المراسل : محمد المغافري
نظمت الكتابة الإقليمية لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ببني ملال يومه السبت : 08-06-2024 بمقر غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات حفلا تكريميا للفقيد الراحل أحمد مشيش تحت شعار : من أجل أنسنة الفعل السياسي وتشبيك العلاقات الحزبية في أفق إعادة الأمل بحضور ممثلي المركزيات النقابية وممثلي أحزاب كل من الإستقلال، حزب العدالة والتنمية ، حزب التقدم والإشتراكية ، فدرالية اليسار ، والحزب الإشتراكي الموحد وكذا جمهور من المهتمين والمتتبعين والمناضلين ورجال الإعلام المحلي بالمدينة .
واجمعت مداخلات ممثلي كل الأحزاب المشاركة ومنظمي الحفل على أهمية الحدث رغم حجم الإختلافات والتقديرات والمنطلقات والتصورات بين الأحزاب مؤكدة على ضرورة تغذية ثقافة التركيز على المشترك وتعزيز الحوار البناء والنقاش الهادف والمثمر وتعزيز ثقافة الوفاء والعرفان وعدم التنكر لتضحيات وعطاءات الآخرين ، مضيفة أنه يصعب إعطاء الراحل كل حقه كاملا أكثر من الذين عايشوه وجايلوه وتقاسموا معه كل الآلام والأحلام وممن تتلمذوا على يديه وما تلا ذلك تضيف إحدى الشهادات من وقائع وأحداث وانشقاقات وتصدعات تركت أثارها على المشهد السياسي بشكل عام وعلى واقع اليسار المغربي بشكل خاص ، إذ أن الرعيل الأول عمل جاهدا على غرس ثقافة الأنسنة ودعم الروابط الإجتماعية وتجديد العلاقات الحزبية في أفق بناء مجتمع ينعم بالحرية والديمقراطية والحقوق والواجبات .
وتضيف الشهادات أن الفقيد عاش مناضلا مؤمنا بأهمية الإختلاف على أرضية التعايش موحدا للجهود مهما تفرقت ، وفيا لمبادئه ولأسرته ولرفاقه مسترخصا كل شيء في سبيل إيلاء ثقافة التضحية والصدق والوفاء والنزاهة ونبذ الفردانية والوصولية والإنتهازية بكل أشكالها وألوانها وكان من جايل ثلة من المناضلين في أول كتابة إقليمية بعد المؤتمر الإستثنائي لسنة 1975 وتجربته الناجحة كرئيس للمجلس البلدي لمدينة قصبة تادلة وكبرلماني عن الدائرة بما تقتضيه المسؤولية ومساهمته في تأسيس النقابة الوطنية للتعليم . لقد عاش نموذجا فريدا للعفة والصمود والصدق والإنضباط والصبر والحلم والتسامح والشجاعة ومواجهة المصاعب مؤمنا بثقافة التجميع بدل التشتيت والتمزيق .
وأوردت كلمات مناضلي الأحزاب المشاركة ضرورة تجميع التيارات والحساسيات السياسية بالإقليم في أفق جمع الإرادات بداية لتشبيك حزبي يخدم التنمية المحلية وتطلعات الساكنة وتقاسم هموم التنمية واستشراف المستقبل واستبعاد النقاشات السياسية العقيمة الغير مجدية والنقد الذاتي للأحزاب وجعل الهاجس الإنتخابي آخر ما يفكر فيه والإهتمام بالإرث النضالي كدرس تستلهمه أجيال اليوم والأجيال اللاحقة والدفع بأنسنة الفعل السياسي النبيل وتخليق الحياة السياسية وإعادة ضبط البوصلة وإعادة إشعاع الحياة السياسية وأجراة العمل الحزبي النبيل بعيدا عن المصالح الشخصية والإبتعاد عن كل من يبخس الفعل السياسي الجاد والمواطن ومحاربة سلطة المال إذ يبقى التشبيك الحزبي محطة مهمة لإجراء توافقات تستعيد ثقة المواطنين في الأحزاب التي تقدر نضال قواعدها بدل التهافت على نتائج الانتخابات .
واجمعت الشهادات والإرتسامات من خلال كلمة عائلة الفقيد على أنه عاش رجلا رمزا من مناضلي المنطقة ومن جيل الحركة الوطنية ، وحدويا جامعا وشامخا برصيد نضالي خالص .
هذا وقدم أعضاء اللجنة المنظمة والكتابة الإقليمية تذكار وفاء وعربون محبة لابن العائلة وابن الفقيد أحمد مشيش في أجواء إنسانية مؤثرة .