الصحافة الهندية تنحاز إلى الاحتلال الإسرائيلي.
عن موقع: العربي الجديد
تنحاز تغطية الصحافة الهندية بشكل واضح للجانب الإسرائيلي من خلال إظهار الاحتلال بمظهر الضحية، وتجريد المقاومة من شرعيتها، وإلصاق اتهامات بها حول هجمات دموية. وجاء خطاب رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، متماهياً مع الخطاب في الإعلام الهندي، إذ عبّر عن “صدمته” من عملية “طوفان الأقصى”، واصفاً إياها بـ”الهجمات الإرهابية”، ومعرباً عن “التضامن مع إسرائيل”.
استخدم موقع صحيفة “تايمز أوف إنديا” عنوان “فيديو صادم عن الحرب الإسرائيلية: حماس تعدم فتاة إسرائيلية أمام عائلتها وتقول إنها ذهبت إلى الجنة”، حتى من دون أن تتأكد من أنه حقيقي، مصدّقةً الصحافية المقيمة في إسرائيل، حنانيا نفتالي، التي نشرته عبر الإنترنت.
الصحيفة نفسها نشرت مقطع فيديو آخر واصفةً إياه كذلك بأنه “صادم”، وعنونته بـ”فيديو صادم من قطاع غزة: حماس تنشر لقطات لمجندات إسرائيليات مختطفات”.
وبدأت الصحيفة مقالها حول الفيديو بـ”في تطور صادم، نشرت حركة حماس شريط فيديو من مكان لم يكشف عنه في قطاع غزة، يظهر الجنود والمدنيين الإسرائيليين الذين اختطفتهم الحركة الإسلامية”.
وتابعت الصحيفة، في محاولة لاستدرار التعاطف: “يكشف الفيديو الوضع المزري، إذ يظهر أيضاً النساء المسنات والأطفال كأسرى”.
كذلك اختارت مجلة “إنديا توداي” الانحياز للرواية الإسرائيلية من خلال نشر فيديو مصدره وزارة الخارجية الإسرائيلية مع عنوان “عائلات تُذبَح وتُختطَف: إسرائيل تنشر فيديو جديداً، وتتعهد بالانتقام من حماس”.
ومن دون تقديم وجهة النظر الأخرى، اكتفت المجلة بتعليق الخارجية الإسرائيلية على الفيديو الذي ادعت فيه أن “عائلات بأكملها تُذبَح في منازلها. لقد اختطفت حماس الجدات والأمهات والأطفال واحتجزتهم كرهائن. قُتل 700 إسرائيلي. حماس ستدفع ثمناً باهظاً لجرائم الحرب هذه”.
كذلك وصف موقع “فيرست بوست” الهندي حركة حماس بأنها “جماعة إرهابية”، حتى لو كان الأمر يتعلق بمقال عن تاريخ العلاقات الهندية الإسرائيلية، والذي من المفترض فيه أن يعرض معلومات تاريخية بطريقة محايدة.
ولم تركز صحيفة “هندوستان تايمز” في الاحتجاجات المتضامنة مع فلسطين على شيء أكثر من رمز نازي معزول ظهر في هاتف أحد الحضور، مستندةً بدورها إلى حساب داعم لإسرائيل كمصدر.
وأثناء تغطيتها للاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين لفلسطين في تايمز سكوير في نيويورك، قالت: “خلال الاشتباكات الساخنة بين الفصائل المتنافسة، حين كان أنصار فلسطين يهتفون المقاومة مبررة، التُقط مشهد صادم. وشوهد أحد المتظاهرين وهو يشير بالرمز النازي نحو المتظاهرين الإسرائيليين المناهضين”.
وبحسب الصحيفة، “انتشرت الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي”، وقالت إن “العديد من المستخدمين عبّروا عن صدمتهم واستيائهم”.
وأمعنت الصحيفة في إيراد أمثلة على ما وصفتها بـ”الإدانات” لـ”الرمز النازي”، حتى إنها نقلت عن أحد المستخدمين قوله “إنه أمر مثير للاشمئزاز والكراهية في كل مكان”.
ولم تكتفِ بذلك، بل وصفت عملية طوفان الأقصى بأنه “هجوم إرهابي”، وأوردت في نص مقالها “اجتاحت مقاطع أخرى عدة من المسيرة الإنترنت، حيث أمكن سماع هتافات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين. وهتف المتظاهرون مؤيدين للهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل”، ونسبت إلى معلقين التشكيك في قدرة المحتجين على تمييز الحدود بين الإنسانية والعدالة، بحسبها.