إطلالة على الإعلام العبري
بقلم أبو أيوب 2024/8/19
إعرف عدوك قاعدة أساسية تعمل بها إسرائيل في حروبها ضد العرب منذ نشأتها ، لكن في المقابل نلاحظ عدم مبالاة العرب وتجاهلهم لما تنشره مختلف القنوات الإعلامية والصحف الإسرائيلية من أخبار ..
في الوقت التي تعج مختلف مواقعهم وقنواتهم بأخبار الحضيض وأنباء الصرف الصحي الهادفة إلى الأشغال والتعتيم وكل ما يستهدف الأخلاق والقيم ، من قبيل أراب غوت تالنت ومسلسلات الفسق والميوعة وأخبار مشاهير هز يا وز …
اليوم نستعرض مقتطفات مما ينشره الإعلام العبري وبعض من داعميه وأخص بالذكر صحيفة الغارديان البريطانية وما جاء فيها من خبر عن استقالة مسؤول كبير في وزارة الخارجية بسبب رفض بلاده حظر صادرات الأسلحة إلى إسرائيل …
أما قناة ” كان” العبرية فقد جاء في قصاصة لها ، بأن حماس ترغب في التوصل إلى اتفاق لمواصلة سيطرتها على قطاع غزة ، في الوقت الذي يفضل الوسطاء التوقيع في محاولة منهم تجنيب المنطقة حربا إقليمية ، حتى تتمكن إسرائيل من لملمة جراحها والتركيز على الجبهة الشمالية في مواجهة حزب الله اللبناني
تزامنا مع ما يجري من تطورات الداخل ، هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين تصرح بأن الحكومة ورئيسها لم يفعلا كل ما يلزم للتوصل إلى صفقة جديدة مع حماس وعودة المحتجزين ، وهذا ما يعتبر فشلا ذريعا للحكومة ورئيسها .
أما الصحافية دانا بان لوزون فقد كتبت بصحيفة يديعوت أحرونوت ، بأن إسرائيل تواجه اليوم واقعا غير منطقي، وإذا كان هناك أي شيء أسوء من الكارثة ، فهو انتظار حدوثها وعدم اليقين بشأن متى وكيف وبأي شدة وقع ستحدث ؟ ثم تضيف مسترسلة بأن تهديد حزب الله والإنتظار المستمر للرد الإيراني يمكن أن يدفع الإسرائيليين إلى حد الجنون .
نفس الصحيفة العبرية تنقل تصريح مسؤول إسرائيلي لم تذكر إسمه قال، بأن إسرائيل لن تسمح للرئيس محمود عباس بدخول قطاع غزة ، في الوقت الذي يعلن يوسي يهوشع بنفس الصحيفة ، بأن إسرائيل تدرك أن الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله لن يتخلى عن الرد مهما كانت العواقب ، ثأرا لدم القائد العسكري فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل بالناحية الجنوبية لبيروت .
كما علينا أيضا استحضار ما يدور من حديث قطعا في دوائر القرار الأمني والسياسي داخل الكيان وفي الغرف المغلقة .. حديث عن إنجاز واحد حققته إسرائيل في محاولة أمريكا والعرب عقد صفقة وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين …
إنجاز تأجيل ولو لبضع الوقت مواجهة كبرى كانت تخشاها و غير مستعدة لها ، لكن خوضها أصبح ضرورة لا مفر منها بالنسبة لها … حقيقة بات يعرفها جيدا كل المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي ، لا سيما بعدما أدركت إسرائيل عواقب تجاوز الخطوط الحمراء مع طهران والمقاومة الإسلامية في لبنان وهي تستعد فعلا للأسوء .
أما موقع ” حدشوت بزمان” العبري، فقد ذهب بعيدا عندما سلط الضوء على معطيات وحقائق ينشرها خبراء ومتابعون لحركة السفن ، تدل في مجملها على انعدام تام لحركة السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية على طول خليج عدن والبحرين العربي والأحمر ،الأمر الذي تسبب في إغلاق ميناء أيلات” أم الرشراش” المنفذ البحري الوحيد وأحد أهم شريان تجارتها الدولية عبر البحر الأحمر .
وبالعودة إلى شمال الكيان الذي يتعرض بصفة شبه يومية منذ الثامن من أكتوبر 2023 بعد يوم عن انطلاق طوفان الأقصى يوم سابع أكتوبر ، لأقصاف المقاومة الإسلامية من جنوب لبنان، ايتان دافيدي رئيس مركز موشاف مرغليوت يعترف , ” إذا مر يوم دون وقوع إصابات في الشمال ، فهي مجرد مسألة حظ و ليس بسبب شيء يحمينا ، في إشارة إلى فشل القبة الحديدية ومقلاع داوود . وأن من يسيطر على الشمال على الأرجح هو نصر الله”، حقيقة أمست تلاحق الإسرائيليين جنودا ومستوطنين أينما حلوا وارتحلوا … واليوم وسائل إعلام عبرية تقول بإطلاق حزب الله خمس طائرات مسيرات انقضاضية على شمال إسرائيل ، حيث جرى اعتراض ثلاث فيما اخترقت اثنثان القبة الحديدية ، فماذا سيحدث عندما يطلق حزب الله 50 أو 100 مسيرة متسائلا ؟
من بين ما يذكرني به المستنقع الذي غاصت فيه إسرائيل ، ما جرى قبل يومين عندما أرسل حزب الله اللبناني مسيرة حلقت وحامت فوق منزل رئيس الوزراء النثن- ياهو بالمنطقة الساحلية قرب ميناء حيفا على الضفة المتوسطية ولم ترصدها القبة الحديدية وأنظمة الرادار لكن رصدتها رادارات مدمرة أمريكية بالمتوسط وأخطرت بها إسرائيل التي سارعت إلى إرسال طائرات الإف 16 لاعتراضها وإسقاطها فلم تفلح ، كون المسيرة عادت سالمة إلى من حيث انطلقت قبل إرسال الاف 16 .
عزيزاتي أعزائي كانت هذه نبذة مقتضبة مما تنشره المواقع الإعلامية والقنوات العبرية على مدار اليوم ، أخبار وأحداث وتطورات الميدان يتغافلها الإعلام العربي أو ينشرها موجزة في غير أوقات الذروة ، باستثناء بعض القنوات العربية على رأسها قناة الميادين وبدرجة أقل قناة الجزيرة القطرية اللتان تفرزان حيزا كبيرا وتغطية إعلامية شاملة لتطورات الميدان سواء بغزة أو لبنان …