مجرد رأي

القادم الصادم

أبو أيوب 2024/9/2
شحنة أسلحة إسرائيلية مرت عبر المغرب نحو اثيوبيا وفق مصادر استخباراتية من ضمنها الاستخبارات المصرية ، على إثرها عبرت مصر عن انزعاجها من الموقف المغربي، فضلا عن الاتفاق العسكري الثنائي بين المغرب و إثيوبيا الخصم اللدود لمصر، و هذا ما زاد من انزعاج الجانب المصري ضمن سياق حرب المياه بينها و إثيوبيا التي شارفت على الانتهاء من المرحلة الأخيرة من ملئ سد النهضة
و هذا معناه بلغة “الخشيبات و الاقراص “تقليص حصة مصر و السودان معها من مياه النيل، و ما يمثله الإجراء من تهديد للأمن الغذائي و المائي لقرابة 120 مليون مصري.
بالتالي على المغرب توقع ردة فعل مصرية على ما أقدم عليه وسط أخبار مؤكدة حول طلب رسمي مصري تقدمت به للجانب المغربي ،دعت عبره هذا الاخير التراجع عن الاتفاق العسكري الذي أبرمه مع إثيوبيا.
الأيام القادمة حبلى بالمتغيرات ذات العلاقة بقضية الصحراء ، من بين المفاجئات اعتراف مصري رسمي ” بالجمهورية الصحراوية” ، اعتراف يجد له مسوغ قانوني وفق منطوق المحكمة الأفريقية لحقوق الانسان و الشعوب الصادر سنة 2022 ، و حكمي محكمة العدل الأوروبية و شهر شتنبر هذا على موعد مع صدور حكم ثالث مؤيد لسابقيه ، فضلا عن مقتضيات و التزامات الدول الافريقية ذات الصلة بالقانون التأسيسي للاتحاد الافريقي
و هنا تخص بالذكر ما تعلق منها بمجموعة دول شمال افريقيا السبع التي يتربع على عرشها الممثل الدائم السفير الصحراوي لمن ابا علي المعتمد رسميا بالاتحاد الأفريقي،و هو بالمناسبة الذي سرق الأضواء في قمة الشراكة الاقتصادية بين اليابان و الاتحاد الإفريقي للتنمية ” القمة التاسعة للسفراء و وزراء خارجية الدولة الأفريقية في قمة تيكاد التي استضافتها طوكيو قبل ايام”
و هي بالمناسبة القمة التي أثارت كثيرا من الجدل ان كنتم صاحون بين قائل و مبرر و مفسر و ممرر لمختلف الرؤى و المقاربات حول ما حصل بين الوفد المغربي و ” الصحراوي”
قمة خصصت لها مقال عرضت عبره تساؤلات حول ما حصل و ما المتوقع حدوثه في قمم الشراكة الاقتصادية الأفريقية مع الشركاء الدوليين كالصين و روسيا و تركيا قبل يومين ان كنتم تذكرون؟
بالتالي ماذا لو أقدمت أول قوة فلاحية عربية ” تقرير الفاو” و ثاني اقتصاد افريقي” صندوق النقد الدولي”، و ثاني قوة عسكرية عربية بعد السعودية” غلوبال فاير باور” ، على الاعتراف الرسمي ب”الجمهورية الصحراوية” نكاية و ردا على الاتفاقية العسكرية بين المغرب و اثيوبيا ، تأكيدا للاعتراف الضمني ؟
خاصة و أن هناك سوابق تذهب نحو هذا المنحى من قبيل مثالا لا حصرا ، دعوات مصرية رسمية لمشاركة ” الوهم ” في احتفالات مئوية البرلمان المصري بشرم الشيخ ، او مشاركة رؤساء هيأة أركان الجيوش ضمن ما عرف بقوة او قدرة شمال افريقيا ( مصر و ليبيا و الجزائر و موريتانيا و الجمهورية الوهمية باستثناء تونس ، و هذا ما يستدعي تساؤلات )..!
اليوم بات من المؤكد بروز بوادر أزمة تدهور العلاقات المغربية المصرية ، وسط مطالب شعبية مصرية بضرورة طرد الجالية المغربية ، اسوة بمطالب شعبية جزائرية و خليجية لها نفس التوجه و المطالب ، و بناءا على ما سبق سرده ، يتأكد بالواضح و المرموز مدى حجم الحصار المفروض على المغرب عربيا و افريقيا و دوليا..
و أجزم بواهم متوهم حالم هائم من يعتقد العكس بدليل :
– عسكرة اسبانيا لمياهها الإقليمية بالأبيض المتوسط و أرخبيل الكناري بالأطلسي، فضلا عن المناورات البحرية الأخيرة قبالة الحسيمة و مليلية في مياه الأطلسي ، مناورات حمالة رسائل تهديد للمغرب كما جاءت على لسان امانويل أنخيل لوبيز قائد البحرية العسكرية بمليلية الذي هدد المغرب على بعد امتار من شاطئ باديس من مغبة الصيد في المياه الإقليمية الإسبانية ، بالإضافة إلى تقليص حجم المبادلات التجارية مع المغرب، في ظل اتهامه بالتقاعس عن تنفيذ التزاماته مع الاتحاد الأوروبي ذات العلاقة بالهجرة السرية، التزامات يتقاضى عنها المغرب مقابلا بالعملية الصعبة
– قطع الجزائر كافة أشكال العلاقات الدبلوماسية و الاقتصادية مع جارها الغربي ، فضلا عن غلقها الاجواء و الحدود..وسط تصعيد عسكري لافت من خلال اجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية شملت كل الأسلحة برية و جوية و بحرية جاءت على رأسها المناورات الليلية لمختلف الأسلحة بتندوف و بشار
و في استعراض لافت للقوة في مواجهة التهديدات و المخاطر المحدقة بالمنطقة الشمال افريقية و دول الساحل و الصحراء ، عمدت الجزائر إلى بعث رسائل تحذيرية لكل من غويتا مالي و حفتر ليبيا من خلال تحليق طائرة سوخوي 30 بالمناطق الجنوبية بمحاذاة الحدود مع ليبيا و مالي
لكن استعراض القوة هذا بدى أكثر وضوحا من خلال الحماية البحرية التي وفرتها غواصة الثقب الأسود السفينة الجزائرية المحملة بالفيول كهبة دون شروط للبنان الذي يعاني من أزمة كهرباء ، و هي رسالة لكل من اسرائيل و الامارات الذين هددا بمنع مرور السفينة الى وجهتها ، استعراض القوة البحرية و دون الحديث عن سلاح الجو و البر و منظومات الدفاع الجوي ، مكن الجزائر وفق غلوبال فاير باور و ميليتاري ووتش من التربع على عرش سلاح البحرية عربيا و افريقيا دون منازع
– موريتانيا هي الاخرى كشرت عن انيابها سواء ما تعلق منها بفرض رسوم جمركية بنسبة 171٪ على الصادرات المغربية سنة 2023 ، و من بعد تراجعت عنها مع الاحتفاظ بحق تفعيلها مجددا سنة 2025 بنفس النسبة ان لم يكن اكثر و لمدة ثمانية اشهر قابلة للتمديد ، ناهيك عن المناورات العسكرية لمنظومة الدفاع الجوي شمال البلاد و التي حاكت من خلالها اعتراض و استهداف الاف 16 وحوامات الاباتشي ، علما بأن لا دولة بالمنطقة تمتلك هذه النوعية من السلاح عدا المغرب ، و هذا كفيل بطرح اكثر من علامة استفهام حول مصير العلاقات المغربية الموريتانية
– الاعمال الحربية الجارية بالصحراء بين جبهة البوليساريو و المغرب باعتراف أممي وفق ما دونه تقرير الأمين العام انطونيو غوتيريش ، و اعترف به المغرب رسميا في بيان رسمي لوزارة الخارجية بمناسبة لقاء المبعوث الشخصي الأممي ديميستورا مع وزير الخارجية بوريطة، بيان من بين ما طالب به المغرب وقف العمليات العسكرية شبه اليومية التي يقوم بها البوليساريو قبل الحديث عن اي مفاوضات مع ضرورة اشراك الجزائر ، بالتالي أصبح لزاما علينا تبرير تناقض المواقف المغربية مما يجري بالصحراء و هل هناك فعلا عمليات حربية أم أن الأمر يتعلق فقط ببروغاندا و اخبار مفبركة و عارية من الصحة ، و هذا ما يتناقض جملة و تفصيلا مع تقرير الأمين العام الأممي و بيان وزارة الخارجية المغربية بعد لقاء الوزير بوريطة و المبعوث الشخصي الأممي للصحراء دي ميستورا ، أليس كذلك؟
زوار ليل و زوار موقع الجديدة نيوز، اكتفي بهذا كما أستودعكم في حفظ من لا تضيع ودائعه، ضاربا لكم موعدا مع مستجدات و متغيرات الجغرافيا السياسية في بعدها الجيوستراتيجي بما يشمل ضفتي الأبيض المتوسط و دول الساحل و الصحراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى