسطين في ملاعب كرة القدم عندها، وهي من تعتقل من يكتب بوست من مواطنيها منتقدا الصمت الرسمي على مجازر غزة، وهي من تستقبل قادة وجنود الاحتلال المشاركين في قتل غزة وأهلها، وهي من اعترفت بالاحتلال وأقرت بحقه في احتلال فلسطين.. أما السلطة فلم تنظم مسيرة واحدة لنصرة غزة طيلة أيام الحرب.. واعتقلت من خرج للتظاهر في رام الله، وقتلت مطاردين واعتقلت مقاومين وحاصرت مخيم جنين وجوعت أهله ومستعدة ان تأتي إلى حكم غزة على ظهر دبابة إسرائيلية.
– هل كل من انتقد الوضع في غزة خائن وعميل وجاسوس وماجور للاحتلال ؟ لا/ الدليل:
هناك شرفاء يصرخون بالحق اعتراضا على الحال الصعب والصمت العربي والضنك وترك العالم لهم دون مساعدة.. هؤلاء صوتهم شريف وحنجرتهم وطنية ولهم الحق بالتعبير عن رأيهم بكل الطرق، مع تأكيد أن المتسبب بمأساتهم هو الاحتلال.. لكن: هناك مأجورون نعم.. هناك مستعربون إسرائيليون متغلغلون بين الناس نعم.. هناك عملاء للاحتلال نعم.. هناك مرتزقة تابعون لأجهزة مخابرات هنا وهناك نعم.. هناك عوام لا يعرفون ما يفعلون يستغلهم البعض نعم.. المطلوب أن نحمل الاحتلال المسؤولية وأن لا نتساوق مع ما تريده غرف الاستخبارات والشاباك الإسرائيلي ونحن نعتقد أننا نحسن صنعا.
– كيف أعرف أن التظاهرات لا تخدم مأساة الناس في غزة وتزيد وحشية الاحتلال :
حين يدعم نتنياهو وحكومته وإعلامه التظاهرات إعلم أنك في المكان الخطأ..
حين يدعم إعلام التطبيع التظاهرات ويضخمها ويكبرها إعلم أنك في الصف الخطأ..
حين توافق المقاومة على خطة بايدن وقرارت مجلس الأمن وتقبل بالضمانات المصرية والقطرية وتقبل بخطة ويتكوف “الأولى”، وتقدم حسن نوايا وتقبل بصفقة شاملة لإخراج كل الأسرى، وتوافق على عدم المشاركة في إدارة القطاع، وتقبل يتشكيل القاهرة لجنة لإدارة غزة يقودها شخص يقبل به عباس ( زياد ابو عمرو).. فاعلم حينها أن العلة في الاحتلال والسبب هو الاحتلال والقصة كلها مرتبطة بالاحتلال.. فلا تساعد الاحتلال في تنظيف وسخه وجرائمه وأنت تظن أنك تخدم بلدك وقضيتك وشعبك.. لا تكن عميلا وأنت لا تدري.