قصيدة للاستاذ عبد الرحيم مفكير بعنوان:”حراس الاقصى”

عبد الرحيم مفكير

حراس الأقصى
في أغصانه
شوك جريح
في عمقه
ريح ومسك مليح
لم يسجن بالمتاهات
ولم يعرف أنينه الآهات
صمته صرخة
في وجه الذبابات
وكلامه همس
في أذن ” لعريبات “
أصحاب الأصفار
الدائرية
” والرزات “
المتشدقون بالكلام
أمام الشاشات
الخانعون ك” النعام “
في صحراء الممات
المدافعون عن العم سام
في كل الأوقات
من أجل لقمة العيش
نلهث
من أجل الكرامة
لا يعبث
حرقوا بيته
غيروا اسمه
أبادوا قريته
دفنوا أمه
قتلوه قبل الميلاد
زجوا به
في غيابات جب النساك والعباد
سجنه خلوة
وتعذيبه نشوة
وصبره لغيره
قدوة
نلهو ونمرح
وهو يزأر وينافح
قرب الأقصى
يرابط بدون بندقية
حجارته لهيب
وصبره لأعدائه تعذيب
نادى منذ الأزل في القوم
حي على الفلاح
موتى في مقابرنا أحياء
لا نسمع همسه
بنوا في يوم نعشه
قبره
أكلوا خبزه
استقبل يوم ميلاده المعزون
لما قتلوه قبل أن يكون
لم تذرف أمه
دمعة
ولا جاراتها
لطمن الخذوذ
هم كذلك أهل الإباء
يقاتلون العدى يحيون للآخرة
يطردون الوهن
يلبسون الكفن
يلتحفون السماء
يفترشون الأرض
ونحن هنا
نستهلك وقتا في فرقعة
الأصابع
والاختلاف في المواضع
والإكثار من المواعظ
والتصفيق للمنتصرين
والأمل في أن نصطف مع السائرين.
والبكاء على الأطلال
ورفع الصوت بالأنين
وأمة الأقصى لن تهون
ولا تستكين
فرويدا يا عباد العجل
فغدا ليس كيومه تشرق فيه بحق
شمس المجاهدين.




