فتوى علماء الأمة في وجوب صد العدوان الصهيوني وملاحقة قادته ومقاطعة مصالحه في كل مكان.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه… وبعد،
فمع تواصل العدوان الصهيوني الإجرامي على المدنيين في قطاع غزة، واستمراره في تدنيس الأقصى، وقتل الفلسطينيين بهمجية في كل مكان، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، وقصفه المتواصل للمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمخابز وخطوط المياه والبنية التحتية، ومنع الغذاء والدواء والكساء والكهرباء والوقود عن أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف إنسان في قطاع غزة.
ومع كل هذه الجرائم الإرهابية وما أعلنه رئيس وزراء العدو الصهيوني بتكليفه لأدواته الإرهابية باستهداف قادة المجاهدين، وتصفيتهم في أي مكان في العالم!
فإننا كعلماء ومؤسسات علمية ودعوية في العالم الإسلامي، نفتي بما يأتي:
أولاً- استنادًا إلى قوله تعالى: (…فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكم…) 194البقرة.
وقوله تعالى:(…وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ…) 191 البقرة 4
إن استهداف رموز الكيان وقادته، باعتبارهم معتدين أُصلاء على الأنفس والمقدسات والأموال جهاد واجب داخل فلسطين وخارجها، وعلى جميع المسلمين رجالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً أن يشاركوا فيه جهاداً في سبيل الله، كل على حسب غاية وسعه وقدراته وإمكاناته.
قال سبحانه: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة الشورى ٤٢
ويجب على المسلمين في العالم أن يؤكدوا بالقول والفعل أنهم أمة واحدة كما أراد الله تعالى لهم، وأن يرسلوها رسالة واضحة للعدو في كل مكان: إننا لن نترك غزة وحدها تباد، ولن نترك المسجد الأقصى يدنس ويهدم، ولن نترك العدو في مأمن، فإن كانت الحدود قد حالت بيننا وبين إخواننا ومقدساتنا، فإن الحدود لن تمنعنا من مقاومة إجرامه.
ثانيًا: إننا ندعو الدول التي ذكرها قادة العدو والتي يعتقد أن قادة المقاومة فيها، ويدعو جيشه ومخابراته أن تقوم بقتلهم، فإننا نهيب بهذه الدول أن تعتبر تصريح قادة العدو الصهيوني إعلان حرب عليها وانتهاكاً لسيادتها.
ثالثًا: إننا نبارك ضربات المقاومة الموجعة لهذا العدو وندعوها إلى المزيد من الإثخان في هذا العدو المجرم وندعو الشعب الفلسطيني الصامد إلى المزيد من الصبر والتوجه إلى الله تعالى والتوكل عليه والالتجاء إلى جلاله وجنابه، فقد قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (200) آل عمران.
وجاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا” رواه أحمد وسنده صحيح
رابعاً: نؤكد فتوى علماء الأمة السابقة بالوجوب الشرعي لنصرة غزة نسائها ورجالها وأطفالها ومجاهديها بكل ما تحتاجه وإن فتح المعابر وخاصة معبر رفح والحدود والقيام بواجب النصرة بدعم المجاهدين بالسلاح والمال وكل ما يلزم هو واجب شرعي ملزم وأن كل من يحول دون ذلك خدمة للاحتلال وتقوية له على أخيه المسلم هو موالٍ له وحارس وداعم ومقوٍ له على المسلم، وهذا يعتبر موالاةً لأعداء الله على المسلمين.
قال سبحانه وتعالى: لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ….) 28 آل عمران أي أن الله بريء منه وأن الإيمان منزوع من قلبه.
وختاماً نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يُعجل لأهلنا في غزة وفلسطين عمومًا فرجًا قريبًا ونصرًا مؤزرًا، وأن ينتقم من أعدائهم الصهاينة ومن والاهم وأيدهم … إنه سميع مجيب. العلماء والمؤسسات العلمية والدعوية.