الواجهة

رغم الابادة الجماعية ستنتصر غزة وينكسر الاحتلال ولنا في حرب فيتنام خير مثال

رغم القتل والدمار والابادة الجماعية ستنتصر غزة وينكسر الاحتلال الصهيوني ولنا في حرب فيتنام خير مثال##

حرب فيتنام
خلفت الحرب أكثر من مليوني قتيل وملايين اللاجئين والجرحى (غيتي-أرشيف)
إحدى أهم الحروب في القرن العشرين إبان الحرب الباردة، دارت رحاها بين الولايات المتحدة والشيوعيين الفيتناميين. خلّفت ملايين القتلى والجرحى واللاجئين، وكبدت واشنطن خسائر فادحة بشريا وعسكريا واقتصاديا.

وظل الوجود العسكري الأميركي يزداد في فيتنام ليبلغ في نهاية 1965 ما يناهز مائتي ألف جندي، ثم وصل في صيف 1968 إلى 550 ألفا.
وظلت أميركا تضغط على هانوي من أجل ترك دعم الثوار الجنوبيين، غير أن الأخيرة كانت ترفض أي تفاوض مع الولايات المتحدة ما دامت مستمرة في قصفها المتواصل.

لم تترك أميركا أي وسيلة عسكرية للضغط على هانوي إلا استعملتها، بدءا بالتجميع القسري للسكان ومرورا بتصفية الثوار الشيوعيين الموجودين في الأرياف الجنوبية واستعمال طائرات بي52 لتحطيم الغطاء النباتي، وانتهاء بتكثيف القصف للمدن والمواقع في الشمال الفيتنامي خاصة تلك الواقعة بين خطي العرض 17 و20.

ومع ذلك لم يؤثر الرعب الأميركي والآلة الحربية المتطورة في معنويات الفيتناميين ولا في مقاومتهم، بل تفرقوا في الأرياف ومراكز الإنتاج الزراعي وتعززت فيهم معنويات المقاومة، ولم تستطع أميركا -رغم محاولاتها المستمرة- أن تقطع طريق “هوشي منه” الذي تمر منه الإمدادات نحو ثوار الجنوب..

ولم تنفع سياسة العصا والجزرة مع الفيتناميين، حيث لم تردعهم هجمات الولايات المتحدة المتكررة وقصفها المتواصل كما لم تغرهم دعوات الرئيس جونسون للتفاوض، فظلت الحرب مشتعلة وعدد الضحايا في ازدياد.
وقد استطاع الثوار أن يتغلغلوا في الجنوب حتى بلغوا عاصمة الجنوب سايغون فتعرض الأميركيون للهجوم.

ومع أن الثوار الفيتناميين فقدوا حوالي 85 ألف شخص، فإن التأثير النفسي للمعارك كان بالغ الأثر على الولايات المتحدة.

تذمر أميركي
في 31 مارس/آذار 1968 أعلن الرئيس جونسون وقف القصف الأميركي لشمال فيتنام، كما أعلن في الوقت نفسه تقدمه لولاية رئاسية ثانية، ولم يبلغ منتصف مايو/أيار من السنة نفسها حتى بدأت المفاوضات بين الفيتناميين والأميركيين في باريس.

لم يكد ريتشارد نيكسون يصل إلى رئاسة الولايات المتحدة عام 1969 حتى أعلن أن 25 ألف جندي أميركي سيغادرون فيتنام في أغسطس/آب 1969، وأن 65 ألفا آخرين سيجري عليهم القرار نفسه في نهاية تلك السنة.

غير أن الانسحاب الأميركي من فيتنام وموت الزعيم الشمالي “هوشي منه” يوم 3 سبتمبر/أيلول
1969، لم يوقفا الحرب الضارية، فمفاوضات باريس عرفت تصلب الفيتناميين الذين طالبوا وبإلحاح بضرورة الانسحاب الأميركي التام كشرط أساسي لوقف إطلاق النار.

ومع ارتفاع خسائر أميركا بشريا وماديا، ظهرت في الشارع الأميركي دعوة إلى إنهاء الحرب الفيتنامية، تمثلت في المظاهرات المكثفة التي عمت المدن الأميركية وفي الحملات الصحفية.

وازدادت قوة الدعوة المطالبة بإيقاف الحرب لما نشرت وسائل الإعلام الأميركية الممارسات التي وصفت بالبشعة وغير الإنسانية التي عامل بها الجيش الأميركي المواطنين الفيتناميين.

وفي 25 يناير/كانون الثاني 1972، أعلن الرئيس نيكسون طبيعة المفاوضات الأميركية الفيتنامية وما قدمته الإدارة الأميركية بشكل سري للفيتناميين، كما كشف اللثام عن مخطط جديد للسلام مكوّن من ثماني نقاط بينها إجراء انتخابات رئاسية في الجزء الجنوبي من فيتنام.

بداية النهاية
أخذت الحرب منحى خطيرا حين قامت فيتنام الشمالية يوم 30 مارس/آذار 1972 بهجوم كاسح نحو الجنوب داخل منطقة “كانغ تري” متجاوزة بذلك المنطقة المنزوعة السلاح، وكان رد الفعل الأميركي مزيدا من القصف الجوي.

وبينما كانت نيران الحرب تشتعل بدأت المفاوضات السرية بين الطرفين، حيث اجتمع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي يومها هنري كيسنجر بمندوب فيتنام الشمالية دوك تو.

ومع انتعاش الآمال بالوصول إلى حل نهائي وفي محاولة للضغط على الفيتناميين وكسب انتصارات ميدانية تقوي من موقفه، أمر الرئيس نيكسون يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 1972 بقصف هانوي وهايبونغ.

فصبت طائرات بي52 نيرانها على المدينتين في قصف لم تعرف الحرب الفيتنامية نظيرا له. وفقدت أميركا 15 من هذه الطائرات، كما فقدت 93 ضابطا من سلاح الطيران الأميركي.

وأعلن في 23 يناير/كانون الثاني 1973 عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 28 من الشهر نفسه، ويتضمن الاتفاق:

– توقف جميع أنواع العداء.

– انسحاب القوات الأميركية من جنوب فيتنام خلال الشهرين التاليين للتوقيع، وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين خلال 15 يوما من التوقيع.

– الاعتراف بالمنطقة المنزوعة السلاح بين الشطرين على أنها مؤقتة لا أنها حدود سياسية.

– إنشاء لجنة دولية (مكونة من ممثلين عن كندا وهنغاريا وإندونيسيا وبولونيا) مكلفة بمراقبة تطبيق الاتفاق.

– بقاء 145 ألف جندي من شمال فيتنام في الجنوب.

لم ينته مارس/آذار 1973 حتى غادر آخر جندي أميركي فيتنام، غير أن فضيحة “ووترغيت” التي أكرهت الرئيس نيكسون على الاستقالة يوم 9 أغسطس/آب 1974 جعلت أميركا غير قادرة على مساندة حكومة سايغون.

خسائر الحرب

خسائر الفيتناميون خلال سنوات الحرب الثمانية:
– مليونا قتيل
– ثلاثة ملايين جريح
– ما يناهز 12 مليون لاجئ.

أما الأميركيون فقدرت خسائرهم بـ:
– 57 ألف قتيل
– 153 ألف جريح و303 جرحى.
– 587 أسيرا بين مدني وعسكري، وقد تم إطلاق سراحهم.

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى