مجرد رأي

.. رسالة الى مناضل

 

مسرور المراكشي :
لقد تعمدت ذكر كلمة مناضل دون تعريف ، ليبقى نكرة ويصبح بذلك كل مناضل معني بالرسالة ، و التي أردت من خلالها تنبيه نفسي أولا وباقي المناضلين ، إلى أمر خطير ومهم قد يغفل عنه كثير من المناضلين ، وذلك في إطار تسارع أحداث القضية الفلسطينية ، وشدة التنافس بين الخطباء من أجل أخذ الكلمة ، طبعا نصرة للمقاومة في غزة و عموم فلسطين المحتلة ، إنها النية و سؤال الإخلاص ماذا تريد بعملك هذا ..؟ هل تريد مدح الناس لك أو الشهرة أم تريد ماعند الله ؟ لقد أصبح الملثم ظاهرة إعلامية عالمية دون قصد منه طبعا ، نحسبه كذلك والله حسيبه نرجو من الله له السداد والثبات ، فلله درك أبو عبيدة
سكنت قلوب الملايين ، و أدخلت الرعب في قلوب أعداء الله والمنافقين ، و أسعدت قلوب المؤمنين الصادقين ، في شرق الأرض و غربها ، لقد جعل الله لك القبول في السماء قبل الأرض ، ولا ينال ذلك إلا من أخلص النية لله عز وجل ، لقد ظن بعض السذج من الخطباء والقادة وأشباه المناضلين ، أن الإعتناء بالمظهر الخارجي و التأنق المبالغ فيه ، والمبالغة في السرد ورفع نبرة الصوت عاليا ، كل ذلك كاف لجعل الشخص محبوبا و تتابعه الملايين ، وتعشق طلعته الجماهير في كل مكان أينما حل و ارتحل ، وليعلم هذا المغفل الساذج أن الأمر ليس له علاقة بكل هذه الشكليات ، فذلك من وأسرار القلوب وهي مرتبطة بمشيئة الرحمان ، أبو عبيدة صدق مع الله فكتب له القبول في الأرض ، الكل ينتظر طلعته البهية سواء حبا أو رهبا ، حتى أعداء الله أصبح خطابه عندهم ذا مصداقية كبيرة ، فإن قال لقطعان المستوطنين الزموا الملاجئ بقوا فيها ، وإن قال لهم اخرجوا منها خرجوا ، خطابه له مصداقية عالية عند الصهاينة ، حيث لم يعودوا يصدقون كلام الكذاب الأشر نتنياهو ، لهذا قلنا أن ما ناله من تقدير وإعجاب الجماهير به ، لم يأتي صدفة أو عن طريق المظهر ولا هو بعذب الكلام ، فلا يظهر من الملثم إلا العينين و أصبع السبابة ، كلامه دقيق لا مبالغة ولا تكبر أو غرور ، متواضع يتحدث دائما بضمير الجمع في كل خطاباته ، ليس بأناني بحيث ينسب كل البطولات إلى ذاته وحده ، بل يشرك الجميع معه في المعركة و في تحقق النصر ، أمثلة من خطابه : ( .. قلنا للعدو-…أصبنا العدو… – …هزمنا العدو -.. دمرنا -.. غنمنا -.. قصفنا …) ، لا تفوته في كل خطاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ينسب بعد ذلك التوفيق والنصر على العدو لله رب العزة ، وهذا يذكرنا بقائد عظيم جال الشرق والغرب ، إنه القائد العسكري المنصور بإذن الله ذو القرنين ، فعندما فرغ من بناء السد العظيم نسب ذلك كله لله ، حيث قال : (.. هذا رحمة من ربي.. ) ولم ينسب ذلك إلى نفسه ، كما يفعل بعض القادة والحكام وبعض أشباه المناضلين ، لقد قيض الله للقضية الفلسطينية رجال صادقين باعوا أنفسهم لله ، متواضعين لا يمنون على أحد نضالهم يعتبرون أنفسهم خدام للشعوب ، قال فيهم الله عز وجل : (.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ..) ، وهذه
دعوة لمن أراد أن يلتحق و يكون مع هذا الصنف من الرجال ، فهم صفوة المناضلين الأوفياء للمبادئ ، ومن يرغب عن نهجهم فهو حر لكن نذكره بهذا المثل : ( عاش من عرف قدر نفسه ) ، لقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم متواضعا ، لكن في عزة المؤمن و هو عدوا للمتكبرين و للمتجبرين ، فرفعه الله بذلك معنويا حتى أحبه الناس أجمعين ، ورفعه إليه ماديا كذلك أنظر قصة الإسراء والمعراج ، حتى بلغ مقاما لم يبلغه مخلوق قبله ولن يبلغه بعده ، لهذا كان التواضع من شيم الكرام والقادة الربانيين ، وأحسب أن أبو عبيدة من هذه الطينية والله حسيبه ، وعليه أدعو كل مناضل شريف إلى اتخاذه قدوة حسنة ، فهو يعد مدرسة في الخطابة والمصداقية ، و على كل المناضلين التواضع والإستفادة من هذا المعلم ، لقد قيل : ( ملئ السنابل ينحنين تواضعاً … و الفارغات رؤوسهن شوامخ ) ومن تواضع لله رفعه ، لقد حاول أحد مشايخ البلاط أو شيوخ سيارات ( الرويزرويز) ، التطاول على مقام الملثم والسخرية منه ، فلم يكلف أبو عبيدة نفسه عناء الرد عليه ، لأنه مشغول بالرد على الصهاينة في جهاد ميداني متواصل ، فكان الرد القاسي على شيخ الموائد الدسمة ، من علماء ومشايخ محترمين مسحوا به الأرض مسحا ، لأن الله تعالى يدافع عن المؤمنين ، لقد قيض لهذا النكرة من ينوب عن الملثم في الرد عليه ، مسرور المراكشي يؤكد أن النصر من عند الله وحده ، لقد خاضت كتائب القسام و فصائل المقاومة الفلسطينية ، ما يشبه حربا عالميه صغيرة بقيادة أمريكا ، وتحملت أنفاق المقاومة آلاف الأطنان من المتفجرات ، وصمود المقاومة يعد أسطوري نظرا للحصار الخانق ، وتفوق العدو في العدة والعتاد برا وبحرا وجوا ، ومع ذلك لم يستطع كسر صمود المقاومة الفلسطينية ، لأنها ببساطة خاضت الحرب باسم الله و بعد الإعداد الجيد ، واليوم هاهي بشائر النصر تلوح فى الأفق ، بعد عقد هدنة مؤقتة بشروط المقاومة ، وإن عاد العدو بعدها عادت المقاومة لتكمل النصر إن شاء الله ، وإنه لجهاد نصر او استشهاد ✌🏼✊🏼✊🏼✌🏼💚💚
…2023 / 11 /25

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى