إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة.. وهناك أدلة كافية قبل صدور إدانة المحكمة الدولية.
باحث إسرائيلي في الهولوكوست: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة.. وهناك أدلة كافية قبل صدور إدانة المحكمة الدولية.
في مقال لاذع عن القتل الجماعي والدمار في غزة، قال عاموس غولدبرغ، أستاذ تاريخ المحرقة “الهولوكوست” في قسم التاريخ اليهودي واليهود المعاصرين في الجامعة العبرية في القدس، إن إسرائيل ترتكب جريمة الإبادة الجماعية.
وكتب غولدبرغ في مقال نشره موقع “مشروع فلسطين” رافضا العديد من الحجج الخاطئة التي استشهد بها المدافعون الإسرائيليون لإنكار الفظائع التي ارتكبت في غزة، قائلا: “نعم، إنها إبادة جماعية”.
وأضاف الباحث الإسرائيلي في مداخلته التي أعاد نشرها موقع “ميدل إست مونيتور”، أنه من الصعب والمؤلم للغاية الاعتراف بذلك، ويقصد الإبادة الجماعية. واستدرك بالقول “ولكن على الرغم من كل ذلك، وعلى الرغم من كل جهودنا للتفكير بشكل مختلف، بعد ستة أشهر من الحرب الوحشية، لم يعد بإمكاننا تجنب هذا الاستنتاج”.
إن مقال غولدبرغ هو الأحدث من أحد كبار الخبراء في هذا الموضوع للوصول إلى مثل هذا الاستنتاج المدمر، كما يلاحظ “ميدل إيست مونيتور”، بعد أن ذكر المقال أن الإسرائيليين مخطئون في وجهة نظرهم بأن الإبادة الجماعية يجب أن تبدو مثل الهولوكوست قبل أن يتم تصنيفها على هذا النحو، يشرح لماذا يعتقد أن تصرفات إسرائيل يمكن اعتبارها إبادة جماعية.
ويعترف غولدبرج بأن الأمر سوف يستغرق عدة سنوات قبل أن تتخذ محكمة العدل الدولية قرارها النهائي بشأن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا. ومع ذلك، يرى البروفيسور الإسرائيلي أن هناك أدلة كافية للتوصل إلى أن إسرائيل تمارس إبادة جماعية في غزة قبل أن تصدر محكمة العدل الدولية حكمها.
وقال غولدبرغ: “سوف تمر عدة سنوات قبل أن تصدر المحكمة في لاهاي حكمها، لكن يجب ألا ننظر إلى الوضع الكارثي من خلال العدسات القانونية البحتة”.
وأضاف أن “ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية لأن مستوى ووتيرة القتل العشوائي والدمار والطرد الجماعي والتهجير والمجاعة والإعدامات ومحو المؤسسات الثقافية والدينية وسحق النخب، بما في ذلك قتل الصحفيين”.
واعتبر البروفيسور الإسرائيلي أن “التجريد الشامل من الإنسانية للفلسطينيين يخلق صورة شاملة للإبادة الجماعية، والسحق الواعي والمتعمد للوجود الفلسطيني في غزة”.
وفي إحدى الحجج الأكثر إقناعًا التي قدمها غولدبرغ، يذكر البروفيسور الإسرائيلي أن “القاسم المشترك” في معظم عمليات الإبادة الجماعية هو ادعاء مرتكبي أعمال الإبادة الجماعية بأن الدافع وراء أعمال الإبادة الجماعية هو الدفاع عن النفس. وقال غولدبرغ: “من الناحية التاريخية، لا يتعارض الدفاع عن النفس مع الإبادة الجماعية، ولكنه عادة ما يكون أحد أسبابها الرئيسية، إن لم يكن السبب الرئيسي”.
ويختتم غولدبرغ بتحذير من أن إسرائيل تسير على طريق الإبادة الجماعية ضد السكان الأصليين في فلسطين منذ تأسيسها في عام 1948 عندما تعرض أكثر من نصف السكان للتطهير العرقي. ويذكر الحقيقة المعروفة وهي أن هناك صلة بين التطهير العرقي والإبادة الجماعية.