أخبار دوليةالواجهةمجرد رأي

متغيرات الضفتين شمال وجنوب الأبيض المتوسط

بقلم أبو أيوب : 2024/5/17

وزير الخارجية الإسبانية يعلن رسميا عن رفض رسو سفينة محملة بالسلاح في ميناء إسباني كانت متجهة إلى إسرائيل … كذلك أعلنت إيطاليا عن رفضها رسو السفينة بأحد موانئها … وبكل تأكيد الجزائر ولا تونس ولا ليبيا ستوافق .

السفينة ستعبر مضيق جبل طارق وبكل تأكيد هي قادمة من أمريكا تعزيزا للجسر الجوي الأمريكي بعدما استنزفت المخازن الأمريكية بالمنطقة ( الشرق الأوسط و أوروبا وبعض بلدان الوطن العربي ) في حرب أوكرانيا، واليوم هي تستنزف يوميا في الحرب على غزة دون تحقيق الهدف المعلن ، تحرير الرهائن و الأسرى ..

بالتالي من حقي التساؤل عمن سيسمح لرسو السفينة في أحد موانئه ؟ علما بأن أقرب ميناء على مداخل جبل طارق ميناء طنجة ميد المغربي ، أليس كذلك ؟ أو لنقل قبرص أو مالطا رغم أن الأمر جد مستبعد لعدة اعتبارات من قبيل التعرج وطول المسافة على سبيل المثال !

قد تكشف الأيام القادمة عن هوية المضيف ، على الرغم من التبرير والترويج والإنبهار وشاهد رسو سفينة للحلف الأطلسي … والمكانة وجودة العلاقات … والموقع الجغرافي الجيوستراتيجي … وهذا ما يعبر عن قوة العلاقات … في عز مناورات الأسد الإفريقي … و هلم جرا …

إطلاق للسلوقيات مهما يكن التبرير والتمرير هو عنوان الزمكان المغربي بدون منازع ، دليلي في هذا للدلالة على مدى الإستغباء الإصطناعى في مقابل الذكاء غباؤه كما جاء في برنامج ميدي 1 المغربية في وصفها للفيديوهات التي تروج عن قمح أدرار وتيميمون وخنشلة جنوب صحراء الجزائر … فيديوهات قيل عنها أنها مفبركة وذكاء إصطناعي ، أليس كذلك ؟

للعلم فقط ، ما حدث بالولايات الثلاث وبكل المقاييس وما يعزز الطرح ، ثورة فلاحية في صحراء قاحلة ، صحراء خزان مياه جوفية تزخر ثروات طاقية تكفي لمئات السنين في بلد الطوابير على العدس والسميد والحليب وووو .. نسبة المحصول من القمح بكل أنواعه 65 قنطار في الهكتار
ودون الدخول فيما وفرته الدولة من إمكانيات لوجستيكية تشجيعا على الإنتاج ومواكبة الفلاحين .. من المتوقع أن يرتفع المحصول ومعه الإمكانيات المسخرة أكثر في السنوات القادمة قياسا باتساع مساحة الأراضي المزروعة ( المخطط الأخضر كما ينبغي وعلى حساب علمي وليس كما يروج له …) ، أي بمعنى تأمين الأمن الغذائي والإكتفاء الذاتي من منطوق ( لا حرية لشعب يأكل من وراء البحار ) ، حسب قول قذافي ليبيا رحمة الله عليه في كتابه الأبيض ومشروع النهر الإصطناعي الأخضر .. لا سيما وأننا نحن اليوم بصدد التطرق للذكاء الإصطناعي كما قالت به ميدي 1 في مقابلة أجرتها مع الجزائري شوقي بن زهرة المقيم حاليا بفرنسا ، ما يعزز الطرح أكثر رغم مزاعم أكابر المحللين السياسيين وفطاحلة رؤساء المراكز الجيوستراتيجية المغاربة ولن أذكر واحد من ضراغم الدكاترة وبغض النظر عما قيل ويقال من ذكاء أو غباء … ولربما استغناء فمن يدري ؟

صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير برسم 2024 لأقوى الدول الإفريقية إقتصاديا صنف جنوب إفريقيا الأولى متبوعة بمصر ثم الجزائر في المرتبة الثالثة بعدما تراجعت نيجيريا إلى المرتبة الرابعة ، وقد حققت الجزائر وفق التقرير نسبة نمو 3,8٪ ، وقد ترتفع نسبة النمو إلى +4٪ السنة المقبلة .. فيما بلغ حجم الإنتاج القومي خارج المحروقات إلى 267 مليار دولار … ومن المرتقب بحسب تقرير صندوق النقد الدولي أن تحقق الجزائر سنة 2026 ما نسبته 400 مليار دولار ، لكن ما لم يشر إليه التقرير أن للجزائر 0 مديونية و لها احتياط من العملة الصعبة يفوق 50 مليار دولار وحوالي بضعة مليارات دولار كوديعة لدى البنك ، وقد سحبت فضلا عن هذا بعضا من ذهبها المودع لديه …  فهل يعتبر هذا موقف قوة أم ضعف ؟ هنا وفق تقديري والله أعلم بثبوثه تتجلى الفوارق المشتركة بين الذكاء والغباء صناعة وصنعا ، سؤال للذاكرة الجماعية التاريخية والأخلاقية المغربية يطرح اليوم في حالة رسو السفينة في ميناء مغربي ، مجرد سؤال غير قابل للتأويل … فبماذا سيتم التبرير وبأي مسوغ سيتم تمريره في حال حصوله ؟ وهل يعتبر ضلوعا أم تورطا أم توريطا للمغرب في الحرب على غزة ؟ لا سيما بعد انتشار أخبار عن مشاركة 4000 عسكري مغربي في الحرب كما جاء على لسان خبير ودكتور ومحلل سياسي (البديوي) ، وحتى لو تم التعتيم عليه وإخفائه . أفلا بمقدور القنوات والأجهزة والوكالات الإستخباراتية الكشف عنه ولو بعد حين ؟

سؤالي للذاكرة جماعية كانت أم فردية … كفانا استغباءا والكشف عن الحقيقة موقف قوة … موقف مصارحة بدل إطلاق الكلام على هواعنه … ومعه يتتابع إطلاق السلوقيات تخذيرا وتنويما واستغباءا بدل ذكاء ولو اصطناعي …

تحيات أبو أيوب الإصطناعية.

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى