الواجهةمجرد رأي

“لقد خلقنا الإنسان في كبد”

الدكتور خالد الصمدي
على هامش واقعة المعرض الدولي للكتاب التي تزاحم فيها الآلاف على توقيع كاتب لكتاب اختار له صاحبه دغدغة العواطف بالفنتازيا والخيال وأتقن استعمال المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة ،
أثبت هذه الواقعة ان هذا الجيل من الأطفال والشباب تجرهم مواقع التواصل الاجتماعي الى حمأتها جرا ويفضلون العيش في الخيال والواقع الافتراضي بأحلامه الوردية ومشاهده الغريبة والخيالية، أما الاحتكاك بالواقع بما يتطلب من جهد في مواجهة الحياة بمختلف تقلباتها وإشكالاتها، وتوقعاتها وآمالها وآلامها فيفرون منه فرارهم من الأسد ،
وضعية تسائل المنظومة التربوية والأسرية والتنشىة الاجتماعية ، وكيفية بناء نموذج يجمع بين الواقعية في الحياة والاستعداد لخوض غمارها ، دون حرمانهم من الحق في الحلم والخيال والابداع ؟
ولىن ذهب البعض إلى أن هذه ظاهرة صحية وعلامة تفاؤل على عودة الشباب الى الكتاب والقراءة ،
فأنه لا خلاف في ان لهذا الحدث هذا الوجه الايجابي إذا كان هذا هو الدافع الحقيقي، وكان ذلك سيكون مبعث سرور خاصة وأن القصص باللغة العربية ،
لكن للاسف كل المؤشرات تدل على انه لم يكن هذا هو الدافع الحقيقي لحضور هذا الحشد الجماهيري من المراهقين وآباىهم وأمهاتهم في وقت واحد ، فالمعرض مفتوح ومليء بمثل تلكم القصص وأفضل منها في الحبك والرواية لكبار الكتاب القدامى والمعاصرين وبسعر أقل بكثير دون أن يلتفت إليها أحد ، بقدر ما تأثر هذا الجمهور الغفير بوصلات اليتوبورز والمؤثرين الذي يجمعون الأموال الطائلة من الكاتب ومن شركات التواصل الاجتماعي والدليل انهم غادروا المعرض مباشرة بعد إعلان إدارة المعرض ان الكاتب قد جمع حصيلته وغادر المعرض من باب خلفي لكثرة الزحام ، واعتقد انه لو روجت مواقع التأثير الافتراضي خبر حلول لاعب كرة قدم شهير بالمعرض لتوقيع القمصان الرياضية لحصل نفس التدافع وأكثر ،
فالتدافع كان على توقيع الشخص الذي استثمر بذكاء في المؤثرين، وليس على الكتاب،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى