وقع ندوب السيف

الجديدة /حميد البهالي
يقف عبد اللطيف كلما عاد بذاكرته أمام المرآة ويستحضر ما وقع له من أحداث أليمة ثم يطرح على نفسه سؤالا محيرا لم يجد له جوابا ولا مخرجا : هل ما وقع له حقيقة أم وهم سيتبخر بمجرد ما سيستفيق على وقع أكبر كابوس وهو يرى نفسه أمام التي تعكس الصورة الحقيقية التي أصبح عليها وجهه ؟
عبد اللطيف الرجل الجميل تعرفه ساكنة الجديدة أنه خدوم للجديديين وللقادمين إليها يقدم خدماته إليهم كلما طلبوا منه ذلك في إطار القانون إلى درجة أنه كسب ثقة وتعاطف الناس ومنهم مسؤولون كبار إلى درجة أنه وصل حد دخول بيوتهم في غيابهم عنهت ثقة عمياء وصلت إلى درجة منحه مفاتيح المنازل ومفاتيح السيارات و تكليفه بالقيام بمهام كأداء فواتير الماء والكهرباء وتسديد ما بذمتهم من ضرائب نيابة عنهم وخاصة منهم مغاربة الخارج …
فكيف لهذا الرجل الذي وضعت فيه كل هذه الثقة أن يتعرض لغدرة طعن نقلته إلى قسم المستعجلات وحولته إلى ضحية أدى من خلالها الثمن وكان غاليا عنوانه اعتداء شنيع ؟
ففي تلك الليلة اللعينة اعترض سبيل عبد اللطيف مجرمون جهلة وانهالوا عليه ضربا و ركلا و رفسا أمام إحدى الوكالات البنكية بلا شفقة ولا رحمة ، ولولا الألطاف الإلهية لكان في عداد الذين انتقلوا إلى جوار ربهم الأعلى .
وإذا كان المغرب يسعى إلى إنجاح تنظيم كأس العالم مستقبلا وضمان أمان زواره فإنه بات مؤكدا أنه يتوجب عليه ضمان أمن مواطنيه رعايا جلالة الملك … فكيف يدوس مجرمون سحقا بالأقدام السيد عبد اللطيف خولة فيما تدينهم المحكمة بحكم قضائي اعتبره متتبعون مخففا لا يوازي قيمة الجرم المرتكب ثماني سنوات حبسا نافذا لا يمكنها أن تعيد إليه أسنان فكه العلوية ولا الطلاسم التي ارتسمت على وجهه ولا أحد يمكنه ترميمها طوال حياته من محياه إلى مماته … توقيع إجرام مرسوم على محياه وبالتالي وجب على العدالة الإستئنافية أن تزيد من قيمتها حبسا نافذا على المجرمين … قيمة مهما حكمت بها لن تساوي أو توازي ما فعل فيه سيف غدر المجرمين
سيف غدر مجرمي و خونة الوطن
جدد عبد اللطيف موعده لقاءه مع المرآة بكل أسى وأسف وقارن بمضوعية ما وقع له مع حجم الحكم الصادر في حق من اعتدوا عليه وقال /هو حكم لا يساوي حتى ثلث ما رسمه فيه سيفهم/