الواجهةقرأت لكم

قرأت لكم: نظرية الصدمة .. أو عندما تُدار الشعوب بالخوف والجوع!

قرات لي و لكم من اعداد الاستاذ محمد انين

 

بقلم: فؤاد الحساني

في كل مرة نشهد فيها أمة تسقط فجأة في الفوضى، أو تنزلق إلى مستنقع الجوع والانهيار، يتكرر السؤال: هل كان ذلك صدفة؟ أم أن هناك من خطّط، وصنع الأزمة، ثم قدّم نفسه كمنقذ؟!

هنا، تبرز “نظرية الصدمة”، التي لم تعد مجرد اجتهاد فكري، بل سلاح فعّال تستخدمه قوى كبرى لفرض سيطرتها على الشعوب الضعيفة. إنها الحرب الجديدة: لا تحتاج جيوشًا تغزو المدن، بل أزمات تصنع الصدمة، وخطط تُنفّذ خلف دخان الفوضى.

ما هي “نظرية الصدمة”؟

هي فكرة صاغتها الكاتبة الكندية ناعومي كلاين، وتقول إن الحكومات أو القوى الخارجية تستغل الأزمات الكبرى (كالحروب، الانهيارات الاقتصادية، أو الكوارث الطبيعية) لفرض سياسات اقتصادية واجتماعية قاسية لم يكن الشعب ليقبل بها في الظروف الطبيعية.
فالناس عندما يُصدمون، يفقدون القدرة على المقاومة، ويصبحون أكثر قابلية للانقياد.

هكذا تُدار الشعوب

لنأخذ المشهد العربي كمثال حي.
في دولنا، الصدمة الاقتصادية تُستخدم كسلاح ممنهج: انهيار العملة، رفع الدعم، تفجير الحروب، وتأجيج الصراعات الداخلية. وما إن تتعب الشعوب، حتى يُدفع بها إلى “قبول حلول جاهزة”، غالبًا تكون مسمومة: من قروض مرهقة، إلى حكومات بلا سيادة، وبيع ممتلكات الدولة تحت شعار “الخصخصة”.

الفوضى ليست عبثًا.. إنها خطة

حين ترى شعبًا يصرخ من الجوع، وآخر ينزف من الحرب، وثالثًا يختنق من الحصار، لا تعتقد أن هذا هو ثمن الفشل فقط، بل هو في أحيان كثيرة نتاج مقصود لصناعة صدمة جماعية تُحوّل الشعوب إلى قطيع يبحث فقط عن النجاة، لا الكرامة.

حين يصبح الإنسان أضعف من أن يقول: “لا”

هنا تكمن خطورة الصدمة: إنها لا تقتل جسدك، بل تكسر إرادتك.
تجعلك تقبل بالحد الأدنى من العيش، وتبارك من ينهبك، وتخاف من أن تفكر في الحرية، لأنك مرعوب من الفوضى، ولست مستعدًا لتكرار الكارثة.

الوعي هو البداية

“نظرية الصدمة” ليست قدرًا، بل تكتيك يُهزم حين تفهمه.
نحن بحاجة إلى إعلام يُعرّي هذه المخططات، ونُخب لا تُستخدم لتجميلها، وشعوب تعرف أن التضحيات لا تكون فقط في ميادين القتال، بل أيضًا في ميدان الوعي، حيث تُصنع المعركة الحقيقية.

فؤاد الحساني

نصرةً لأهلنا في غزة .. قاطعوا المنتجات الأمريكية والصهيونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى