الصحراء المغربيةالواجهةصوت الجالية

مؤشرات تنازلات مؤلمة

بقلم أبو أيوب

    ما وقع بالضبط بعاصمة الأنوار باريس, جبهة البوليساريو تتقدم بطلب ترخيص لوقفة بساحة الجمهورية بالعاصمة باريس , و قد اختارت لها يوم السبت 28/11/2020 تضامنا مع قضيتها التي تحسبها عادلة , و بعد تنسيق وثيق بين السلطات الفرنسية ( الأمن – الداخلية – الخارجية – أجهزة المخابرات …), تمت الموافقة على تنظيم الوقفة .

    تنظيمها فوق التراب الفرنسي استفز المغاربة , فتداعى البعض منهم إلى التواجد بعين المكان للإعراب عن تضامنهم مع قضيتهم الوطنية العادلة … فكان ما كان … تناقلت أخباره وسائل الإعلام … لكن في المقابل , لا أحد منا تساءل عن مدى قانونية الخطوة التي أقدم عليها بعض المغاربة للتعبير عن عاطفتهم الجياشة تجاه بلدهم المغرب .

    بالتالي و بحسب القوانين المعمول بها ببلد الحريات فرنسا , يطرح السؤال , هل قدموا طلبا بالترخيص بما نووا الإقدام عليه لدى السلطات الفرنسية ؟ أم أنها كانت عفوية ؟ المؤكد أنها كانت عفوية انسجاما مع قناعاتهم الوطنية .

    و الأكيد أيضا أن الخصم قدم طلبا و نال الموافقة … أليس كذلك ؟ و قد اتهمناه بالبلطجة على ضوء سلوكياته العنيفة ضد إخوان لنا مغاربة, أرادوا التعبير عن تضامنهم المطلق مع قضية وطن بأكمله, لكن لماذا لم تتدخل السلطات الأمنية الفرنسية للسيطرة على الوضع … ؟

    وفق القوانين الفرنسية قد يعتبر ما أقدم عليه المغاربة تشويشا و بلطجة , حجتها في ذلك أنها لم تمنح تصريحا لوقفة مضادة , و البلطجة في المعجم العربي هي القيام بأعمال منافية للقانون و بدون ترخيص ….

    سكوت السلطات الفرنسية عن حمل منظمي الوقفة للعصي كما ظهر بفيديوهات تناقلتها مختلف قنوات التواصل الإجتماعي , يضاهي سكوتها و امتناعها عن المتابعة القضائية في حق من لم يرخص لهم بالوقفة تضامنا مع قضيتهم الأولى (المغاربة) .

    فرنسا اليوم أصبحت تمسك العصا من وسطها , أي بما معناه , تخادلها في نصرة حليف كتوطئة لتقديم تنازلات أو سحبا لبساط الحماية …, موقفها هذا مبعث قلق و موقف ضعف و له توابعه على مجمل السياسات الفرنسية بعموم إفريقيا .

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى