فضاء الصحافةمجرد رأي

فقاعات إعلامية أمريكية …سقوط هيبة و انهيار قوة

أبو أيوب
أنصار الله أو الحوثيون باليمن أصبحوا قوة ضاربة بالشرق الأوسط و الخليج ، صحيح انهم جوعى عراة و حفاة لكنهم أذلوا أمريكا و واجهوا غطرستها بجدارة و استحقاق و أصابوا قدراتها العسكرية في مقتل ، فلا مدمراتها فلحت في ثنيهم عما يقومون به من استهداف السفن التجارية أو ناقلات النفط الإسرائيلية بباب المنذب و البحر الاحمر ، و لا غواصاتها النووية ردعت قصفهم لتل الربيع( تل أبيب) و ميناء أم الرشاش( ايلات) ، و لا حاملات الطائرات تمكنت من ردعهم ، و أمام عجزها عن مواجهتهم على الأقل في الوقت الراهن ، أوجدت لنفسها ذريعة احداث تحالف دولي لتأمين الملاحة التجارية الإسرائيلية بالبحر الأحمر ، داعية دول المنطقة للمشاركة في هذا التحالف الدولي مع توفير الغطاء لهم ، لكنها اصطدمت برفض سعودي مصري و قبول مملكة البحرين الفاقدة لاستقلالية قرارها السيادي و حيث قاعدة الأسطول السادس الأمريكي المتمركزة بالعاصمة المنامة .
للإشارة ، باب المنذب بالبحر الأحمر يكتسي أهمية جيوستراتيجية للمنظومة الغربية ، إذ يعتبر شريان حيوي لحركة التجارة العالمية بما يشمل الطاقة من نفط و غاز لا يقل أهمية عن مضيق هرمز الذي تسيطر عليه ايران ، قرابة 40٪ من السفن التجارية و ناقلات الحاويات ، و ما يصل الى 60 ٪ من صادرات الغاز و النفط نحو الأسواق الدولية تمر عبر باب المنذب ، من هنا يستمد أهميته الاستراتيجية للملاحة البحرية ، لذا أصبح بالإمكان الجزم أن الخيار الحوثي بالتحكم فيه نصرة لغزة العزة كان خيارا صائبا ، خيار صعب لم يعد بإمكان أمريكا تحمل تبعاته دوليا و إقليميا خاصة فيما يتعلق بإسرائيل ، حيث أعلنت حوالي 80٪ من الشركات العالمية الكبرى للتجارة العالمية و تجارة النفط عن تعليق أنشطتها من و الى اسرائيل ( شركة أو.او.سي.ال.الصينية/ شركة ايفرغرين التايوانية/ شركة مايرسك الدانماركية ، فضلا عن شركات يابانية و ألمانية…) ، فيما شركات التأمين رفعت من السومة أربعة أضعاف ، بالتالي ارتفعت أسعار المنتجات الصناعية و الغذائية و الطاقية المستوردة إلى أكثر من 15٪ داخل إسرائيل…
إسرائيل اليوم تعيش اسوء كابوس في تاريخها منذ إعلان دولتها ( عسكريا.اقتصاديا.امنيا.مخابراتيا..) ، و لا سبيل أمامها لتفادي المأزق الذي يهدد وجودها إلا الإذعان لشروط أنصار الله ، رفع الحصار عن غزة العزة و ادخال المساعدات الإنسانية يقابله رفع الحصار الذي ضربه الحوثيون عليها ، وضع لا تحسد عليه كما هو حال حاميتها أمريكا التي تسارع الزمن لتفادي الكارثة ، فموقع أكسيوس الأمريكي ال.ص.ه.ي.و.ن.ي مثلا أفاد في قصاصة إخبارية بأن ميناء ايلات المنفذ البحري الاسرائيلي الوحيد بالبحر الأحمر شبه مغلق ، فيما مطار اللد( بن غوريون) يعيش شللا فضيعا و لا يفتح الا لاستقبال زيارة المسؤولين الأمريكيين ، وضع وقفت اثره أمريكا عاجزة عن تحقيق شيئ يذكر عدا فقاعات إعلامية لقنواتها المتصهينة التي تروج الأكاذيب و تحجب الحقائق ، و في الاخير استفاقت البعض منها من سباتها الشتوي و بدأت تكشف المستور…المستنقع الذي استدرجت له إدارة بايدن و مدى عزلتها على الصعيد الدولي …إدارة أصبحت منبوذة عالميا بدون منازع
السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح …السؤال اللافت للإنتباه الذي لم يلتفت له الكثيرون.. السؤال المحير الذي يجسد بشكل من الاشكال عبقرية و حكمة أنصار الله باليمن …لماذا اشترطوا فقط فك الحصار عن غزة العزة و إفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية مقابل فك الحصار عن إسرائيل ؟ و لماذا لم يشترطوا وقف الحرب الإسرائيلية الأمريكية على غزة ؟ و هل يتعلق الأمر بخطة جهنمية جماعية ( المقاومة في شموليتها) حبكت باثقان لاستدراج أمريكا لحرب استنزاف طويلة النفس ، توطئة لطردها من المنطقة كثمن لفضائعها بالعراق و سوريا و لبنان و فلسطين و اليمن ، ثم ثأرا لاغتيالها قائد فيلق القدس الجنرال الايراني قاسم سليماني و العراقي المهندس قائد الحشد الشعبي بمخرج مطار بغداد ؟ بالمناسبة طرد أمريكا من الخليج و الشرق الأوسط هو الثمن الذي حددته إيران على إثر اغتيال سليماني و صديقه المهندس بالعراق …أي تمريغ انف أمريكا في تراب المنطقة كما توعدت من قبل بتمريغ انف السعودية و التحالف العربي في تراب اليمن و قد صدقت !
هنا أود استذكار ما جاء به الذكر الحكيم (… من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه…كم من فئة قليلة غلبت…ان تنصروا الله ينصركم…يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء…و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم….تمسكوا بحبل الله…/ صدق الله العظيم)، و هذا ما ينطبق اليوم على أخيار عرب الشرف بكل من اليمن السعيد و غزة العزة و بلاد الرافدين و لبنان ، و لا ينطبق على أشرار أعراب العلف الذين خذلوا و خانوا و تخاذلوا و غذروا …فكان مصيرهم أن ركعوا و خنعوا و انبطحوا و سجدوا لغير الله…فأذلهم الله في الدنيا قبل الآخرة و هم غير مدركين
أؤكد لكم معشر القراء و أجزم … بأن بشائر الخير و الانتصار قادمة و ما هي إلا مسألة وقت و صبر ، فلا تستعجلوا و لا تقنطوا من رحمة الله و وعده الذي وعد به الصابرين المجاهدين …فتحية اجلال و تقدير للمرابطين بالاقصى …و تحيات ابو ايوب لكم …انعمتم اوقاتا

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى