رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الحكومة المغربية الرباط

المحامون السادة و السيدات:
النقيب عبد الرحمان بن عمرو – النقيب عبد الرحيم ام – النقيب عبد الرحيم بن بركة – الأستاذ خالد السفياني الأستاذة بشر ى العاص – الأستاذة نعيمة الكلاف – الأستاذ العر بي فنيدي
رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الحكومة المغربية الرباط
الموضوع: لا لِدعم الكيان الصهيوني وطَعن المقَاومة الفلِسطينية فإن للوَطن قدُسيته وللمُواطنين شَرفهم فلن يَقبل الشعبُ المغربي أن تفتحوا ماء وترُاب الوطن لقوافل حمل السلاح لمجرمي الحرب الصهاينة
السيد رئيس الحكومة،
ألم تسمعوا أصوات الشعب المغربي بكل أطيافه، شبابه ونسائه ورجاله وأطفاله وصبيته، من شمال الوطن الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، وهم يلتحمون مع الشعب الفلسطيني ومع مقاومته في المئات من المسيرات ومن التظاهرات التي رفضت التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأعلنت الغضب على صمتكم أمام ما يقع من جرائم ضد الإنسانية هزت ضمير شعوب العالم بقاراته الخمس…
ألم يصلكم لهيب المَحارق ورائحة القتل ودَويُ القنابل والدبابات والطائرات وهي تنفذ آلاف الغارات على كل شبر من غزة وعلى مقدساتها وأحيائها ومدارسها ومستشفياتها ومخيماتها وملاجئها وحتى على أطبائها وصحفييها وسيارات الإسعاف وفرق الانقاذ والنقل ومقرات البعثات الأممية، وحتى على مقابر موتاها…
وأمام أبشع حرب عرفتها الإنسانية على شعب أعزل، بقيادة مجرم الحرب نتنياهو ومن معه ،وبالدعم الكامل السياسي والعسكري السخي الذي يتلقاه الكيان من البيت الابيض/الاسود بقيادة ترامب وغيره من قيادات الولايات المتحدة الأمريكية، التزمتم بالأسف مع حكومتكم الحياد والتهرب وراء التضامن المحتشم من بعيد، ووقفتم كالغرباء امام بحر دماء الشهداء، وجثث القتلى، وأشلاء الأطفال المترامية تحت الحجر وفوق التراب، وأمام الجوع المخيف، والعطش المرعب الذي يرزح تحته كل من بقي حيا من ابناء غزة وسكان فلسطين… دون ان تتحملوا مسؤولياتكم واكتفيتم أمام مشاهد المشاركة في جرائم الابادة ودمار غزة ومخططات التهجير وحملة تهويد القدس وغيرها من دولة فلسطين…،
وأمام كل ذلك، كان الشعب المغربي ينتظر منكم أن تهبوا لدعم المقاومة الفلسطينية بالزاد والسلاح، وأن تفتحوا بوابات التطوع امام المغاربة للالتحاق بساحة الشرف بفلسطين، وأن تعلنوا تعبئتكم وحكومتكم لإعادة بناء وإعمار أحياء المدن والقرى التي دكها سلاح الكيان الصهيوني وعدوان المجرمين من قادته ،وأن تتحركوا من أجل ادخال الزاد ومواد الحياة الاساسية للأطفال والرضع وأمهاتهم، ولكسر الحصار الصهيوني على الطعام والماء والكهرباء التي حرم منها سكان غزة حتى أجبروا على العيش في العراء ،والتعايش مع ألَمِ الجوع، وشرب ماء التبول للتغلب على العطش والظمَأ ….
وكان الشعب المغربي يتطلع أن تعلنوا إغلاق مكتب الدعارة والعار الصهيوني بالمغرب وطرد ممثله إلى غير رجعة…
وكان الشعب المغربي يتطلع أن يراكم وحكومتكم تفتحون مدارس المغرب أمام المحرومين من التعليم بعد قصف مدارس وجامعات غزة، وتفتحون المستشفيات المغربية وتجندون الطواقم الطبية وتوفرون الادوية لاستقبال وعلاج ومصاحبة المرضى والجرحى والمصابين من الشعب الفلسطيني ضحايا جرائم العدو الصهيوني …
وكان الشعب المغربي ينتظر منكم إن تكونوا في طليعة من يقود حملات الضغط الإقليمي والدولي على الكيان الصهيوني وعلى مساعديه ومشاركيه ومناصريه لاحترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية…
ولكن، ترددتم، بل امتنعتم من اتخاذ مثل هذه المبادرات أو ما هو أحسن منها، وما يمليه عليكم وعلى حكومتكم شرف الانتماء للمغرب، وما تدعو إليه الأصول والقيم الأخلاقية والإنسانية وصفحات التاريخ وعلاقات الدم واللغة والعقيدة تجاه الشعب الفلسطيني والحبل الوثيق الذي يربطه بشقيقه الشعب المغربي…
فقررتم عكس ما كان مفروضا ومنتظرا، فأقدمتم عن بينة عمياء واختيار سياسي أخرق، على اتخاذ موقف مناقض للوفاء وللتربية المغربية والإنسانية المتأصلة في الشعب المغربي، ففتحتم موانئ مغربية أمام بواخر عاتيات للرسو بها ،وهي آتية من المحيطات مشحونة ومحملة بالذخيرة والعتاد الحربي وقطع غيار وآليات عسكرية موجهة للعدو الصهيوني…
أعلنتم رسميا بموقفكم هذا، دعمكم ودعم حكومتكم ماديا ومباشرة للمجرمين بالكيان الصهيوني ،وتمكنونهم من قاعدة خلفية لتسهيل تزويد الكيان الصهيوني وقواته الإرهابية ومجرمي الحرب بقيادة نتنياهو، بوسائل القتل والدمار لتصفية القضية الفلسطينية وانهاء المقاومة وافناء ما بقي على أرض غزة من أبرياء عن طريق التقتيل والتهجير …
ارتكبتم هذه الخطيئة، و التي لن يغفر لكم التاريخ ذنوبها وآثامها، ومكنتم العدو الصهيوني من هدية ثمينة وأنتم تعلمون نتائج موقفكم هذا ومخاطره وتداعياته على فلسطين شعبا وأرضا ومصيرا و مقدسات، و كأنكم في واحة معزولين دون مساعدين ولا مستشارين سياسيين وقانونيين وخبراء في العلاقات الاستراتيجية يرشدونكم الى سبل السياسة القويمة، ويُعَلمونكم كيف تتعاملون مع قضايا الوطن والمواطنين حتى تظهروا بمظهر الحارس على مصالحه… وحتى يُنقذونكم من الجنوح لمواقف فاسدة فاشلة وخطيرة قد تصبح في لغة القانون الدولي جرائم مشاركة عصابات مجرمي الحرب الصهاينة ومساعدتهم على ارتكاب المزيد من المذابح ضد الشعب الفلسطيني، وقد يدعو ذلك بالتالي إلى متابعتكم ومساءلتكم عنها قضائيا…
لقد عرف العالم وشعوبه عقب ما نشر عبر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة وطنيا ودوليا، بأن بواخر سترسو بموانئ مغربية بداية من يوم الغد الإثنين، وهي تحمل السلاح الموجه لموانئ الكيان، وسيُحمل من مواني مغربية على بواخر تنطلق من تلك الموانئ نحو موانئ الكيان الصهيوني، فلم تكذبوا الخبر ولم تنفوه ولم تقدروا مشاعر المغاربة، وبالتالي قبلتم ارتكاب هذه الحماقة السياسية ضدا على ارادة الشعب المغربي وضدا على مصالح الشعب الفلسطيني..، وسمحتم في الآن لبعض الأصوات تنفخ على الجمر لتحترق بما تدعو إليه من تطبيع ومن ولاء للكيان ولعصاباته الاجرامية.
السيد رئيس الحكومة المغربية،
نقول لكم أنه لا حق لكم في تدنيس التراب المغربي وشواطئه ومياهه بتقديم خدماتكم للكيان الصهيوني مرورا من ارضه، فلستم المالكين لها ولستم سيدها ..
عليكم إن أردتم امتلاك تجارة البترول ومحطات البنزين ومحطات تصفية المياه و و و، الا انكم لن تستطيعوا امتلاك موانئ المغرب وأرصفته ومياهه البحرية ،لكي تطلقوا اياديكم لتحولوها إلى مخازن أسلحة العدوان وذخائر لجيوش القتل والدمار بالكيان الصهيوني، ولكي تضعوا المغرب أمام مواقف مخجلة اقليميا ودوليا ومواقف لا تشرف المغاربة وهم يتابعون بعض مواقف الدول من أصدقاء المغرب يرفضون بشجاعة سياسية بيع السلاح أو مروره عبر موانئها وعبر مطاراتها نحو الكيان، ويسمعون قضائها وهو يصدر قرارات وأحكاما تمنع بيع السلاح لعصابة مجرمي الحرب الصهاينة…
ومن هنا ،
فإننا نطالبكم وبكل استعجال وقف عمليات شحن وحمل الأسلحة من الموانئ المغربية نحو موانئ الكيان الصهيوني، وإيقاف أي مبادرة في هذا الشأن ،ونطالبكم بمنع تزويد الكيان الصهيوني بها ومساعدته عبر أراضي المغرب ومجالاته البحرية أو البرية أو الجوية، لأن في ذلك مساهمة مباشرة ومشاركة معلنة ورسمية في جرائم قتل الشعب الفلسطيني وتصفية مقاومته وابادته الجماعية.
نطالبكم بالإسراع بإصدار قانون تجريم التطبيع الذي لازال مجمدا في الرفوف … ونطالبكم إعلان القطيعة مع الكيان الإرهابي وطرد ما يسمى ممثليته بمكتب الدعارة والعار الصهيوني من تراب المغرب، ووقف كافة أشكال التطبيع معه بما في ذلك مقاطعة كل منتجات الشركات المتعددة الجنسيات الداعمة للكيان الصهيوني.
نطالبكم بالانضمام لصف دول العالم التي وقفت في المواجهة المباشرة السياسية والقانونية والقضائية للكيان الصهيوني عبر منابر الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمحاكم الدولية…
كما ننتظر منكم تقديم اعتذار للشعب المغربي عن دعمكم ودعم حكومتكم للكيان الصهيوني بالإبقاء على مكتب الاتصال بالمغرب.
ونؤكد لكم بأننا سنستمر في المناداة باعتقال و متابعة و محاكمة مجرمي الحرب ومن والاهم ومن يدعمهم ويشاركهم جرائمهم أينما وجدوا.
فالعدالة هي مأوى كل المظلومين والضحايا. و العقاب وعدم الإفلات منه، هو مصير كل المجرمين أمثال عصابات الكيان الصهيوني…
الرباط بتاريخ: 19-04-2025