أكذوبة الديموقراطية الغربية وأمريكا نموذجا
بقلم أبو أيوب 2024/8/20
منذ انطلاق طوفان الاقصى يوم سابع اكتوبر 2023 ، شهدت عدة مدن و ولايات أمريكية مسيرات احتجاج صاخبة منددة بجرائم الحرب التي تقترفها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة ، تظاهرات شبه يومية تطالب بوقف تسليح ” اسرائيل” للضغط عليها من أجل إيقاف حرب الإبادة ، باكورتها تجلت فيما بات يعرف بالثورة الطلابية، ضمن السياق أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الاحتجاجات الطلابية داخل الجامعات ضد الحرب على غزة ، تدفع عدة رؤساء الجامعات إلى الاستقالة
اليوم بالتزامن مع انطلاق اعمال المؤتمر الوطني للحزب الحاكم” الحزب الديموقراطي”، خرجت تظاهرات حاشدة في مدينة شيكاغو للمطالبة بالوقف الفوري لتسليح” اسرائيل و انهاء الحرب على غزة ، في مقابل المطالب العادلة ، الشرطة الأمريكية تستخذم القوة ضد المتظاهرين الذين يطالبون بوقف الإبادة الجماعية بفلسطين ، بعدما حاولوا اختراق السياج الذي يفصلهم عن مكان المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي ..
لكن بعض المتظاهرين تمكنوا من تسلق اول حاجزين من السياج ، ليجدوا انفسهم وجها لوجه مع قوات الأمن ، في حين بقي الاخرون خارج المحيط الخارجي محاولين تقويض الهياكل المعدنية المثبتة للحماية و اسقاطها … وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المتظاهرين أعربوا عن استيائهم من الرئيس السابق والمرشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب ، بل حتى كامالا هاريس المرشحة للرئاسة عن الحزب الديموقراطي لم تسلم هي الاخرى من استياء المتظاهرين ، الذين عبروا عن رفضهم التصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة،وبحسب وسائل الإعلام، هناك ازيد من 150 منظمة تشارك في الاحتجاج ، و من المتوقع انضمام المزيد من المتظاهرين … قمع الشرطة للمتظاهرين فضح أكذوبة الديموقراطية التي رغبت نشرها في الجمهوريات الوطنية عند انطلاق “تلخريف العربي”، بقدر ما كشف ايضا زيف ما تدعيه امريكا بشأن حرصها على ضوقف اطلاق النار و حماية المدنيين في القطاع.ضمن هذا السياق، أفاد فيليب جوردون في وقت سابق ، مستشار كامالا هاريس نائبة الرئيس الامريكي للأمن القومي ، أن ( المرشحة الديموقراطية للرئاسة كامالا هاريس لا تدعم حظر تدفق الأسلحة إلى “اسرائيل” ، مضيفا في منشور له في منصة “اكس” للتواصل الاجتماعي بأن ، هاريس لا تؤيد وقف شحنات الأسلحة و الذخائر الى ” اسرائيل”, كوسيلة للضغط على حكومة بنيامين النثن – ياهو من أجل إيقاف الحرب على قطاع غزة )
بالتالي الفضل كل الفضل يعود لطوفان الاقصى الذي عرى عورات الركع الخنع من العرب ، وبقدر ما كشف عن النوايا الغربية المبيتة بالشرق الأوسط و الخليج بهدف السيطرة التامة على منابع الطاقة، بقدر ما أسقط القناع عن زيف الديموقراطية و خديعة حقوق الانسان التي روج لها، طوفان كشف للجميع كذب و نفاق و جشع امريكا و الغرب ، و الا بماذا يمكن تفسير أو تسويغ ما قام به و لا زال يقوم به الطفل المدلل الذي هدد باغتيال المدعي العام للمحكمة الدولية ، و طالب الأمين العام الأممي غوتيريش بالاستقالة من منصبه ، و مزق ميثاق الأمم المتحدة امام انظار الجميع ، و لا زال لحدود الساعة يرتكب المجازر ضد المدنيين بلبنان و فلسطين و سوريا ، و لا امريكا و لا الغرب حركوا ساكنا ؟!.