بقلم أبو أيوب : 2024/5/28 المغامرات وثقها مقال نشرته قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية تطرقت فيه إلى الجدل المثار بالمغرب حول أزمة البرتوش ( عنوان المقال ) ، أزمة وصلت للعالمية بعد كشف صحيفة ذي اوستراليان عن فضيحة جنسية بطلها رجل أعمال أسترالي ووزيرة مغربية ، بحسب ما يروج حاليا في بعض قنوات الإعلام الإلكتروني ومواقع السوشل ميديا …
فيما الأولى أي حكاية بكوش تعني في الحقيقة السيد الطيب البكوش أمين عام اتحاد المغرب العربي ، هذه الشخصية التي أثارت جدلا واسعا بين دول الإتحاد لتتعقد الأمور أكثر عندما قام بتعيين دبلوماسية مغربية ممثلة للاتحاد معتمدة لدى الإتحاد الإفريقي … قرار ردت عليه الجزائر بالرفض واصفة إياه بغير القانوني ، من جهة أن الأمين العام انتهت مدة انتذابه ومن جهة أخرى القرار لم يتم عبر مشاورات دول الإتحاد ، فضلا عن الحملة المسعورة التي اتهم فيها الجزائر بتعطيل مؤسسات الاتحاد
اليوم تونس تعلن رسميا عن تعيين أمين عام للإتحاد المغاربي كما جاء على لسان الرئيس التونسي قيس سعيد ، إقتراح تعيين الدبلوماسي طارق بنسمان بموافقة دول الإتحاد المغاربي أمينا عاما لمدة ثلاث سنوات ، وفق بنود و ميثاق اتحاد المغرب العربي سنة 1989 …
بعد إعلان التعيين أمسى مصير الطيب البكوش مجهولا تضاربت حوله الأخبار بين قائل بطرده من المغرب وقول طلب منه مغادرة المغرب … لكن ما لفت انتباهي وأثار فضولي ( تعيين الدبلوماسي طارق … أمينا عاما للاتحاد المغاربي ) دون أدنى إشارة إلى الإسم الأصلي ( إتحاد المغرب العربي ) ، ولعلي بها إيحاء إلى الإتحاد الوليد ( ليبيا تونس الجزائر) .
للإشارة ، الأمين العام الجديد تقلد مناصب عدة في السلك الدبلوماسي التونسي ، آخرها سفيرا مفوضا فوق العادة بروسيا منذ سنة 2019 حتى حدود نهاية 2023 ، نسج إبانها علاقات جد متميزة مع الجانب الروسي شملت عدة قطاعات … يتكلم الروسية بطلاقة وعاشق للأدب الروسي ومولع بالثقافة الروسية ، بما معناه ، مغرم بالنموذج الروسي ومقاربة بوتين من أجل عالم جديد متعدد الأقطاب … فكره ومنصبه الجديد يعتبران دعما قويا للنفوذ الروسي والصيني بإفريقيا شمال غربها ودول الساحل والصحراء ، من بين ما يعزز طرح التوجه الجديد التونسي هذا ، حضور الرئيس التونسي قيس سعيد شخصيا مراسيم دفن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه ، حضور بنبرة تحدي السياسات الغربية بالمنطقة الشرق أوسطية ومناهضة التطبيع الذي اعتبره خيانة و أقر به أمام الملأ.
ففي الوقت الذي ينشغل فيه الإعلام الدولي بتغيرات خريطة الجغرافيا السياسية والتطورات الجيوستراتيجية على الصعيد العالمي ..
وتنشغل الدول بتداعيات الحرب الأوكرانية وتطورات الميدان العسكري بالبحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي والصراع على المضايق والحرب على غزة …
و تنشغل الأمم والشعوب في الشوارع والجامعات ومعها الضمير الإنساني بما شمل محكمة العدل الدولية ومذكرات اعتقال أصدرتها محكمة الجنايات في حق مجرمي الحرب على غزة …
أما إعلامنا المرئي و المسموع والمكتوب فهو منشغل بأدق تفاصيل التفاهات والتمييع مفضلا التضبيع من خلال تصدير الأزمات الداخلية من بينها التطبيع ، ناسبا إياها لعوامل خارجية فرضت على المغرب فرضا ( وزير العدل السابق الرميد حمل مسؤولية تطبيع المغرب مع إسرائيل للجزائر !) ، بعدما تناسى أن صديقه في الحزب سعد الدين العثماني هو من وقع شخصيا على الإتفاقية الإبراهيمية بالقصر الملكي بحضور الملك وإشرافه ، أليس كذلك معالي وزير العدل ووزير حقوق الإنسان السابق ، أليس كذلك ؟
دموع التماسيح وكثرة خرجات الوزراء ورؤساء الحكومات السابقين وحربائيتهم وتهريجهم الغنائي وبهلوانية تصريحاتهم وفضفاضية وعودهم الكاذبة لم تعد تنطلي على أحد … أقنعة كشفت ووجوه كسفت أو خسفت … دمتم في حفظ الله …