ماذا قدم الفنانون والسينمائيون المغاربة للقضية الفلسطينية؟
بقلم:الناقد السينمائي مصطفى الطالب
و السينمائيون يحتفلون بالإبداع السينمائي الوطني بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، من حقنا أن نتساؤل ماذا قدم الفنانون والسينمائيون المغاربة للقضية الفلسطينية والإباة الجماعية لغزة بعد مرور سنة عليها؟ هل هناك فيلما واحدا بين الأفلام المعروضة بالمهرجان يتطرق لمحرقة غزة؟ أم أن الحس الإنساني والقومي لم يعد سيد الموقف واستبدل بالموقف الصهيوني المؤسس على الكذب والتزوير وعلى شرعنة الاحتلال؟ أم أن قصص “الدربوكة والطعرجة” أفضل من قصص الشهداء والقتلى والأشلاء وحرق الأحياء بالمخيمات والأيتام والثكالى وقصص السجناء وقتلهم في الحفر؟
إن صمت السينمائيين المغاربة (لا أتحدث عن مواقفهم الشفهية) وعدم خوض غمار إخراج فيلم على الأقل حول إبادة غزة، ومن ورائهم المركز السينمائي والوزارة الوصية مريب جدا ويطرح عدة تساؤلات حول هذا الموقف اللامفهوم، علما أن الخطابات الملكية وهي تتطرق للقضية الوطنية قضية الصحراء المغربية لا تنسى القضية الفلسطينية كقضية ثانية للمغاربة. وهذه إشارة قوية للجميع.
لا يعقل أن نجد مخرجين يتهافتون على تصوير سيناريوهات عن قصص هجرة اليهود المغاربة إلى فلسطين المحتلة أو عودتهم (رغم البعض كان مجندا هناك) إلى المغرب، ولا يأخذهم الضمير الإنساني أو الإحساس بالمسؤولية اتجاه إخواننا الفلسطينيين من أجل تقديم عمل ولو بسيطا ينقذ ماء الوجه وينقذ المسؤولين عن المشهد السينمائي المغربي من الاتهام بالتواطئ مع العدو سيما وأن بعض السينمائيين المغاربة سبق وأن شاركوا في مهرجانات صهيونية بفلسطين المحتلة قبل طوفان الأقصى وربما خلال محرقة غزة.
نتمنى أن يقوم السينمائيون والفنانون المغاربة بما قام به العديد من الجامعيين والأطباء والمحامين والطلبة برفض التعامل او التعاون مع ممثلين عن الكيان الصهيوني، وأن نراهم في ساحة التضامن الجماهيري مع غزة كما يفعل السينمائيون الغربيون في أمريكا وأوروبا وهم يتحدون اللوبي الصهيوني المسيطر على السينما العالمية وانتاجاتها، لا يخشون أن تقطع ارزاقهم، فالرزق بيد الله كما يقول المغاربة هههه إن الكل مسؤول عما يجري في غزة سواء تضامن او لم يتضامن، فهذه قضية إنسانية قبل كل شيء ولسنا مطالبين أن نكون عربا او مسلمين لكي نعبر عن تضامنين، وان كان هذا الانتماء هو سيد الموقف.
وأصرح هنا: انا لا اتهم احدا ولا نوايا أحد لأن جل المغاربة مع غزة وفلسطين، ولكن للمواقف برهان وعمل على أرض الواقع، وكما يقال ” الشفوي لا يداوي”.
وأملنا ان يتم تخطي حاجز الخوف من “المعيقات” ويتم إنتاج فيلم مغربي بجودة فنية حول القضية الفلسطينية وبالخصوص حول محرقة غزة التي دخلت عامها الثاني دون ان يتحرك الضمير العربي ليوقفها.
بقلم؛ مصطفى الطالب