
بقلم : الأستاذ عبد الخالق حسين: رئيس المجلس العلمي لطانطان.
1- يجب على العلماء والفقهاء ان يعتزلوا في الجبال والكهوف.. إنه من العار أن تجد عالما في الشريعة يحمل هاتفا ذكيا..أو يقتني كاميرا تصوير في بيته..
إنه من السفه ان ترى عالما وفقيها يحمل هاتفه يسجل به كلمة او موعظة أمام الناس !!
إنه من المؤسف أن ترى المجالس العلمية و وزارة الاوقاف تبث دروسا مباشرة على الجمهور.. وتنقل صلاة الجمعة مباشرة الى الجمهور !!
أو أن ترى عالما يشارك في مهرجان خطابي أمام الجمهور ..
أو تسمع أن عالما يشترط على قناة تلفزية ؛ أن تبث موعظته في وقت ذروة المشاهدات..
2- يجب أن تبث الدروس الدينية في “منتصف الليل” عندما يكون الجمهور نائما .. لأن العلماء و الفقهاء لا يهمهم الجمهور..
تبا لهذا الجمهور ..فليذهب الجمهور الى الجحيم.. العالم الرباني يخاطب نفسه فقط.. و يعظ نفسه فقط !!
لا يهمه الجمهور ؛ و لا عدد المشاهدات.. و ليقض الله ماشاء..
إن العالم و الفقيه – خاصة إذا كان منتميا إلى المجالس العلمية – والذي يهتم بعدد المشاهدين؛ ويصر على نشر فيديوهاته على مواقع التواصل الاجتماعي ليشاهدها الجمهور ؛ هو عالم منافق باحث عن الشهرة ..ومتشوف للمدح؛ و محب للظهور !! ..
نعوذ بالله من ” حب الظهور ” الذي يقسم الظهور..
3 – يجب على “العلماء” أن يترفعوا وأن ينسحبوا من ساحة الحرب الإعلامية .. و أن يتركوا الظهور والاعلانات و الشهرة و عدد المشاهدات ” لدعاة الالحاد و الفسق و التفاهة” المساكين؛ الذين يهمهم الظهور و يعشقون الشهرة للأسف .. اتركوهم في جهلهم و ضلالهم يعمهون..اتركوهم في ساحة الإعلام يخربون القيم و الأخلاق كما يشاؤون !!
4 – إياك أيها العالم و الفقيه أن تنشر عملك الخيري؛ كأن تنشر توزيعك لقفة رمضان؛ أو تنظيمك لحملة طبية؛ أو إطعاما للفقراء واليتامى..فهذا يدخل فالرياء والمراءاة..
يجب على “علماء الشريعة” ان يهتموا بالدين فقط.. و أن يتركوا الدنيا لأهلها؛ عشاق الدنيا و محبي الدنيا و الظهور..
حرام على “عالم الشريعة” ان يكون له فيسبوك ..
بالله عليكم أجيبوني ماذا سيفسبك فيه ؟..
نعوذ بالله من الفيسبوك و الواتساب و الانستغرام والتيكتوك وما جاورهم..
نعوذ بالله من وسائل التواصل الاجتماعي و من الذكاء الاصطناعي..
5 – انصح المقرئ “الاستاذ لقزابري” ان يزيل الكاميرا من صلاة التراويح ؛ لتقبل صلاته..
أنصح المشرفين على قناة السادسة؛ ان يغلقوا القناة؛ لكي لا يشتهر علماء المملكة المغربية و يشاهدهم العالم والناس..فقد يحبط عملهم بهذا الظهور..
أهيب بفقهاء “موسم تعلات”؛ وأنصحهم: إياكم والتصوير !! فالتصوير حرام.. اياكم والإهتمام بالمشاهدات..ونقل وقائع حفل القرآن إلى الجمهور !!
حاولوا أن تجمعوا حفظة القرآن والعلماء و الفقهاء ليلا..
واقرأوا القرآن ليلا ..
و عجلوا .. لتتفرقوا قبيل الفجر؛ قبل أن يراكم الناس.. ويراكم الجمهور..
فلا خير في الجمهور.. فكثرة المشاهدات تجلب العين والحسد .. وتحبط العمل وتذهب الاخلاص..إياكم و الجمهور.. وعدد المشاهدات..
6 – اسأل العلماء والفقهاء سؤال الاخ المحب لاخيه : ” ما الفرق ان تخطب على اولادك في البيت ؟ أو ان تخطب في المسجد ؟ أو ان تخطب في قاعة محاضرات أمام الناس؟ أو أن تخطب على الفيسبوك ؟ أو ان تخطب على قناة تلفزية ؟؟
لا يوجد فرق.. إعطني فرقا واحدا ؛ لن تجده..
ستقول: ” الفرق هو المشاهدات وعدد المشاهدين”..
أقول لك: إذا تعبد المشاهدين.. ولا تعبد الله؛ إذا عملك ليس فيه إخلاص؛ فقد حبط عملك و ضل سعيك !
وبما ان العمل المقبول عند الله لا تكون فيه شهرة و لا ظهور.
فاكتف سلمك الله أيها العالم الجليل بالخطبة في بيتك وبين ابنائك..فهناك يوجد الايمان و الاخلاص و التقوى والورع !!
7 – ايها العلماء : كسروا هواتفكم.. واخطبوا في بيوتكم..واتركوا ( الجهال و السفهاء) يخطبون ويجمعون الجمهور؛ و يتلذذون بعدد المشاهدات..
خذوا العبرة من نبيكم و اتبعوا سنته و اقتدوا بسيرته ؛ ألم يصعد إلى “جبل حيراء” و يعتزل الناس ويختلي في غار حيراء؟..
فهل نزل و خالط الناس في مكة والمدينة ؟
ألم يبق معتزلا فوق الجبل في غار حيراء حتى توفاه الله فيه ؟؟
اتركوهم في غيهم يعمهون؛ فبتلذذهم هذا ؛ ستكثر مشاهداتهم و متابعيهم و محبيهم..
ثم سوف ينشروا تفاهتهم بين ابنائكم وبناتكم و “داخل بيوتكم وأسركم” .. ولكن المهم أن عملهم “غير مقبول” عند الله !! لأن غايتهم هي كثرة المشاهدات وليس وجه الله !!
8 – اتركوا أهل التفاهة وحدهم يصورون و ينشرون و يجمعون المشاهدات ..
حتى يأتي الوقت الذي يقول لكم فيه أبناؤكم : ( اخرجوا عنا من البيت؛ فلا نحب أن نسمع دروسكم؛ ولا وعظكم؛ ولا حتى أصواتكم .)..
9 – في الحقيقة هذه هي “جملة أحلام و أماني” البعض الذين لازالوا يتصورون عالم الشريعة و الفقيه وإمام المسجد ؛ هو ذلك الشخص المحشور داخل “جلبابه” ..
و الذي تخيفه أضواء المدينة ؛ وواجهات محلات الأكل السريعة.. وأصوات الموسيقى المنبعثة من محلات التجميل..
10 – وأنا أبشر من لا يعلم؛
بأن هيكلة الحقل الديني التي أطلقها مولانا أمير المؤمنين محمد السادس منذ 2004 ؛ قد جعلت خيرة علماء الشريعة و الفقهاء الذين يجمعون بين علوم الشريعة و علوم الإنسانيات؛ و المبرزون في كل التخصصات؛ خاصة علوم التواصل و النفس الإجتماعي و المستقبليات .. هم من يقود المؤسسات الدينية الرسمية من وزارة الاوقاف و المجالس العلمية والرابطة المحمدية للعلماء وغيرها..
و يعتبر “معهد محمد السادس للأئمة المرشدين” منارة بارزة في تخريج “علماء الوقت” بتعبير السادة المتصوفة؛ أي العلماء الذين يجمعون بين التمكن من علوم الدين و بين الوعي المعاصر بمقتضيات الانخراط الايحابي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الدفاع عن توابثنا الوطنية و الدينية..
وإن علماء مملكتنا الشريفة لعازمون على المشاركة الفاعلة عبر “كل وسيلة” تبليغية مشروعة ؛ توصل الهداية إلى الجمهور؛ في نشر الخير والمعروف و الأخلاق الفاضلة..
و هاهي المبادرات الإعلامية الدينية قد انطلقت بربوع المملكة؛ و المسيرة الاعلامية للعلماء ترتقي درجات المجد و التألق بتباث و تبصر مع “خطة تسديد التبليغ” المباركة.