أخبار دوليةالواجهةمجرد رأي

فلسطين انتصرت فلمن يعود الفضل ؟

أبو أيوب 2024/5/10

رغم الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن الدولي بخصوص نيل فلسطين لعضوية كاملة بالأمم المتحدة كدولة معترف بها أمميا ، و على إثر التجاذب القوي بين الجزائر كعضو غير دائم وأمريكا دائمة العضوية وصاحبة حق الفيتو ، لفت انتباهي تصريح السفير الجزائري الدائم بمجلس الأمن الدولي عندما قال … برغم الفيتو ضد القرار سنعود بقوة في تحد سافر لإمبراطورية مورغان هولاكو العصر الحديث … القرار الذي اعترضت عليه أمريكا نال 12 صوتا من أصل أصوات 15 دولة عضوة بمجلس الأمن الدولي بين دائم ومؤقت وهذا ما فسح المجال كما قلت سابقا بما يتوافق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، شكل مدخلا لعرض القضية أمام أنظار الجمعية العامة للأمم المتحدة ( القانون الدولي ينص على 10 اعضاء أو أكثر قصد اللجوء إلى مساءلة صاحب الفيتو لتبرير ما قام به ) ، ومن تم يتم عرض الملف للتصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة
للإشارة والتوضيح بهدف فهم الإشكالية القانونية دوليا … 143 دولة صوتت لصالح قرار اعتبار فلسطين كدولة عضوية دائمة بالأمم المتحدة، صحيح أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة وفق منطوق البند السادس من الميثاق .. لكن قرارات مجلس الأمن الدولي تبقى ملزمة ولا تسقط بالتقادم ، فقط تحتاج لمن يفعلها أو يفرضها وفق البند السابع كما حصل مع العراق مثال ، فرض حصار كمقدمة لاستعمال القوة العسكرية ، وهذا ما حصل بالعراق ولم يحصل بعد صدور القرارات السابقة ذات الصلة والقرار ما قبل الأخير الذي رفضته أمريكا بشأن فلسطين ، لكنها لم تشهر حق الفيتو ضد مقترح جزائري بوقف فوري لإطلاق النار حتى يكتسب القرار شرعيته القانونية ..

قلت على أن فلسطين انتصرت كما قلت سابقا على أن غزة انتصرت رغم أن الحرب لم تحط أوزارها بعد … وقلت كذلك ببداية الزمن الإسلامي الأول شيعة وسنة ( تمدد محور وحلفاء على حساب تبدد حلف وكيانات وظيفية ) ، والعربي الثالث والفضل فيه يعود إلى تضحيات الجمهوريات الوطنية ( سوريا والعراق وليبيا واليمن والجزائر …) .

اليوم حدث ما نبأت بوقوعه سابقا ، 143 دولة صوتت لانضمام فلسطين كدولة معترف بها بالأمم المتحدة ، مع امتناع 12 دولة  رفض 9 دول من بينها أمريكا وإسرائيل … وعلينا في هذه الحالة استعراض مجموع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ” ” 184 دولة ” ، أي بمعنى أن الأغلبية المطلقة صوتت لصالح أو بالأحرى وافقت على انضمام أو نيل فلسطين عضوية دائمة بالأمم المتحدة … كما تجدر الإشارة كذلك ، رفعا للحرج أو الإلتباس أو المزايدات السياسية ، أن من بين المصوتين بالإيجاب المغرب الذي يترأس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رغم المؤاخذات المسجلة في حقه منذ توليه المسؤولية وهذا يحسب له ، لكن من حيث عدم عرضه القضية ولو من باب مناقشتها واستعراض تطوراتها ، أو ضمن سياق عدم مساهمته في عرض الجرائم ضد الإنسانية المقترفة في حق فلسطين بغض النظر عن الإنتماء السياسي والإيديولوجي والعقائدي لفصائل المقاومة ، لا سيما في عز ترأسه لمجلس حقوق الانسان .. يبقى هذا الموقف في كل الأحوال موضوع تساؤلات !

فسواء اتفقنا أو اختلفنا ولكل منطقه وحججه ومقاربته وتكتيكه في اتخاذ القرار والتعبير عن موقفه الرسمي من قضية محورية طال أمد حلها وإنصاف ذوي الحقوق ، لكن أما كان من الأولى المبادرة إلى عرض الملف من طرف المغرب كدولة عربية ومسلمة تترأس المجلس الأممي لحقوق الإنسان ، فضلا عن رئاستها للجنة القدس و…..؟ ومن تم سحب البساط من تحت أقدام جنوب إفريقيا فيما له علاقة بمحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات بخصوص فلسطين فمن الأولى في عرض القضية ؟

مجرد سؤال غير قابل للتأويل ولا للاستنتاج مهما كان نوعه ومسوغه وتبريره قصد التسويق والتمرير … تمرير مغالطات تبقى في الأصل استهدافا للنوايا أكثر مما هي حقيقة وضع وأمر واقع بإملاءات خارجية … إملاءات تؤشر على ضغوط ومساومات وابتزازات ومتاجرات في القضية بهدف تحقيق إنجازات تحستب في قضية وطنية والفاهم يفهم والعارف لا يعرف …

اليوم أجهر بانتصار فلسطين كقضية وحماس كفكر ساهما في تفكيك إمبراطورية مورغان و فضح كذبها ونفاقها وسياساتها على الصعيد الدولي ، أمريكا الخدعة والخديعة انكشفت خدعتها وكشف عن عورتها مما أدى إلى تراخي قبضتها وفقدان هيمنتها في إدارة الأزمات العالمية .. حقيقة صرح بها جوزيف بوريل رئيس المفوضية والممثل السامي للسياسات الخارجية للإتحاد الأوروبي ،كما صرح بها من قبل الرئيس الروسي بوتين ونظيره الصيني حين قالا وأعتقد بها أكثر من مسؤول دولي في زمن التخاذل العربي كما جاء على لسان إيدي كوهين الذي كشف عن المستور المتستر عليه حيث نشر تدوينة له قال فيها : “لولا صمت الحكام العرب وتخاذلهم لما استطاعت إسرائيل السيطرة على معبر رفح ” .

وشهد شاهد عيان عما وصله العربان وما شهد من قبله الذي وصف العرب بدواب موسى التي لا تصلح سوى للركوب عليها بغية قضاء المآرب … عربان خنعوا وركعوا وما بدلوا تبديلا .

نعم فلسطين كدولة انتصرت وعسر المخاض أسفر عن عضوية كاملة معترف بها دوليا ، حقيقة قابلها ضجر أمريكا بعد استنزافها في المستنقع الشرق أوسطي ، وحرج أو على الأصح إحراج إسرائيل بعد سيطرتها على معبر رفح وأصل الحكاية انتصار وانهزام …

دليل هذا المروق تمزيق السفير الإسرائيلي الدائم بمجلس الأمن الدولي حنقا وغضبا ، ميثاق الأمم المتحدة أمام أنظار وممثلي دول العالم … ليتأكد بالواضح والملموس حقيقة الدولة المارقة والخارقة للقانون والشرعية الدولية ، وبالتالي تعرية أمريكا وسحب كل أوراقها بداية من الدولار DEDOLARISATION ، ثم الودائع من ذهب فضلا عن ريادتها وأسطورة قوتها في إدارة أزمات العالم … نعم أمريكا سقطت في مستنقع الشرق الأوسط وهي اليوم تسعى لإرضاء من يعود له الفضل … فضل التحدي وإرغامها على الخضوع والركوع … فمن يكون المتحدي هذا الذي وجب إرضاؤه يا ترى ؟

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى