منتخب المغرب حقق المستحيل ومارادونا كان الشاهد الأول

حين وطأت قدما دييغو مارادونا أرض الصحراء المغربية، لم يكن الأمر مجرد زيارة رمزية أو مشاركة في مباراة استعراضية، لقد حملت كلماته في مدينة العيون وزنا أكبر من لحظة احتفال حين قال أمام الحضور: “المغرب سيقصي منتخبات أوروبا الواحدة تلو الأخرى في كأس العالم ويكتب التاريخ” ظن كثيرون أنه يبالغ، أو يكتفي بمجاملة شعبية، كما يفعل النجوم في مثل هذه المناسبات.
غير أن التاريخ أثبت أن الرجل لم يتحدث من فراغ فقد رأى بعين النبوغ ما لم يكن مرئيا في حينه؛ رأى جيلا قادما بإصرار لا يقهر؛ وبعد سنوات وفي قطر، المغرب يسقط بلجيكا في دور المجموعات، يتفوق على إسبانيا في ملحمة أعصاب، ثم يقهر البرتغال ويبلغ نصف نهائي كأس العالم، في إنجاز غير مسبوق لمنتخب إفريقي أو عربي.
مارادونا، وهو من يعرف أسرار المجد الكروي، آمن بالمغرب قبل أن يكتمل الحلم؛ لم يكن في حاجة إلى إثبات، فقد كانت تجربته الطويلة مع المستديرة كافية ليقرأ القادم ما بين السطور.
وما بدا ذات يوم كأنه كلام عابر، صار اليوم شهادة تاريخية نعتز بها، ورغم رحيله، لا تزال كلماته تتردد كأنها تحققت لتزيد من رمزية ما جرى. لقد انتصر المغرب، لا على أوروبا فحسب، بل على الشك، على النظرة الدونية.