“دمعة،، وشمعة،،

بقلم : الحاج عبد اللطيف السبع
نظم يوم الخميس 24 أبريل 2025 حفل تكريم ، وفي نفس الوقت تأبين، تكريم للمتقاعدين السككيين لسنة 2025 ، وتأبين رجال من المتقاعدين السككيين الذين قضوا نحبهم بين اكتوبر 2024 و يناير 2025 و نعتبرهم شهداء الواجب المقدس . ترك فقداؤنا ارامل و ايتام و الله حكيم في تدبير ملكوته. هو الذي يعلم من المحتاج ؟ و يرزقه في الوقت المناسب . هو العادل الذي الذي لا و لن يصل عدله اهل الدنيا حتى و لو اجتمعوا. فخلال الحفل الذي نظمته جمعية حي السككيين تم تكريم اربعة سككيين و هذه شمعة تنير طريق كل واحد من هؤلاء الذي عملوا لمدة تفوق نصف اعمارهم . و تم تابين اربعة متقاعدين و هذه دمعة على خدود الارامل و الايتام.
الله سبحانه و تعالى كفيل برعاية المحالين على المعاش حتى و ان ضاق الرزق نظرا لكون دخلهم الشهري سيتضاءل و تصبح متطلبات الحياة في تصاعد من جراء الطلب على الدواء بالخصوص . و كفيل برعاية الارامل و الايتام حتى ة ان تضاءل المعاش الى النصف . هي سنة الحياة و الله العادل يكفل لكل ذي حق حقه حتى و ان تبين لنا العكس.
وبهذه المناسبة الكريمة والأليمة اخترت أن أقدم لكم قصة سيدنا داوود عن الرزق. والله سبحانه و تعالى كفيل بأرزاق ذرية ادم بل ارزاق جميع الاحياء من بشر و حيوان و نبات .ارامل و ايام اخواننا الاربعة و بالخصوص الراحل الحسن فرحي الذي عايشته عن قرب و لمدة اربعين سنة .
تقول الرواية: إن امرأة دخلت على سيدنا داود عليه السلام فقالت : يا نبي الله ! ربك ظالم أم عادل ؟ فقال سيدنا داود ع : ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور . فقال لها : ما قصتك ؟ قالت : أنا أرملة ، عندي ثلاثة بنات أقوم عليهن من غزل يدي ، فلما كان أمس شددت غزلي بخرقة حمراء ، وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأطعم أطفالي ، فإذا بطائر انقض علي وأخذ الخرقة والغزل وذهب ، وبقيت حزينة لا أملك شيئا أطعم به أطفالي. فبينما كانت المرأة مع داود عليه السلام في الكلام إذا بالباب يطرق على داود ، فأذن بالدخول ، وفوجئ حينها بعشرة من التجار ، وكلُّ شخصٍ بيده (100) دينار , قالوا : يا نبي الله أعطها لمستحقها . فقال داود عليه السلام : ما كان سبب حملكم هذا المال ؟ قالوا : يا نبي الله ! كنا في مركب ، فهاجت علينا الريح ، وأشرفنا على الغرق ، فإذا بطائر يلقي علينا خرقة حمراء وفيها غزل ، فسددنا به عيب المركب ، فهانت علينا الريح ، وانسد العيب ، ونذرنا إلى الله أن يتصدق كل واحد منا ب (100) دينار ، وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت. فالتفت داوود عليه السلام إلى المرأة وقال لها : ربي يجزيك في البر والبحر وتجعلينه ظالما ؟! .. وأعطاها المال ، وقال : أنفقيه على أوالادك.
و عن الرزق يقول الله تعالى:”( إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ )”
و يقول الامام علي كرم الله وجهه :
ما هذه الدُنيا لطالبها *** إلّا عناءٌ وهو لا يدري…
إن أقبلت شغلته عن ديانته *** وإن أدبرت شغلته بالفقرِ…
في الصورة الأرملة الاخت مليكة علمي زوجة الراحل الحسن فرحي وسع الله عنه في دار البقاء هي و عائلتها التي خاضت معنا كل المحطات النضالية من من أجل تفويت السكن (م و س ح ) لقاطنيه و بالدرهم الرمزي.. لقصة التفويت كتاب بعنوان : “الحق الموؤود ” الذي يؤرخ لمسيرة نضالية لجمعية حي السككيين من اجل اقتلاع الحق في السكن. و في الاخير اطال الله في عمر متقاعدينا المكرمين (شمعة) ورحم الله متقاعدين الراحلين(دمعة)