أخبار دوليةالواجهة

طوق و خنق ( باي باي ماما فرنسا )

بقلم أبو أيوب

    سقوط مروحية فرنسية شمال مالي و مقتل 5 عسكريين فرنسيين كانوا على مثنها … للإشارة هذا الحادث هو الثالث من نوعه , بعد إسقاط مروحيتين اثنتين من قبل على مقربة من الحدود المالية الجزائرية , بصواريخ أرض جو جزائرية من نوع إس 300 و مقتل 13 من أطقمهما .

    وقتذاك , سارعت فرنسا للاستنجاد بالإتحاد الأوروبي من أجل استصدار قرار يدين السياسات الجزائرية , صدور القرار اعتبرته الجارة الشرقية تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية …

    اليوم و بعد صدور قرار البرلمان الأوروبي الذي يندد بتضييق الجزائر الخناق على الحريات من ضمنها حرية الرأي و التعبير , في إشارة لاعتقال بعض الصحافيين , تناقلت وكالات الأخبار الدولية نبأ تحطم مروحية ثالثة شمال مالي و مقتل طاقمها , فهل هو سقوط نتيجة عطل أم إسقاط تم التكتم عليه ؟

    في مقالات عدة ، نشرت على موقع الجديدة نيوز , كنت قد تطرقت من خلالها إلى بداية أفول قوة فرنسا العسكرية و الإقتصادية بإفريقيا و شمال حوض الأبيض المتوسط , و هذا ما بدأ يتأكد بالفعل من خلال تقليم أظافر فرنسا بكل من مالي و ليبيا , فضلا عن محاصرتها و تهديد تواجدها في مياه المتوسط .

    نشر صواريخ إسكندر و الإس 400 على الحدود الغربية للجزائر/ الإس 400/300/بانستير قرب الحدود مع كل من مالي و ليبيا/ تعزيز الترسانة الحربية البحرية من مدمرات و فرقاطات و غواصات كيلو أو الثقب الأسود المزودة بصواريخ كاليبر المجنحة/ تعزيز الترسانة الجوية بطائرات حربية من الجيل الخامس روسية الصنع أكثر تقنية من الرافال الفرنسية , فضلا عن القدرات القتالية البرية و أجهزة الرادار و التشويش …

    قلت نشر … ما سبق ذكره … هذا ما يعطي الإنطباع بأن روسيا تسعى اليوم إلى محاصرة الخاصرة الرخوة لحلف الأطلسي , من خلال تعزيز القدرات العسكرية الجزائرية … قدرات أصبحت تشكل تهديدا واضحا بشهادة الدول الأوروبية نفسها ( فرنسا/ ألمانيا مثال) , ما يعزز الطرح البيان الصادر باسم وزارة الدفاع الروسية .

    في موقعها الرسمي , أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وضع اللمسات الأخيرة على التعاون الإستراتيجي بينها و الجزائر , ضمن الإطار , تم التوافق على ثلاث مراحل يشملها هذا التعاون بين الحليفين التقليديين :

1 / تشييد منصات إطلاق للصناعات الحربية و تصدير تكنولوجيا صناعة المدرعات و حاملات الجند و مختلف أنواع الذخيرة … الهدف المعلن , تمكين الجزائر من الإكتفاء الذاتي كمرحلة أولى ثم التصدير للدول الإفريقية كمرحلة ثانية .

2 / تشييد منصات إطلاق للصناعات العسكرية الثقيلة بما يشمل مختلف أنواع الدبابات و المجنزرات و تكنولوجيا صناعة صواريخ أرض جو/ جو أرض/ بر بحر و بحر بر من مختلف الأحجام .

3 / تمكين الجزائر من تكنولوجية صناعة المدمرات و الفرقاطات و الطرادات و ناقلات الجند …, ما يمكن الجزائر من استعادة أمجاد تاريخها البحري ( القرن 13 عرف تسيد الجزائر لحوض الأبيض المتوسط بدون منازع) , بالتالي يستكمل طوق الحصار على النفوذ الفرنسي بالمنطقة و بعموم القارة السمراء .

    و كما لا يخفى على أحد , فلكل الإتفاقيات العسكرية ملحقات يتم التستر عليها و تبقى طي الكتمان ضمن نطاق السرية , فما بالكم بتعاون استراتيجي طويل الأمد بدأ يغري العملاق الصيني , إحتمالية انضمام المارد الأصفر جد متوقعة لتأمين مشروعه حزام و طريق عبر الجزائر في اتجاه دول غرب إفريقيا وصولا إلى جنوب إفريقيا و شرقها … فضلا عن احتمالية تمكين الجزائر من تكنولوجيا صناعة الطيران الحربي ..

    زوار موقع الجديدة نيوز , كانت هذه مجرد نبدة عما يتم التخطيط له لمحاصرة فرنسا بالأخص , و من ورائها الغرب عموما في قارة إفريقيا الواعدة , تنسيق يجري على قدم و ساق بين الدول الإفريقية الرائدة ( مصر – الجزائر – إثيوبيا – نيجيريا – أنغولا – جنوب إفريقيا ) , من أجل إنجاح مشروع طريق الحرير الصيني من جهة , و وضع حد للتبعية و نهب ثروات بعض الدول الإفريقية من طرف المستعمر القديم من جهة ثانية ( فرنسا مثال ) .

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى