مرايا إسرائيلية بقلم : أبو أيوب 2024/6/15
- وفاء لعقيدتهم بأن العرب دواب موسى و الوصاية فرض عليهم …و أنهم يصلحون فقط لقضاء المآرب و أن مكانهم الإسطبل…هكذا قال كبير من أكابرهم ، صمت الأموات الأحياء العرب شجع الواصف على المضي قدما في وخز دواب موسى ، و إن هم ضجروا أو أنوا و اشتكوا ألما يكفيهم إيحاءات مستحبة و تلميحات تطرب المسامع و تربيث منعش لفرو الدواب …و كلما استحلت الدابة التربيث انتعشت أكثر و استكانت خاضعة راكعة طيعة منتظرة الوخز القادم
من دلائل الإمعان في المزيد من الوخز وفق ما تقتضيه الضرورة ، و ما تتطلبه الظرفية التي تعيش على وقعها إسرائيل اليوم في صراعها الوجودي ضد من اثبث بالفعل وجوده متسلحا بعقيدة و ايمان ، هؤلاء هم من يحترمهم الواصف كما جاءت على لسان أكثر من مسؤول على الرغم من الصراع الوجودي الثنائي ( الصراع المقدس)…من بين الدلائل و ما أكثرها أستعرض أشدها وقعا و المعتبر موقعا ضمن السياق الاعتباري بين الواصف و الموصوف :
يعقوب هرتزوغ خاخام جزيرة العرب كما يحب تسمية نفسه ، مغرم متيم بمنطقة نيوم و مشروعها الإنمائي على البحر الميت ( مشروع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ) ، تسميته هذه تبقى مثار تساؤلات مزعجة بل مستفزة مبتزة أيضا ، بالأمس القريب خرج بتغريدة على حسابه الشخصي يتنبأ فيها بموت حاكم عربي ليس بكبير السن متسائلا عن إمكانية اخفاء أسرته الأمر إلى حين ، لكن يجزم بأن ولده لن يحكم أبدا!! فلمن يشير يا ترى علما بأن الأمر قد يتعلق بثلاث ملكيات الأكثر ترجيحا لوراثة العرش( المملكة السعودية و المملكة الأردنية و المملكة المغربية )و ما هي الرسائل المراد إيصالها في هذا التوقيت بالذات؟
تزامنت التغريدة بأخرى جاءت على لسان ايدي كوهين ، عبر من خلالها عن غضبه من السعودية لافتا انتباهها إلى أن قرارها السياسي السيادي قد تم اختراقه….في إشارة واضحة إلى عدم التزام بعض وفود الحجاج المسلمين بالتعليمات و التوصيات التي أوصت بها السلطات السعودية ( ممنوع حمل اعلام فلسطين أو الدعاء لغزة ) ، الحكاية و ما فيها قيام الوفد النسوي للحجاج الإيرانيين بالدعاء لغزة و ترديد شعارات الموت لإسرائيل الموت لأمريكا …لكن ما أجج أكثر حنقه و غضبه ما أقدم عليه ( ابو هريرة) الامام الجزائري مالك الذي اشتهر بإمامة الصلاة ذات يوم من شهر رمضان الماضي غير عابئ بالقطة التي كاتبته و امتطت كتفه و هو يأم الصلاة …صدح دعاءه بالنصر لغزة و فلسطين و هو يطوف حول الكعبة …دعاء استجاب له الحجاج و رددوه و هم يطوفون …حدث لم يرق لكوهين فجاءت التغريدة الفارضة للوصاية و المتدخلة في الشؤون الداخلية للمملكة السعودية ، تغريدة تستهدف تأجيج الصراع بين السنة و الشيعة ( السعودية و ايران ) و بين السنة أنفسهم ( السعودية و الجزائر) !
و يبقى الإمعان في الوخز عنوان الزمن العربي الثاني بقيادة سعودية بعدما كان الأول مصري القيادة …وخز يؤازره ابتزاز يؤطرهما استفزاز كما حصل لرابع مرة في حق المغرب…من خلال ثلاث زيارات قام بها انتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا لإسرائيل ، و الخرجة الإعلامية لرئيس وزراء إسرائيل نثن-ياهو على قناتي ال-سي-اي و تي-اف1 الفرنسيتين عارضا خريطة المغرب مبثورة ضمن خارطة العالم العربي ، نفس الأمر حدث أثناء الزيارتين السابقتين لبلينكن و لقاءه بنثن-ياهو و أمامهما خريطة العالم و خريطة المغرب مبثورة ، و الثالثة قبل يومين يتكرر فيها نفس الأمر في غياب اي تنديد و شجب ، بل يستمر تثمين العلاقات الثنائية و تقويتها في ظل هذا الإمعان المستفز المقزز….
هنا بالضبط أود استحضار بيت شعري يشخص الداء العضال الذي أصاب الجسم العربي، بل الأصح أذن بنهاية الزمن العربي الثاني توطئة لقيام الزمن الثالث …قال الشاعر ….و هل يرجى للأطفال كمالا ….إذا ما استرضعوا ثدي الناقصات …فلمن ستؤول الزعامة ؟