تشييع جنازة غيثة بناني زوجة المهدي بن بركة بحضور شخصيات وازنة.
شهدت العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة 5 يوليوز 2024 مراسم تشييع جنازة السيدة غيثة بناني حرم الراحل المهدي بن بركة سياسي مغربي، اكبر معارض اشتراكي للملك الراحل الحسن الثاني وزعيم حركة العالم الثالث والوحدة الإفريقية، اختفى في 29 أكتوبر 1965 في فونتني لو فيكونت شمال فرنسا قبل اغتياله؛ غيثة بناني ابنة القاضي الفقيه أحمد بناني وتنحدر من أسرة رباطية ولها من المهدي بن بركة الذي تزوجته سنة 1949 اربع أبناء هم فوز وبشير وسعد ومنصور.
عند اختطاف المهدي بن بركة، كانت غيثة في المنفى بالقاهرة، ومع دعم أخيها عثمان بناني، كرست نفسها لتربية أبنائها الأربعة وطفلين من أبناء أختها المتوفاة الذين كانوا يعيشون مع عائلة المهدي بن بركة.
وفي عام 1960، تعرضت مثل زوجها لمضايقات الشرطة السياسية، مما اضطرها لمغادرة المغرب في عام 1964 ولم تعد إلى المغرب إلا في عام 1999 عندما قررت مع أبنائها إنهاء منفاهما بعد وفاة الحسن الثاني الذي كانت تعتبره مسؤولاً عن اختطاف واختفاء زوجها.
وقالت عائلة بن بركة في بلاغ لها إن الراحلة غيثة “كانت هي عمود الأسرة، ومرجعاً لكل من ارتبط بالقيم الإنسانية والأخوة والتضامن، وكانت تمثل نقطة ارتكاز لكل أفراد عائلتها، ومثالاً في البساطة والطيبة، وملاذاً بقلب سخي وآذان صاغية”.
وأَضاف بلاغ العائلة “على مدى ما يقرب من ستين عاماً، كرست نفسها، بجانب أبنائها ومع أفراد عائلتها، للبحث عن الحقيقة بشأن مصير زوجها حتى تتمكن من الحداد عليه والتأمل عند قبره، منعها من ذلك الأسباب السياسية في المغرب وفرنسا، ونقص الشجاعة السياسية على جانبي البحر الأبيض المتوسط.
بهذا الصدد، يقول بشير بن بركة عن والدته الراحلة: “لقد رافقت زوجها المهدي بن بركة في كل المحن التي عرفها في جميع مراحل حياته النضالية ضد الاستعمار ومن أجل بناء مغرب مستقل وديموقراطي، وتقاسمت معه أفراح وأحزان الحياة الأسرية حتى اختطافه واختفائه”.
تم تشييع الجنازة وإقامة الصلاة على جثمان السيدة غيثة بناني بمقبرة بباريس من طرف جمعية طهارة وسط أدعية الترحم على روحها ووسط حضور رسمي وشعبي كبير يتقدمهم مجموعة من الشخصيات الوازنة شخصيات سياسية ونقابية وحقوقية بارزة، على رأسهم رئيس تونس السابق الدكتور محمد المرزوقي، ووجوه كانت بجانب زوجها المهدي بنبركة وعاشت معه فترات النضال، وأخرى، واكبت مساره في أيامه الأخيرة.
هكذا رحلت غيثة بناني عن هذه الدنيا من دون أن تعرف حقيقة اغتيال زوجها المناضل المغربي الشهير المهدي بن بركة.