بقلم أبو أيوب 2024/7/19
حكاية كلب دركي وفي للمسؤولية الملقاة على أنفه الشمام ، و نائب برلماني يتمتع بحصانة تجنبه التفتيش في السدود القضائية حتى لو كان حاملا للممنوعات .. حكاية استعرضها لكم اليوم بهدف استخلاص الدروس و العبر .
كلب من كلاب الدرك الملكي اثناء أدائه ما درب لأجله بحاجز أمني..بالصدفة وصل نائب برلماني بسيارته معلق على واجهتها الزجاجية الأمامية ما يرمز الى علو شأنه و يدل على مقامه ..
رجال الدرك بدل تفتيش السيارة قاموا بالقاء التحية فاسحين له المجال لمواصلة سيره ..لكن الكلب كان له رأي آخر دفعه للنباح و الهيجان مدفوعا بحاسة الشم القوية ، و هذا يعني انه اكتشف أمرا فضيعا دفع به الى مهاجمة سيارة النائب المحترم ، ما أثار شكوك رجال الدرك لكن ما بيدهم حيلة نظرا لتمتعه بالحصانة ..
في لحظة مفاجئة و مع ارتفاع منسوب هيجان الكلب و اصراره انفلت من عقاله و انقض على السيارة ..في هذه الاثناء تقدمت عناصر الدرك الملكي من النائب البرلماني مطالبينه السماح لهم بتفتيش السيارة..ليكتشفوا انها محملة بكميات معتبرة من المخذرات … فهذا الكلب لا يعرف ماذا يعني وزير او نائب برلماني و لا معنى الحصانة … الكلب تدرب على خدمة الوطن و بس ، تدرب على الوفاء للارض التي يعيش عليها و لصاحبه الذي يطعمه .. و ان كل الوفاء للعمل المكلف به .
الكلب لم يؤد قسم حماية الوطن و لا معناه بالاساس ، هو فقط لاحظ الخطأ و رفض حصوله او التعامل معه وفق منطق كم حاجة قضيناها بتركها .
انت اخي المتابع و كانسان عندما تسمع عن مسؤول اختلس أموال الدولة أو قاض استسلم لرنين هواتف التعليمات او رنين الدريهمات ، و في الاتجاه المعاكس تجد كلبا يحترم واجبه اتجاه الوطن و يقوم بالمتعين على احسن وجه .
كلب وفي لا يخون الأمانة رغم أنه لا يأخذ مرتبا ، حتما ستحزن على حالنا كبشر!
عندما تجد كلبا أوفى و أشرف و أصدق من بعض المسؤولين في بلدك … اكيد انك ستحزن !
كلب لم يخف من رجل السلطة بقدر خوفه من التنصل من الواجب و المسؤولية الملقاة على حاسة الشم لديه ..
فالكلاب معروف عنها الوفاء و الحماية حتى لو اقتضى الامر التضحية بحياتها دفاعا عن صاحبها … لذا رجاءا و الرجاء منكم ايها الوزراء .. ايها البرلمانيون..ايها المسؤولون و المستشارون ، رجاءا كونوا كلابا و سنصوت عليكم في الانتخابات المقبلة! .
و خير ما اختتم به مثل فرنسي يقول ( vaut mieux avoir un chien ami que d’avoir un ami chien )…ألم يقل احدهم و لله في خلقه شؤون … و قد صدق ؟