“ناضي كندي ” مشاهد كندية في عين المكان (5)
منقول عن موقع الزميل خالد الخضري:https://khalidelkhodari.com/
تل البرلمان
نورس البريجة: خالد الخضري
سط معظم أكبر العواصم والمدن العالمية، توجد عادة ساحات شهيرة يهفو كل سائح لزيارتها والتقاط صور تذكارية بها. كما هو الشأن بالنسبة لساحة تروكاديرو بباريس حيث يتربع برج إيفل، ساحة فينيسيا بروما حيث توجد البركة والنافورة الشهيرتان، ساحة أو حديقة “الهايد بارك” بلندن، ساحة مايور بمدريد Plaza Mayor
ساحة أو ميدان التحرير بالقاهرة، وبالمغرب ساحة جامع الفنا بمراكش.
بعاصمة كندا أوطاوا توجد ساحة “بايوارد ماركت” Byward market هي ساحة جد صغيرة تضم بعض البنايات التاريخية القليلة، فتاريخ كندا في مجمله قليل وصغير باعتبار أن كندا في حد ذاتها دولة حديثة أو بالأحرى مستحدثة بواسطة الاكتشافات والمستعمرات الأوربية لأمريكا في القرن 15. كندا في القرن 16 حيث تم الإعلان عنها كمستعمرةً فرنسية ضمن فرنسا الجديدة أول مرة في عام 1535 خلال رحلة جاك كارتييه الثانية. تُشيرُ كلمة كندا عند هذه المرحلة إلى منطقة على طول نهر القديس لورانس – الذي كان يُعرف آن ذاك باسم نهر كندا – من جزيرة غروس في الشرق إلى نقطة بين كيبيك وتروا ريفيير، رغم أن هذه المنطقة توسعت بحلول عام 1600.
فتلك البنايات التاريخية الصغيرة والقليلة لا تكاد تظهر جانب البنايات العصرية الشاهقة. تحف بساحة “بايوارد ماركت” مجموعة مقاهي ومطاعم، بينما تتوسطها مقاعد وطاولات إسمنتية دائرية للراحة والاستجمام. يجلس في أحد جنباتها مطرب ستيني يغني صحبة عبر ميكروفون ومكبر صوت على هدي موسيقى تطلقها آلة يتحكم فيها بهاتفه، مؤديا أشهر الأغاني الأنجلوساكسونية والفرنكفونية حيث ينفحه البعض أورقا أو قطعا نقدية.
لكن أشهر فضاء تاريخي يحج إليه كل من وطأت رجله العاصمة الكندية أوطاوا هو “تل أو هضبة البرلمان” الموجود بشارع ويلينغتون. أمام هذه البناية التاريخية (القرن19) توجد الشعلة المركزية المشتعلة دائمًا والتي تحمل شعارات كل مقاطعة من المقاطعات الكندية العشرة من حولها.
يعد مبنى البرلمان محور وسط مدينة أوتاوا، فهو القلب السياسي والثقافي للمدينة، وتتميز بناياته بالطراز القوطي وهي تطل على نهر أوتاوا. وفي هذه البناية يناقش السياسيون القضايا الحالية والمستقبلية للبلاد.