بقلم ج. م. بيرغر
ترجمة وتقديم ناصر ضميرية
أدّت ضبابية التعريفات المحيطة بمفهوم “التطرف”، إلى سوء استخدام هذا المصطلح، ولا سيما مع تفشي أعمال العنف الكبيرة في العالم، وهذا بدوره فتح باب الدراسات حول هذا المفهوم. ج. م. بيرغر، خبير الحركات المتطرفة والإرهاب، يصف “التطرف” في هذا الكتاب بأنه ظاهرة عالمية لا ترتبط بعرق أو دين أو جغرافيا، من خلال أمثلة مختلفة تسلّط الضوء على العديد من وجوه التطرف القديمة والحديثة، ومؤكّداً اختلافه عن الإرهاب أو العنف أو التشدد. يطرح المؤلف ثلاثة أسئلة: ما هو التطرف؟ وكيف يتم بناء الأيديولوجيات المتطرفة؟ ولماذا يتسارع التطرف نحو العنف ؟
يبدأ المؤلف كتابه بتحديد ماهية التطرف، وبخاصة في ظل تصاعد موجة الحركات المتطرفة والعنيفة التي تزعزع استقرار المجتمعات المدنية وتهدد وجودها. هذه الحركات – وعلى الرغم من تباين محتواها الأيديولوجي وتنوعه – فإنها تتقاسم عناصر مشتركة لفهم التطرف، منها تصنيف الأفراد بحسب انتماءاتهم إلى مجموعات متنافسة، تمثل هوياتهم وتشكل سلوكهم، وتزيد بالتالي، الشرخ بين “نحن” و”هم”، إلى درجة التحول إلى العنف .
ولدعم حجته، يحصي المؤلف الأزمات التي تُحاج بها المجموعات المتطرفة للحفاظ على هويتها وأمانها، كما ويطرح الحلول التي تقترحها لمواجهة هذه الأزمات وحماية نفسها، مستنداً إلى أمثلة متنوعة على مر التاريخ، بدءاً من الإبادة الجماعية في قرطاج، إلى نهاية الجهادية للقاعدة، واليمين البديل في أمريكا، وصولاً إلى بروتوكولات حكماء صهيون وغيرها. يختم بيرغر كتابه بالتأكيد على أن التطرف لن يختفي، إلا أن معرفة أسبابه تعزز فعالية مواجهته، وبالتالي تساهم في تخفيف آثاره .