عبد المالك زعزاع ينعي عبد اللطيف الحاتمي.
كلمة في حق زميلي الراحل سيدي عبد اللطيف الحاتمي
عندما ولجت المهنة وجدته قيدوما محتضنا للزملاء المبتدئين في مهنتنا العتيدة. واحتضانه كان بتعليمنا وتدريسنا القانون. واكثر من ذلك فقد يقضي حاجة كل من علم منه ان له حاجة وقد اهداني رحمه الله قطعة ثوب جميلة قمت بخياطتها بدلة (سروال ومعطف)
وقد يوجهنا في ندوة التمرين في امور الحياة بصفة عامة. فقال لنا يوما ان سبب اغلب حوادث السير هو غياب ثقافة السير والجولان… وبهندامه واناقته كان يرسل للجميع رسالة الأناقة والتميز في اللباس. وهو رحمه الله كان قدوة في الاعراف والتقاليد ولا زال متمسكا بها حتى وافته المنية وهو من كان يقوم بسلوك مهني نادر وهواشعار الزملاء انه سيستانف حكما ما او سيقوم بإجراء ما عندما يكون الزميل واياه رحمه الله ينوبان في الملف الواحد على طرفي خصومة.
و هو الذي كان يرسل للزملاء تكرما وتفضلا الوثائق والمراسلات إلى مكاتبهم
وكان قدوة في الكرم المادي والمعنوي وهذا يعرفه كل الناس الذين احتكوا واشتغلوا مع سيدي عبد اللطيف الحاتمي.
حيث كان لايخلو اي لقاء في مكتبه او منزله العامر من مادبة. وترحاب بالحضور قل نظيره. واخلاقه كانت عالية جدا قدتمتد إلى كل علاقته. اذكر يوما انه حضر الى منزلي مباشرة بعد صلاة الفجر ليعزي زوجتي جميلة في وفاة والدتها رحمها الله. نظرا لالتزامه المهني خارج مدينة الدار البيضاء . بل قديتدخل لقضاء حاجة زملائه دون ان يطلبوا التدخل فقد حكيت له يوما انا وزوجتي ان ابنتنا هاجر مريضة فتدخل للتو ليسطحبنا تاركا مشاغله لعلاجها بواسطة سيارته الخاصة.
وبالإضافة الى تمسكه بالاعراف والتقاليد والاخلاق الرفيعة كان محاميا شريفا نقي السريرة نظيف اليد.
وكان محاميا مقتدرا وهرما من اهرامات القانون والحريات والمرافعات المتالقة كان مدرسة فيها إلى جانب زملاء وقيادمة اخرين مثل النقيب درميش وذ. طيب عمر واخرون. حضرت له مرافعات متميزة في ملفات عديدة ابدع فيها وافاد واجاد. اظهر فيها شجاعته وتضلعه في القانون. وهو من علمنا اثارة الدفوع الشكلية في استهلال المرافعات قبل الدفوع الموضوعية. التي مع الأسف بدات تندثر ويستغرب بعض زملائنا اثارتها وبعض القضاة
يستعجلوننا فيها.
و من المرافعات المشهودة مرافعاته القيمة المتميزة في ملف طلبة كلية الطب. وكان محاميا بارزا في ملفات الإسلامين. حتى نعته احد رجالات الصحافة بانه مدافع ومحام التيار الإسلامي بالمغرب. بالإضافة إلى الزميل المقتدر المحترم الوزير ذ. مصطفى الرميد واخرون…
واشتغلت معه في منتدى الكرامة لحقوق الانسان حيت كنت اشغل منصب امين المال. وكان رئيسا يحرص على الالتزام بالوقت ويستمع إلى اراء اعضاء المكتب ويشتغل باليات وقواعد العمل الجماعي المنضبط. وأثناء ولايته عرف منتدى الكرامة اشعاعا متميزا. وفي كل الإجتماعات كان رحمه الله اذا رافقته في الطريق يحرص ان يوصل من رافقه الى باب منزله ورايته يقف قليلا حتى يدخل المرافق له منزله. انه رجل قانون عظيم و فكر وحقوق ودعوة وعمل اجتماعي متميز. حيث اشرف على عدة مؤساسات الى جانب محسنين فضلاء بمدينة الدار البيضاء.
ان فضائل هذا الرجل على وطننا الحبيب المغرب كثيرة ومتعددة. اذ كان رجل عطاء دون ان يفكر في المقابل. ومن الملفات التي خذم فيها بلده وشرفه هو مساهمته الكبرى في الدفاع عن استقلال القضاء لما اسس جمعية الدفاع عن استقلال القضاء . حيث التمييز بين استقلال القضاء واستقلال القاضي المعروفة. وعندمساهمته الكبرى في ملفات وطنية مثل اصلاح منظومة العدالة واشرافه على مجلس المنافسة.
ومهماذكرت من مناقب لهذا الرجل لن استطيع حصرها لكون المرحوم والمشمول بعفوالله كان رجل افضال على محيطه ومعلما متميزا لمن جلس اليه سواء في ندوة التمرين او غيرها. عالي الاخلاق انيق الملبس ونظيف الفكر. مدافعا مقنعالمن يستمع اليه وَبفقد هذا الرجل فقدنا رجل قانون كبير ورجل فكر حر ومستقل. مدافعا بارعا عن حقوق الانسان في هذا البلد ورجل دعوة وسطي ومعتدل. رحمك الله سيدي عبد الطيف. نم قرير العين في قبرك. تغمدك الله بواسع المغفرة والرحمة. والحقنا بك مسلمين غير مبدلين ولا مغيرين. كما فعلت. اللهم ارزق اسرته الكبيرة والصغيرة الصبر والسلوان في فقدانه. انا لله وانا اليه راجعون وانا لفقدانك سيدي عبد اللطيف لمحزنون.
الأستاذ عبدالمالك زعزاع
الدار البيضاء في2024/9/7